شنّت قوات الجيش العراقي تدعمها فصائل شيعية هجوما على معاقل تنظيم داعش شمالي بغداد، الاثنين، في بداية حملة ترمي إلى إخراج التنظيم من محافظة صلاح الدين، فيما يتابع العراقيون في الداخل والخارج اخبار تقدم الجيش نحو معاقل الإرهاب وحواضنه.
ويعد هذا الهجوم أكبر عملية عسكرية في المحافظة، منذ استولى مقاتلو التنظيم الارهابي، على مساحات كبيرة في شمال العراق في حزيران الماضي وتقدموا صوب العاصمة بغداد.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي بداية عمليات صلاح الدين، الأحد خلال زيارة لمدينة سامراء، التي تسيطر عليها القوات الحكومية حيث تجمع بعض القوات ورجال الفصائل في إطار قوة تعد بالآلاف لشن الهجوم.
و يؤثر سير العمليات في محافظة صلاح الدين على الخطط الرامية لاستعادة مدينة الموصل الشمالية، ويقرب من الفترة الزمنية لاستعادتها.
ونشر ناشطون رقميون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صور عشرات القتلى من داعش.
وقالت مدونة ان "الجيش العراقي اسر وقتل العشرات من قادة داعش العراقيين والأجانب".
واظهر صور من جبهات القتال، مقاتلون سنة وشيعة ، جنبا الى جنب وهم يزحفون نحو معقل تنظيم داعش الإرهابي.
لكن الباحث ميثم لعيبي، اعتبر ان "الشيعة جزء أساس من عمليات تحرير تكريت، وايران شريك رئيس للعراق في هذه العمليات".
وقال مسؤول أمريكي إن الهجوم على الموصل أكبر المدن الخاضعة لسيطرة داعش قد يبدأ في نيسان لكن مسؤولين عراقيين امتنعوا عن تأكيد هذا التوقيت.
وفي متابعة "المسلة" لرود أفعال العراقيين على العمليات العسكرية في صلاح الدين، قالت الكاتبة شذى عسكر نجف ان "وحدة العراقيين تمزق الاعداء" داعية "بالنصر للمقاتلين في الجبهات".
وكان ارهابيو داعش سيطروا على عدة معاقل في صلاح الدين، من بينها تكريت مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، ومدن أخرى تقع على نهر دجلة.
وقال مصدر في القيادة العسكرية المحلية، إن القوات تقدمت شمالا من سامراء صوب مدينة الدور التي يصفها المسؤولون بانها حصن من حصون تنظيم داعش وتكريت الواقعة على مسافة نحو 40 كيلومترا إلى الشمال من سامراء.
وينفذ سلاح الجو العراقي ضربات لدعم القوات البرية المتقدمة التي تعززها وحدات غير نظامية تعرف باسم الحشد الشعبي من محافظة ديالى المجاورة الواقعة في الشرق.
واعتبرت الكاتبة صبيحة شبر، في حديث ﻟ "المسلة" ان "داعش التي تدعي الاسلام، والدين منها براء انما تقوم على أعمال منهجية الغرض منها تفتيت الشرق الأوسط، واعادة تقسيمه بما يخدم الأطماع التوسعية لامريكا وحلفائها".
وأضافت "داعش تسعى الى تشويه كل دين يدعو الى التسامح والتعايش مع الأخر، والى خلق مناطق متصارعة احداها تحارب الأخرى".
واستطردت "العلاج بيد الشعوب التي ابتليت بهذا الوحش الكاسر ان تتوحد، وتترك الخلافات الجانبية".
الى ذلك قال مصدر، إن قوات الجيش العراقي التي ترابط في قاعدة عسكرية إلى الشمال من تكريت قصفت مواقع التنظيم في المدينة.
وأعلن العبادي مساء الأحد، بدء العمليات ومنح أنصار التنظيم ما قال إنها فرصة أخيرة لإلقاء السلاح أو مواجهة ما وصفه بالعقاب الذي يستحقونه لوقوفهم في جانب الارهاب.
لكنه شدد أيضا على ضرورة أن يحمي الجيش والفصائل المدنيين والممتلكات في ساحة المعركة.
واعتبر الكاتب علي كاظم، ان "جبهة تكريت دماء طاهرة زكية تروي الارض، وعار على كل من لا يساند الجيش ويتصيد في الماء العكر ".
ويأتي الهجوم الذي بدأ، الاثنين، في أعقاب محاولات لإخراج المقاتلين المتشددين من تكريت منذ حزيران الماضي عندما أعلن التنظيم قيادم دولة الخلافة في المناطق التي استولى عليها في شرق سوريا وشمال العراق وغربه.
وأدت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة منذ أشهر الى جانب معارك شنها مقاتلون من الحشد الشعبي، وجنود الجيش العراقي، وقوات البشمركة الكردية إلى احتواء التنظيم ودفعه للتراجع عن مناطق حول بغداد والاقليم الكردي في الشمال ومحافظة ديالى الشرقية.