نهر ديالى يواجه خطر الاندثار بعد تحوله الى مكب للنفايات والمياه الآسنة

حذر مسؤولون مختصون من خطر اندثار نهر ديالى بسبب التهديدات التي تواجهه من شحة في المياه وارتفاع نسبة الملوحة جراء الملوثات، مشيرين الى ان النهر متوقف عن الجريان بشكل انسيابي منذ اكثر من 10 سنوات وجميع مياهه هي من قنوات البزل والمياه الثقيلة من مشاريع الصرف الصحي

وقال مدير زراعة ديالى ماجد العزاوي لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) ان "شحة المياه وارتفاع نسب الملوحة والكبريت في مياه نهر ديالى جراء قلة الأمطار منذ اكثر من عقد من الزمن تسبب بتدمير 25% من البساتين و80% من الاراضي الزراعية التي تعتمد على مياه النهر

وأضاف ان "النهر متوقف عن الجريان بشكل انسيابي منذ اكثر من 12 عاما والمياه التي يحويها تغير لونها جراء الملوحة العالية والملوثات التي يجري تصريفها من خلاله"، مشيرا الى ان " ذلك تسبب بملوحة التربة وتدمير اشجار البساتين خاصة في جنوب ناحية بهرز الواقعة على مسافة 8 كلم جنوب بعقوبة، باستثناء اشجار النخيل التي قاومت تلك الظروف الا انها فقدت الكثير من انتاجيتها". وبين العزاوي ان " دائرة زراعة ديالى طالبت بزيادة الاطلاقات المائية الى نهر ديالى لتطهيره من الملوثات وخفض نسب الملوحة "، مشيرا الى "صعوبة تنفيذ هذه الخطة في الوقت الحالي بسبب قلة الامطار والجفاف وتوجيه موارد المياه لتأمين مياه الشرب وانقاذ البساتين من الهلاك

ويعاني نهر ديالى من اهمال الجهات المعنية فيما يخص عمليات الكري والتطهير و إزالة للحشائش والقصب التي تعلو لأمتار على جانبيه مما تؤثر على تدفق مياهه، وهو الان في أسوء حالاته مما ولد مخاوف كبيرة لدى اهالي ديالى من اندثار النهر بعدما وصلت المياه المتدفقة فيه الى نسب ضئيلة جدا

وتؤكد دائرة بيئة المحافظة ان "نهر ديالى يتعرض بشكل مستمر للعديد من الملوثات ومنها رمي كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي مباشرة دون معالجتها، اضافة الى رمي مخلفات المستشفيات الحكومية والنفايات وهي ذات خطورة بالغة جدا نظرا لما تحويه من مواد كيمائية

وكشف مدير البيئة في ديالى عبد الله الشمري لـ (آكانيوز) عن "قيام دائرته بفرض غرامات مالية بحق عدد من الدوائر والجهات التي ترمي بالملوثات ومياه الصرف الصحي في نهر ديالى"، مؤكدا ان " دعاوى قضائية ستقام ضد الدوائر التي لا تلتزم بقوانين حماية البيئة وخاصة الانهار والجداول في المحافظة

واشار الشمري الى "وجود مواقع رصد لمراقبة تلوث المياه وخاصة نهر ديالى الذي يعد الأكبر في المحافظة الى جانب المواقع الاخرى في الانهر والجداول

بدوره كشف مدير الموارد المائية في ديالى باسم مجيد عن " تنفيذ خطة لكري وتنظيف نهر ديالى ضمن مركز مدينة بعقوبة كمرحلة اولى ومن ثم رسم خطط لتنفيذ الكري والتنظيف في المناطق الاخرى

وقال مجيد متحدثا لـ (آكانيوز) ان "انحسار وضألة الحصة المائية بعد عام 2008 سبب نمو نباتات القصب والبردي والادغال الاخرى في النهر وعلى جانبيه بشكل واسع

واوضح ان "معدل اطلاقات نهر ديالى في السابق لا تقل عن 30 مترا مكعبا في الثانية الا انها لا تتجاوز 10 مترا مكعبا حاليا مع انعدامها في الكثير من الفترات"، مؤكدا ان "الشحة المائية اجبرت دائرته على تحويل المياه الى الانهار والجداول وتقنينها عن نهر ديالى لتأمين مياه الشرب وسقي البساتين التي بدأت تستعيد عافيتها

وبين مجيد ان " هناك تجاوزات من قبل دوائر البلديات والصحة على نهر ديالى مما سبب تلوث النهر وتغيير لونه الطبيعي". لافتا الى "استمرار دائرته باجراءات انقاذ النهر من الاوبئة والملوثات

من جهته يؤكد المواطن(محمد العزاوي 44 عاما) وهو من سكان مدينة بعقوبة ان "مياه النهر تغيرت بشكل كبير خلال السنوات الماضية ويمكن ملاحظتها بشكل واضح وبالعين المجردة إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة منها عند الاقتراب من النهر

ودعا العزاوي "الجهات الحكومية والدوائر المعنية الى انقاذ نهر ديالى واعادة صورته البهية التي فقدها خلال الاعوام السابق باعتباره ذاكرة محافظة ومعلمها الاول عبر التاريخ". وينبع نهر ديالى من فرعين أحدهما من إيران والآخر من العراق ويمر بثلاث محافظات عراقية وهي السليمانية ومحافظة ديالى التي سميت باسمه ومحافظة بغداد ويرتبط بدجلة جنوب محافظة بغداد ويبلغ طوله نحو 445 كم ويحتوي النهر على بحيرتين هما دربنديخان في محافظ السليمانية وبحيرة حمرين في محافظة ديالى ضمن تلال حمرين. ويروي النهر آلاف الهكتارات الزراعية حيث يعتبر شريان الحياة لاهل ديالى الذين يشتهرون بصلاحية أرضهم للزراعة وخاصة الحمضيات وكذلك الرمان وخاصة في مدينة المقدادية (شهربان

آكانيوز