دول الخليج تشن "حرب البطيخ" على الشيعة
بسبب سيطرة الاعلام "التكفيري"، على مقدرات الخطاب الخليجي، تتحول فصائل "الحشد الشعبي" في العراق، و"حزب الله" اللبناني الذي يقاتل إسرائيل الى جماعات إرهابية، فيما تصبح "القاعدة" و "داعش" و "النصرة" وباقي المجموعات "التكفيرية"، الى "قوى ثورية" و "معارضة سنية "، و "معارضة مسلحة" و "لجان شعبية".
اثارت "حرب البطيخ"، التي شنتها دول الخليج العربية على "الشيعة"، سخرية واسعة، اذ لم تعدم هذه الدول وسيلة الا وسخرتها في اظهار التحشيد الطائفي، بعدما اشاعت بان البطيخ الإيراني "الشيعي"، يحتوي على "ثقوب مريبة" في قشرته، بسبب حقنه بمواد كيميائية.
ولم يقصد من حرب "البطيخ" هذه، اظهار العداء لإيران كدولة، بل من "الشيعة" كطائفة على اعتبار ان "ايران بلد شيعي"، على حد زعم الكثير من التدوينات والتغريدات التفاعلية.
بل ان نشطاء متطرفين، ومدونين، ووسائل اعلام خليجية لم تستح من تسمية البطيخ، مثار الجدل باسم "البطيخ الشيعي".
وعلى رغم ان أجهزة رسمية في عدد من دول الخليج اثبتت عدم صحة الشائعات، مشيرة إلى أن سبب الثقوب هو إصابة قديمة بحشرة ثمار "خنفساء القرعيات"، الا ان دعاة واعلاميين وجهات مشبوهة استمرت في حملتها على "البطيخ الشيعي"، ما جعلها مثار سخرية واسعة، ومبرهنا سطحية الاعلام الخليجي، والعقلية التكفيرية، والإدارة غير المهنية التي تسوق اجندته.
وقالت تغريدة تابعتها "المسلة"، ان الطائفيين في الخليج يضرون بشعوبهم أولا حين بدأوا يصنفون حتى البضائع والسلع على أساس "طائفي".
وتنتاب الكثير من الجهات السياسة والدينية والإعلامية الخليجية هستيريا العداء للشيعة، فيما سعت دول الى مضايقة لبنانيين وايرانيين بسبب انتمائهم الديني.
وطردت الامارات العربية المتحدة عددا من اللبنانيين في أوقات مختلفة سابقة لكونهم "شيعة"، متهمة إياهم بتنفيذ مخططات لحزب الله اللبناني.
لكن كتاب اعتبروا تصاعد تلك الشائعات سببها الحرب في اليمن التي عززت الاستقطاب الطائفي.
وقال الكاتب سامي رمزي، ان، حرب البطيخ "تعكس الحالة البائسة اليائسة التعسة التي وصل اليها بعض العرب، في ظل قيادة الدول الخليجية وعلى راسها السعودية وقطر، للجامعة العربية، وفي ظل القصف الاعلامي المتواصل للإخطبوط الاعلامي الخليجي، الذي يهيمن على الاعلام العربي المرئي والمسموع والمقروء، للعقل العربي، واعتماده سياسة الارض المحروقة".
وضخّ كل من الكاتب فيصل القاسم، ورئيس شرطة دبي، ضاحي خليفان، الكثير من التدوينات والتغريدات حول البطيخ "الشيعي"، داعين الى مقاطعته، ليتحولوا الى مثار سخرية واستهزاء في الوسط الإعلامي.
وقال رمزي ان شخصا مهرجا مثل فيصل القاسم تحول الى منظّر شهير، الى جانب رفيقه الشرطي ضاحي خلفان، من وجهة نظر الاعلام الخليجي الطائفي.
وبسبب سيطرة الاعلام "التكفيري"، على مقدرات الخطاب الخليجي، تتحول فصائل "الحشد الشعبي" في العراق، و"حزب الله" اللبناني الذي يقاتل إسرائيل الى جماعات إرهابية، فيما تصبح "القاعدة" و "داعش" و "النصرة" وباقي المجموعات "التكفيرية"، الى "قوى ثورية" و "معارضة سنية "، و "معارضة مسلحة" و "لجان شعبية".
المسلّة |