واشنطن وبغداد تؤسسان لمصالح امنية وسياسية واقتصادية مشتركة طويلة الامد
فيما اكدت واشنطن وبغداد اليوم على تعزيز وتوسيع علاقات المصالح المشتركة المستقبلية سياسيا وامنيا واقتصاديه خلال السنوات المقبلة فقد بحث وزير الخارجية الاميركي جون سوليفان مع العبادي علاقات البلدين السياسية والاقتصادية والاعمار والأزمة مع اقليم كردستان اضافة الى تفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008 .
وأكد العراق والولايات المتحدة الأميركية التزامهما بتطوير وتعزيز الشراكة الدائمة القائمة على المصالح المشتركة التي ستستمر في التوسع في السنوات المقبلة. وقال البلدان في بيان صحافي مشترك اثر اختتام الاجتماع الخامس لـ “لجنة التنسيق العليا لاتفاق الاطار الاستراتيجي” في بغداد الاحد انه في الوقت الذي “نحافظ فيه على شراكتنا الأمنية القوية لضمان الهزيمة الدائمة لداعش فاننا نعمل على إعادة تنشيط علاقاتنا السياسية والإقتصادية لدعم الاقتصاد العراقي في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين وتلبية احتياجات العراق في مجال إعادة الإعمار وسنواصل تعزيز روابطنا لبناء علاقة متعددة الأبعاد من خلال التجارة والتعليم والتبادل الثقافي والحماية الثقافية وتنفيذ القانون وحماية البيئة والطاقة وغيرها من المجالات الحيوية”.
وترأس الوفد العراقي في الاجتماع نائب وزير الخارجية العراقي نزار خير الله فيما ترأس الوفد الاميركي نظيره جون سلوفيان حيث اشارا الى انه في عام 2008 “وقًعت دولتانا على اتفاقية الإطار الاستراتيجي (SFA) لتاكيد رغبة الجانبين في إقامة روابط دائمة للتعاون والصداقة واليوم فان اتفاقية الإطار الاستراتيجي (SFA) هي بمثابة الأساس الذي نبني عليه علاقة قوية ومفيدة للجانبين ونجتمع اليوم مرة أخرى في بغداد للتأكيد و من جديد على التزامنا بهذه الشراكة الهامة ومبادئ التعاون والسيادة والاحترام المتبادل التي أعربت عنها اتفاقية الإطار الاستراتيجي”.
وشارا الى ان اتفاقية الإطار الاستراتيجي ( قد وضعت الأساس للتعاون في المستقبل لا سيما في مجالات التعاون السياسي والدبلوماسي والتعاون التجاري والمالي .
وفيما يخض التعاون السياسي والدبلوماسي فقد أكدت الولايات المتحدة “انها ملتزمة بدعم العراق حيث انها تقوم بتعميق وتطويرعلاقاته السياسية والاقتصادية مع الحلفاء الإقليميين بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي”. وشددت على رغبتها مجددا في تعميق التعاون فى المجالات ذات المنفعة المتبادلة فى المحافل الدولية “وقد وافقت حكومتانا على إنشاء لجنة فرعية تركز على تبسيط الاجراءات المتعلقة بتأشيرة الدخول والإقامة في العراق”.
وفيما يخص التعاون التجاري والمالي فقد أكد الجانبان الاميركي والعراقي على ” انهما سيعملان على تنشيط اطارالاتفاق التجاري والاستثماري لخلق تحسينات مجدية في مناخ الاستثمار في العراق واجتذاب الاستثمارات التي تحتاج إليها و بشدة مشاريع إعادة الإعمار في جميع أنحاء العراق حيث أكدت الولايات المتحدة التزامها أيضا بدعم مشاركة العراق المستمرة فى برنامج صندوق النقد الدولي لضمان الاستقرار المالي وتعزيز الاصلاح الاقتصادي”.
ومن جانبه أكد العراق بإنه يعمل على الانضمام إلى اتفاقية نيويورك بشأن الاعتراف بقرارات التحكيم الأجنبية وتنفيذها (1958) من أجل تعزيز ثقة المستثمرين في قدرة حكومة العراق ورغبتها في توفير آلية رسمية لتسوية النزاعات التجارية”. واتفقت الحكومتان على تشكيل مجموعة عمل لمعالجة النزاعات التجارية التي طال امدها من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية واعطاء الاشارة إلى الشركات الامريكية بان العراق منفتح للاعمال التجارية.
العبادي وسوليفان لتفعيل الاتفاقية الاستراتيجية بين بلديهما
وبحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع سليفان والوفد المرافق له تطوير العلاقات بين البلدين واجتماعات اللجنة التنسيقية العليا لتفعيل اتفاقية اطار العمل الاستراتيجي المشتركة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية في بغداد اليوم.
واكد سيلفان دعم بلاده للعراق في مختلف المجالات وبالاخص مع الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية على عصابات داعش الارهابية ودعم جهود الإعمار وتحفيز الاقتصاد العراقي كما نقل عنه المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية في بيان صحافي.
وجرى خلال اللقاء ايضا التأكيد على اهمية العلاقات الاقتصادية العراقية الاميركية وجذب الاستثمارات الاجنبية الى العراق وخلق فرص عمل جديدة.
واكد السيد سيلفان دعم بلاده للعراق في مختلف المجالات، وبالاخص مع الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية على عصابات داعش الارهابيةودعم جهود الإعمار وتحفيز الاقتصاد.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على اهمية العلاقات الاقتصادية و جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل.
——————-
ووصل المسؤول الاميركي الى بغداد في وقت سابق اليوم وجرى خلال اللقاء بحث تطوير العلاقات بين البلدين ونتائج اجتماعات اللجنة التنسيقية العليا لتفعيل اتفاقية اطار العمل الستراتيجي المشتركة بين العراق و الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث حيثحيث قالت السفارة الأميركية في بيان صحافي تابعته “أيلاف” ان سوليفان يرأس وفدا مشتركا من مؤسسات اميركية مختلفة للمشاركة في اجتماعات “لجنة التنسيق العليا” العراقية الاميركية الهادفة لتعزيز شراكة اميركية طويلة الأمد مع العراق والشعب العراقي. واشارت الى ان المسؤول الاميركي يعتزم خلال مباحثاته في العاصمة العراقية التركيز على توسيع العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والعراق وزيادة الاستثمارات الأجنبية لتسهيل إعادة إعمار العراق بعد 14 عاما من الحرب ومكافحة الإرهاب ومناقشة الجهود الرامية إلى ضمان هزيمة داعش الأبدية والأولويات الاستراتيجية الإقليمية والتقدم الحاصل في إقليم كردستان العراق .
تعديل اتفاقية الاطار الاستراتيجي
ويرغب العراق في تفعيل “اتفاقية الإطار الستراتيجي” مع الولايات المتحدة الموقعة في 17 نوفمبر عام 2008 ادراكا منه لحاجة العراق الملحة للأميركيين لدعم جهود إعادة اعمار المناطق المحررة واستقرارها امنيا .. حيث نصت الاتفاقية على إن جمهورية العراق والولايات المتحدة الأميركية قد اكدا في هذه الاتفاقية العمل على “دعم وتعزيز المؤسسات الديمقراطية في العراق التي تم تحديدها وتأسيسها في الدستور العراقي ومن خلال ذلك تعزيز قدرة العراق على حماية تلك المؤسسات من كل الأخطار الداخلية والخارجية”.. ودعم وتعزيز “الأمن والاستقرار في العراق وقدرته على ردع جميع التهديدات الموجهة ضد سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها حيث يواصل الطرفان العمل على تنمية علاقات التعاون الوثيق بينهما فيما يتعلق بالترتيبات الدفاعية والأمنية دون الإجحاف بسيادة العراق على أراضيه ومياهه وأجوائه”.
ونصت الاتفاقية أيضا على تعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة من اجل “بناء اقتصاد مزدهرٍ ومتنوعٍ ومتنامٍ في العراق، ومندمج في النظام الاقتصادي العالمي”.. ودعم جهود العراق لاستثمار موارده من أجل التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة والاستثمار في مشروعات تحسّن الخدمات الأساسية للشعب العراقي.. ودعم تطوير اندماج وأمن نظام العدالة الجنائية العراقي بما في ذلك الشرطة والمحاكم والسجون.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد شكلت في وقت سابق لجنة رفيعة المستوى لتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وهي برئاسة وزير الخارجية ابراهيم الجعفري وعضوية وكلاء وزارات التعليم العالي والخارجية والدفاع والمالية والتجارة والنقل والثقافة اضافة الى ممثلين للأمانة العامة لمجلس الوزراء .
وقد تم وضع اتفاقية الإطار الاستراتيجي للمستقبل بعيد المدى وهي تعلن ذلك صراحة في إحدى فقراتها التي تقول حرفيا ( تظل هذه الاتفاقية سارية المفعول ما لم يقدم أي من الطرفين إخطاراً خطياً إلى الطرف الآخر بنيته على إنهاء العمل بهذه الاتفاقية ويسري مفعول الإنهاء بعد عام واحد من تاريخ مثل هذا الإخطار).
والاسم الكامل لهذه الاتفاقية هو “اتفاق الإطار الإستراتيجي لعلاقة صداقة وتعاون بين جمهورية العراق والولايات المتحدة” وتكمن اهميتها في ترسيم أفق العلاقات المستقبلية بين البلدين في سياق الرغبة المشتركة لإقامة علاقة طويلة الأمد وتلبية الحاجة لتوفير الدعم اللازم لإنجاح العملية السياسية في العراق” فهي إذاً اتفاقية مخصصة للمستقبل طويل الأمد .
الوثيقة |