تصفية أغنى شيعي في التاريخ
قبل 15 عاما وفي مثل هذه الأيام (منتصف نوفمبر 2000) تم حذف وإقصاء رجل من الحياة والوجود، إنسان كان قد غض الطرف عن 60 مليار دولار كعائد سنوي لكي يعتنق مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
فقد ولد ادواردو انيلي في 9 حزيران 1954 في نيويورك. وبعد إكماله دراسته الجامعية في معهد اتلانتيك، انضم الى جامعة برينستون لدراسة الأدب الحديث وفلسفة الشرق.
وبعد إكمال الدراسة الجامعية توجه إلى الهند ومن ثم إلى إيران لدراسة العرفان والأديان الشرقية، واعتنق التشيع خلال وجوده في ايران.
والسيناتور جيواني انيلي أب 'ادواردو' هو واحد من أثرياء إيطاليا وأكثرهم نفوذا ومالك مصانع فيات وفيراري ولامبورغيني ولانتشيا والفارمو وايوكو لإنتاج السيارات وعدد من المصانع التي تنتج القطع الصناعية وعدة بنوك خاصة وغيرها من الشركات.
وتبلغ ثروة ونفوذ أسرة انيلي درجة أن وسائل الاعلام الإيطالية أطلقت عليها اسم الأسرة الملكية الإيطالية. ويقدر الخبراء الاقتصاديون عائدهم السنوي ب 60 مليار دولار.
وبحسب مصادر ويكيبيديا واخرى عربية وعالمية، تابعتها 'المسلة'، كان ادواردو طالب مادة فلسفة الأديان بجامعة 'برينستون' الشهيرة في نيويورك. وكان قد قرأ الإنجيل والتوراة، لكنه لم يقتنع بهما. وعندما كان في العشرين من عمره وقعت عيناه ذات مرة على القرآن في مكتبة ما، وقرأ عدة آيات منه وشعر بان هذه الآيات ليست من وحي البشر.
وشرح ادواردو كيف انه اعتنق الإسلام فقال: كنت ذات مرة في مكتبة بنيويورك وانظر الى الكتب فوقعت عيناي على القرآن. اردت معرفة ما فيه. فقرأت آيات منه مترجمة إلى الإنجليزية، فشعرت بان هذه الكلمات هي كلمات نورانية ولا يمكن ان تكون قد جاءت من وحي الإنسان. فتأثرت كثيرا بها، واستعرت القرآن للمزيد من قراءته وشعرت حينها اني افهمه وأتقبله.
وبعد ذلك يراجع ادواردوا مركزا إسلاميا في نيويورك ويقدم طلبا باعتناق الإسلام. فيطلقون عليه اسم هشام عزيز .
ويقول الإيراني الدكتور قديري ابيانه ان ادورادو وبعد ان التقاه وتعرف عليه اعتنق التشيع واطلق على نفسه اسم مهدي .
ويقول الصحفي في صحيفة 'لاستامبا' الإيطالية ايغورمان انه عندما كان ادواردو يتحدث عن لقائه الأمام الخميني وتأثره به، شعرت بان الإمام قد سحره. وكان ادواردو وقبل شهرين من استشهاده يعتزم السفر الى ايران، لكن أبويه منعاه من هذه الزيارة، واخفيا عنه جواز سفره.
ويقول حسين عبد اللهي وهو من اكثر الأصدقاء الإيرانيين حميمية لـ ادواردو، ان الضغوط التي كانت تمارسها اسرة ادواردو على الأخير، كانت تفوق التوصيف. ويقول ان ادواردو كان يخضع لضغوطات اقتصادية هائلة، وكانت أسرته قد قاطعته اقتصاديا بالكامل بحيث انه حتى لم يكن يملك من المال ليستقل سيارة أجرة.
ويقول الدكتور قديري ابيانة بانه كان صعبا لأسرة انيلي ان يقال في بلد كإيطاليا معقل المسيحية الكاثولويكية، بان نجل السيناتور انيلي اعتنق الاسلام. لذلك مارسوا اشد الضغوط على ادواردو ليتخلى عن الإسلام.
وحتى انهم حرموه من الميراث لكنه لم يتخل عن الإسلام وهذا يكفي لدحض فرضية انتحاره، لأنه الذي كان قد تخلى عن ثروة بمليارات الدولارات لحفظ دينه، كيف يمكن له أن ينتحر في ضوء اعتقاده وإيمانه الراسخ بالإسلام؟ الإسلام الذي يحرم الانتحار أصلا.
انتحار أم استشهاد؟
إن ادواردو نجل صاحب اكبر رأسمالي إيطالي وابن أسرة انيلي، كان مطلعا على الكثير من أسرار بلاده وعصابات المافيا والمنظمات الصهيونية، والان ومع تحوله إلى الإسلام وموالاته للثورة الإسلامية، اصبح خطيرا للغاية، لاسيما وانه كان يستنكر جرائم الصهاينة في فلسطين المحتلة، وحتى انه كان يتصل هاتفيا من اجل ذلك برئيس الوزراء ورئيس الجمهورية في ايطاليا. وكان يخشى اغتياله على يد الصهاينة وابلغ المستشار الصحفي الإيراني في روما بانهم سيقتلونه بسبب اعتناقه الإسلام وينسبون ذلك الى انتحار او حادث مفاجئ او مرض.
ومن الحالات التي تثير الشك والريبة حول استشهاد ادواردو هي عدم وجود اي متابعات لمعرفة كيفية وفاته.
ولم يتم تشريح جثته واعلن على الفور بانه انتحر، حتى قبل ان تعلن الشرطة بان وفاته حدثت بسبب الانتحار. ونشرت بعض الصحف نبا انتحار نجل رئيس مصنع فيات ووجهت أذهان الراي العام نحو فرضية الانتحار. ودفنت جثته بعد يوم من الحادث لكي لا تكون ثمة فرصة للتحقيق في أسباب الوفاة.
وبعد وفاة ادواردو، فرض تعميم بالكامل على كونه اعتنق الإسلام وحول معتقداته وحتى زيارته لإيران.
وكان الدكتور ماركو باوا أحد الأصدقاء المقربين من ادواردو قد احتج على كيفية البت والتحقيق في قضية ادواردو.
ورأى بان القرائن والأدلة المتوافرة حول ملابس ادواردو وحذائه، لا تؤكد فرضية الانتحار. كما اعتبر عدم تشريح جثته امرا غير مقبول.
المسلّة |