مشروع عقاري تنفذه شركة صينية بالعراق

مشروع عقاري تنفذه شركة صينية بالعراق الذي يعاني ازمة سكن تكريت، العراق اول فبراير 2012 (شينخوا) على مقربة من ضفاف نهر دجلة في مدينة تكريت (170 كم شمال بغداد)، شرعت شركة ((كولدنغ كولف انتربرايز ليميتد)) الصينية في تنفيذ مشروع عقاري ضخم اطلق عليه اسم "بوابة تكريت" بتكلفة تقديرية بقيمة 80 مليون دولار

وتعد هذه الشركة هي اول شركة صينية تخوض غمار تجربة الاستثمار في مجال العقارات بالعراق الذي يعاني من ازمة سكن خانقة، حسب مديرها تشو تشانغ يو. ويقول تشو تشانغ يو، لوكالة انباء ((شينخوا)) إن "شركته بدأت في بناء مدينة سكنية جديدة على مقربة من ضفاف نهر دجلة، تتكون من 413 فيلا مختلفة الاحجام والاشكال

ويقسم يو المشروع الى اربع فئات من حيث مساحة الفيلات التي تتراوح بين 250 ونحو 500 متر مربع. ويوضح ان "المساحة الكلية للمدينة الجديدة تبلغ اكثر من 220 الف متر مربع، منها 133 الف متر مربع مخصصة لبناء الفيلات ونحو 80 الف متر مربع مخصصة للشوارع والارصفة". وتضم المدينة الجديدة التي بدأ العمل بها 65 عاملا ومهندسا واداريا صينيا، بالاضافة الى نحو 50 عاملا عراقيا "سوقا تجاريا وناديا ترفيهيا ومدرسة ومسجدا، بالاضافة الى مناطق خضراء تبلغ مساحتها 20 الف متر مربع"، حسب المدير الصيني. ومن المتوقع ان يصل عدد العاملين في المشروع الى مايقرب من 500 شخص بعد انطلاق العمل وبلوغه مراحل متقدمة

ويعاني العراق من ازمة سكن هو بحاجة الى 20 عاما كي يتجاوزها، حسب ما تشير تقارير ودراسات اعدتها منظمات غير حكومية وشركات عالمية. فيما تقول وزارة الاسكان العراقية ان البلاد بحاجة الى مليونين ونصف المليون وحدة سكنية لتجاوز هذه الازمة. واعلنت مؤخرا عن اطلاق القروض الاسكانية بقيمة 35 مليون دينار عراقي (29 الف دولار) لسكان العاصمة بغداد، و30 مليون دينار عراقي (25 الف دولار) لسكان المحافظات للمساهمة في حل أزمة السكن الخانقة في العراق

ويؤكد خبراء في السوق العقارية العراقية ان ازمة السكن تتفاقم سنويا لان كل محافظة عراقية تحتاج الى 100 الف وحدة سكنية في العام جراء ارتفاع عدد السكان. ويشير عضو لجنة الخدمات والاعمار في البرلمان العراقي احسان العوادي بدوره الى حدة الازمة، قائلا "إن العراق يحتاج الى الف عام لسد النقص الحاصل لديه في الوحدات السكنية في حال بقاء الحكومة معتمدة على جهد وزارة الاعمار والاسكان لبناء الوحدات السكنية". ويؤيد العوادي اللجوء الى الاستثمار للقضاء على ازمة السكن، قائلا إن" العراق (..) لديه عدة مشاريع منها التعاقد على مليون وحدة سكنية مع شركات كورية استثمارية

ويشاطر استبرق الشوك الوكيل الاقدم لوزارة الاسكان والاعمار العراقية العوادي الرأي، قائلا "إن الحل الامثل لازمة السكن هو إشراك قطاع الاستثمار لسد جزء من الحاجة السكنية المتفاقمة في البلاد". ويعد مشروع "بوابة تكريت" من اكبر المشاريع الاسكانية في محافظة صلاح الدين التي تحاول تعويض النقص الكبير في الموارد المالية الحكومية لتنفيذ المشاريع الاسكانية التي تحتاجها للمساهمة في توفير بعض الطلب المتزايد على المنازل السكنية. ويرى رئيس هيئة استثمار محافظة صلاح الدين جوهر الفحل، ان "المشروع الصيني من اهم المشاريع التي تنفذ في مجال الاسكان عالي المواصفات"، لافتا الى ان التكلفة التخمينية للمشروع من قبل الشركة الصينية تبلغ مايقرب من 80 مليون دولار

وقال الفحل لـ (شينخوا) إن الشركة الصينية قد بدأت بأعمال حفر الاساسات بالفعل وبلغت نسبة الانجاز في المشروع 8 بالمائة رغم عدم اعلان انطلاق المشروع رسميا، متوقعا انجاز المشروع خلال عامين. ويثني المستثمر العراقي صائب الجنابي، على المشروع الصيني. ويقول الجنابي وهو شريك بالمشروع "إنه سيوفر العديد من فرص العمل للعاطلين في المحافظة، وسيساهم في زيادة خبرات العاملين العراقيين من خلال اختلاطهم بنظرائهم الصينيين في مجال البناء والتخطيط والتنفيذ، خاصة ان الشركة الصينية جلبت معامل متخصصة من الصين". واعرب الجنابي عن تفاؤله بنجاح المشروع. وقال إن "العديد من سكان وموظفي المحافظة يتصلون به او يزورون مقر الشركة للاستفسار والاطلاع على ماكيتات الفيلات وطريقة بيعها". واوضح الجنابي في هذا الصدد ان الشركة ستعتمد طريقين في بيع الفيلات، الاولى عن طريق الدفع الكاش، والثانية عن طريق الاقساط من خلال دفع نسبة تتراوح بين 25 الى 35 بالمئة من سعر الفيلا وتقسيط المبلغ المتبقي لمدة اربع سنوات على اقساط شهرية او فصلية. من جانبه، قال خلف الصبح، المهندس المشرف على المشروع من الجانب العراقي، إن البناء سيكون بمواصفات عالمية

فيما توقع محمد ابو فهد وهو صاحب مكتب لبيع العقارات في تكريت، ان يساهم المشروع في انخفاض اسعار العقارات في تكريت، لكنه استدرك قائلا "إن الاسعار ستعود الى طبيعتها بعد فترة وذلك للنقص الكبير في عدد الوحدات السكنية الذي تعاني منه محافظة صلاح الدين". وربط ابو فهد بين الاستقرار السياسي ونجاح مثل هذه المشاريع الكبيرة والمهمة. وقال "إذا استقر الوضع السياسي وحصلت هناك مصالحة وطنية حقيقية، فان العديد من العوائل التي غادرت العراق خلال السنوات التسع الماضية وباعت منازلها، ستعود وستبحث عن سكن لائق بها، وهنا تكمن اهمية مشروع بوابة تكريت، الذي تنفذه الشركة الصينية لانه مشروع متكامل وفيه كل المواصفات الجيدة

وكان سامي الاعرجي رئيس هيئة الاستثمار العراقية قد اعلن في تصريحات صحفية ان العراق يخطط لبناء مليون وحدة سكنية في غضون السنوات القادمة، مؤكدا ان بلاده تولي ذلك الامر الاولوية في استقطاب الاستثمارات الاجنبية