جدران المدارس فـي واسط تتحول إلى رسائل غرام تطارد الطالبات
أثارت عبارات وكلمات غزل، أو لعلّها تكون رسائل غرامية "مشفّرة" انتشرت مؤخراً على أسيجة بعض مدارس البنات في محافظة واسط، استياءً شديداً من قبل إدارات تلك المدارس والأهالي، وفيما وصفن طالبات مثل تلك العبارات بأنها نوع من الطيش والمراهقة وانعدام الذوق والأخلاق، أكدت قيادة شرطة واسط، أنها ستعمل على متابعة هذه الظاهرة بدقة ولا بد من إجراءات عقابية رادعة بحق الأشخاص الذين يتم ضبطهم متلبسين بتنفيذ تلك الأعمال المشينة.
وتقول مديرة إحدى مدارس البنات الثانوية في مدينة الكوت في حديث لـ(المدى)، إن "إدارة المدرسة والطالبات فوجئن في أحد الأيام، بأن السياج الخارجي للمدرسة التي تقع في وسط حي سكني، قد امتلأ بالكتابات التي على ما يبدو، أنها تمسّ الطالبات من دون أن تكون هناك إشارة واضحة الى طالبة معينة."
وأضافت أن "تلك الكتابات تمّت بواسطة أصباغ الرش (السبريه) وبطريقة فوضوية، مايدل على جهل وتخلف وطيش القائمين بها من الشباب، الذين تناسوا أنه ربما لهم شقيقات في المدرسة."
وأشارت مديرة المدرسة الى أن "هذه العبارات بقدر ما هي خروج عن الذوق والأدب وقلة الحياء، فإنها شوهت سياج المدرسة من دون أن تنال من أحدٍ بقدر حالة السخط الشديد من قبل إدارة المدرسة والطالبات والأهالي على من قام بتلك الأعمال."
ويقول عبد الكريم المحراب، وهو والد إحدى الطالبات إن "هذه الظاهرة ظهرت بصورة مفاجئة، وشملت العديد من المدارس في أحياء متفرقة من المدينة، وكأن هناك جهة معينة قامت بهذا العمل المشين."
موضحاً أن "تلك العبارات التي تدل في مضمونها على أنها تعبير عن نوع من التحرش من قبل شباب طائشين غير مهذبين ولا يملكون أيّ نوع من الذوق والأدب، هم في الواقع فاشلون في الدراسة والحياة وفي التربية."
ولفت الى أن "من يحب شخصاً آخر فعلاً، لا يمكن أن يقوم بهذه الأعمال التي تعكس جهل وأمية القائمين بها لاسيما وأن أغلب تلك العبارات، لا تعدو عن كونها كتابات فوضوية، وربما أرقام هواتف غير مكتملة"، عاداً الظاهرة "نوعاً جديداً من التحرش."
وطالب تربية المحافظة وإدارات المدارس بـ"ضرورة وضع كاميرات للمراقبة حول تلك المدارس لرصد الأشخاص الذين يقومون بمثل هذه الأعمال الصبيانية، بغية تقديم شكاوى ضدهم ومحاسبتهم وفقاً للقانون."
مشيراً الى أن "مثل تلك الكتابات، وإن كانت عامة ولا تمس طالبة بذاتها، فهي تثير غضب واستياء أولياء الأمور وحتّى السكان القريبين من المدرسة وعامة أبناء المجتمع، الذي يرفض رفضاً قاطعاً مثل هذه السلوكيات الخاطئة والمنحرفة."
من جانبها تقول إحدى الطالبات إن "العبارات التي تكتب على أسيجة المدارس من قبل أشخاص مجهولين، تعكس في الواقع، انعدام الأخلاق وقلة الوعي والثقافة للشخص الذي يقوم بها."
وأضافت لـ(المدى)، أن "مثل تلك العبارات والكلمات التي يعتقد أصحابها أنها تعكس الحب والعشق لشخص ما، هي في الواقع لا قيمة لها أبداً، ولم تنل من سمعة أية طالبة، إنما العكس صبّت غضباً شديداً على القائمين بها من قبل الجميع."
وقالت إن "من يقوم بكتابة عبارة تحرش بأيّ شكل كانت على مدرسة للبنات، عليه أن يفكر بأخته، فلابد وأن له أختاً كانت أو ستكون في المدرسة يوماً ما."
وفي قيادة شرطة واسط، كانت هناك إجراءات عديدة لتقصّي أسباب هذه الظاهرة والوقوف على أبعادها وملاحقة القائمين بها من خلال جملة من الأمور التي اتخذت بهذا الشأن، وفقاً لمصدر في قيادة شرطة واسطـ والذي بيّن أن "هناك مجموعة من الإجراءات تم اتخاذها على خلفية انتشار هذه الظاهرة، ومنها تكثيف المفارز والدوريات قرب تلك المدارس وتعزيزها بجهد استخباري لعناصر بزيّ مدني."
وأضاف أن "القيادة عقدت مؤتمراً أمنياً موسعاً مع حراس المدارس والمختارين، لبحث تداعيات هذه الظاهرة ووضع جملة من النقاط التي تهدف الى كشف القائمين بها وملاحقتهم وفقاً للقانون."
وأوضح المصدر أن "المؤشر لدى الأجهزة الامنية، أن من يقوم بهذه العملية مجموعة من الشباب الطائشين، بعضهم يستخدمون دراجات نارية، واغلبهم مراهقون، ليس لهم هدف معين، إنما فورة الطيش والسذاجة تدفعهم
لذلك."
مؤكداً أن "الأجهزة الامنية، سوف لم ولن تتهاون، مع أيّ شخص يقوم بمثل هذه الأعمال، وكتابة أيّ شعارات أو عبارات على المدارس والأبنية الحكومية والخاصة خارج ماهو مألوف ومتعارف عليه."
مشيراً الى أن "هذه الظاهرة تراجعت كثيراً أو أنها تلاشت بفعل المتابعة الحثيثة من قبل الأجهزة الأمنية، يضاف لها دور الحراس والمختارين والأهالي الذين لم يبخلوا في عملية المتابعة خاصة في الليل".
المدى
|