حالة من التململ في صفوف داعش بعد الخسائر والقسوة في الاعدامات
الغد برس / نينوى: يعاني تنظيم داعش الإرهابي من حالة التململ بين صفوف مقاتليه على خلفية الخسائر التي لحقت به في الاونة الاخيرة وازدياد احتمالية تعرضهم للمخاطر مع زيادة الضربات الجوية عليهم وعدم وجود مكاسب شخصية لهم، فضلا عن قسوة عمليات الاعدام التي نفذها الدواعش في الاونة الاخيرة.
وقالت مصادر مقربة من داخل التنظيم الارهابي لـ"الغد برس"، إن "الرعب دب في نفوس الكثير من المقاتلي فبعضهم بدأ يفكر بترك الموصل واخرين تركوها فعلا مع عوائلهم الى سوريا وتركيا، بعد الضربات الجوية الكثيرة التي تلقها التنظيم واقتراب القوات الامنية من حدود المدينة".
واضافت المصادر التي طلبت عدم كشف هوياتها ان "الكثير من القيادات والمقاتلين الاجانب غادروا الموصل بعد ان اكتشفوا عدم جدوى خوضهم معركة خاسرة، وان من يخالف التنظيم او ينسحب من المعركة يتم تنفيذ حكم الاعدام بحقه".
واوضحت ان "داعش شدد الرقابة على المسافرين من الموصل في الاونة الاخيرة خصوصا بعد ان اعتقل رتلا من العجلات كانت مغادرة المدينة واتضح انها تحمل مقاتلين من التنظيم مع عوائلهم كانوا في طريقهم للهرب دون اخبار التنظيم عن سفرهم".
وتعرض تنظيم داعش الى خسائر متتابعة في الاشهر الثلاثة الاخيرة بعد ان تلقى عدة ضربات موجعة في محافظة نينو نفذتها طائرات قوات التحالف الدولي والقوة الجوية العراقية، كذلك القوات الامنية العراقية وقوات البشمركة الكردية ومقاتلي العشائر، حيث خسر المئات من مقاتليه وقياداته العسكرية فضلا عن تدمير جزء كبير من ترسانته العسكرية المتمثلة بالعجلات والاسلحة والذخائر ومخازنها ومعاقله الرئيسية.
واكدت المصادر ان "احاديث تجري بين عناصر عديدة من التنظيم انهم ضجرون من الفتور الذي اصاب ما اسموه ( الفتوحات)، مؤكدين انه هناك ازمة مالية داخل التنظيم، وعدم تسديد رواتب للكثير منهم، فضلا عن قلة سرقة املاك المواطنين الذين يتركون منازلهم بعد دخول داعش الى مناطقهم واحتلالها، حيث يسمح داعش لعناصره بمصادرة الاموال والمصوغات الذهبية والسيارات والاثاث العائدة لمواطنين تحت اسم غنائم الحرب، وان هناك حالة أشبه بـغضب صامت بين عناصر التنظيم وقياداته".
ويقول المواطن ريان عبدالله ان "العديد من عناصر داعش في الموصل تطغى عليهم حالة من التشجم على وجهه، وتراجع انفاقهم بشكل كبير عن ما كان عليه قبل اشهر وخصوصا ارتياد المطاعم والتبضع، ويشتكون من قلة المستحقات المالية التي يتقاضونها في الاونة الاخيرة".
فيما قالت مصادر ان "هناك نوع من ردة الفعل داخل التنظيم من بعض عناصره على الطريقة التي يتم بها تنفيذ حكم الاعدام بحق المواطنين وخصوصا بعد حرق الكساسبة حتى الموت والقاء مواطنون من اسطح بنايات عالية في الموصل".
واضافت المصادر، ان "البعض كان يسأل بداية إن كان حرق الأسير جائزاً أم لا، ثم تطور النقاش بعد ذلك، وصار بعض الأطراف يعتبر أن ما جرى من إعدام للكساسبة او رمي الناس من اسطح البنايات العالية بهذا الشكل غير جائز شرعاً، وان الخوف لدى عناصر داعش من معاقبتهم يمنعهم من الجهر بمثل هذه الأفكار".
فيما يقول المحلل السياسي ميسر صالح إن "اوراق تنظيم داعش الارهابي مبعثرة هذه الايام لانه يواجه حربا عسكريا بالاسلحة المتطورة، اضافة الى الحرب الفكرية التي تسلكها الكثير من الاطراف، وهو السلاح الاقسى عليه ان يتم كشف افكاره وتطرفه ووحشيته".
واضاف ان "حالة التململ بين الدواعش والغضب الداخلي وقلقهم من مستقبلهم مع التنظيم هذا الاخطر عليها، اذ قد يجعل ظهره مكشوفا ، وغياب القاعدة التنظيمية التي يرتكز عليها ويعول عليها الكثير من ديمومته وصموده، لذلك شن التنظيم خلال الاسابيع الاخيرة حملات من الاعدامات بحق المئات من عناصره في محاولة لمنع أي حالة من التمرد عليه".
واوضح ان "على الحكومة العراقية واي جهة تريد محاربة داعش ان تدعم التمرد الداخلي من خلال زيادة الضربات عليه، وتناول افعاله وشرح مخالفتها للتعاليم الاسلامية وكذلك الانسانية".
وكانت عصابات داعش الارهابية احتلت الموصل في العاشر من حزيران الماضي، وانسحبت القوات الامنية منها بناء على أوامر صدرت لها من جهات عليا حينها، فيما لم تتضح حتى الان الجهة التي اصدرت تلك الاوامر، إلا أن جنودا اكدوا أن اوامر وصلتهم بالانسحاب الامر الذي يستدعي التحقيق لمعرفة المقصرين والمتخاذلين والمتواطئين مع الدواعش ومحاسبتهم، فيما لا يزال الدواعش يعبثون بالمدينة ويضايقون سكانها، فيما نزح الآلاف من المحافظات الشمالية والغربية نحو كردستان العراق والمحافظات الوسطى والجنوبية. |