حزب الله يعلن شنّ هجومين بطائرات مسيرة على شمال فلسطين المحتلة.. ونشر حصيلة القتلى المستوطنين جراء المواجهات مع الحزب وجيش الاحتلال يُحذر من خطر التحقيق بهجوم 7 أكتوبر
أعلن حزب الله اللبناني الثلاثاء شنّه هجومين بطائرات مسيّرة استهدفا مواقع عسكرية في شمال إسرائيل، غداة هجوم مماثل أكد الجيش الإسرائيلي أنه أدى الى مقتل اثنين من جنوده.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي منذ بدء الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة قبل سبعة أشهر، لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيداً في الهجمات. وبقي القصف غالبا في المناطق الحدودية لدى الجانبين، فيما ينفّذ الجيش الإسرائيلي أحيانا غارات في العمق اللبناني، يردّ الحزب عليها بتصعيد عملياته أو استهداف مواقع أبعد.
وقال حزب الله الثلاثاء إنه شنّ “هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضيّة استهدفت ضبّاط وجنود العدو… في باحة ثكنة يفتاح” بشمال اسرائيل، بينما استهدفت مسيّرات “إحدى منصات القبة الحديدية المتموضعة جنوب ثكنة راموت نفتالي”.
وأعلن الحزب في بيانات أخرى الثلاثاء شنّ هجمات استهدفت “تجهيزات تجسسية” و”تحركات جنود” ومواقع عسكرية على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
يأتي ذلك غداة تبنّي الحزب هجوما بطائرات مسيّرة استهدف تجمّعاً لجنود إسرائيليين قرب بلدة المطلة.
ad
وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء مقتل جنديين جراء هذا الهجوم.
وأتت هذه التطورات مع إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة ومصر، بعد ليلة من القصف العنيف على رفح في أقصى جنوب القطاع، وغداة إعلان حماس موافقتها على مقترح لهدنة طويلة في حربها مع إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يعلن حزب الله مراراً استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و”إسناداً لمقاومتها”. ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
قال موقع “تايمز أوف إسرائيل” العبري، الثلاثاء، إن المواجهات الحدودية المتواصلة مع حزب الله منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أسفرت عن مقتل 13 عسكريا و9 مدنيين إسرائيليين.
وذكر الموقع في تقرير أنه حتى الآن “أسفرت الاشتباكات على الحدود (مع لبنان منذ 8 أكتوبر) عن مقتل 9 مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 13 من الجنود وجنود الاحتياط في الجيش”.
جاء ذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي في بيان، الثلاثاء، مقتل “جنديي احتياط في هجوم بطائرة مسيرة مفخخة”، تبناه حزب الله ضد موقع للجيش قرب مستوطنة المطلة (شمال) أمس الاثنين.
وفي سياق متصل، أشار الموقع إلى “وقوع عدة هجمات ضد الجيش الإسرائيلي من سوريا، لكن دون وقوع إصابات”.
وبمقتل الجنديين أمس، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي المعلن منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 بما فيها المواجهات على الحدود اللبنانية، إلى 614 ضابطا وجنديا، بحسب هيئة البث العبرية الرسمية.
إلى ذلك عارض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الثلاثاء، التحقيق بشأن الإخفاق أمام هجوم مقاتلين فلسطينيين على مستوطنات ونقاط عسكرية محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واعتبر أنه “يضر بالمجهود الحربي”.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن هاليفي وجه رسالة إلى مراقب الدولة متانياهو إنجلمان الذي يجري التحقيق في “إخفاقات 7 أكتوبر”، اعتبر فيها أن المضي بذلك “الآن سيضر بالمجهود الحربي”.
وأضاف هاليفي: “في الآونة الأخيرة، يعمل الجيش الإسرائيلي مع ممثلي مراقب الدولة من أجل التوصل إلى مخطط متفق عليه، بشأن إجراء تدقيق (..) فيما يخص أحداث 7 أكتوبر”.
وزعم أن “كل هذا يضع الجيش الإسرائيلي الذي يخوض واحدة من أكثر الحروب تعقيدا على الإطلاق، في فترة حرجة ومزدحمة”.
ومعترفا بالمسؤولية، قال هاليفي: “عبرت علناً عن مسؤوليتي الشخصية عن الأحداث عدة مرات”، مدعيا أن واجبه الرئيسي الآن هو “أمن مواطني البلاد، وتحقيق أهداف الحرب والاستعداد المطلوب للتطورات المحتملة”.
وادعى أن الجيش “لن يخفي أي شيء، وسيشارك جميع المواد والأفكار الخاصة به لهذه العملية المهمة”، مستدركا: “لكن دخول مراقب الدولة في هذا الوقت سيكون عائقاً أمام أداء المهام المطلوبة”.
والأربعاء الماضي، طالب إنجلمان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وهاليفي، “بالتعاون في تحقيق رسمي يجريه بشأن هجوم حركة حماس على غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الماضي”.
وأشار مكتبه في بيان، إلى أنه “بعد أكثر من 6 أشهر من الحرب، يحق لمواطني إسرائيل الحصول على إجابات بشأن جميع المسؤولين عن الفشل، ومراقب الدولة مصمم على تقديمها”.
وتتعرض حكومة نتنياهو لحملة انتقادات واسعة النطاق في الأوساط الإسرائيلية، جراء فشلها في التنبؤ المسبق بالهجوم الذي شنه مقاتلون فلسطينيون على مستوطنات محاذية لغزة في 7 أكتوبر.
وفي اليوم ذاته، أطلقت حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
ومنذ ذلك التاريخ، يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المدمرة على قطاع غزة التي خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، ما استدعى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية” لأول مرة منذ تأسيسها 1948.
رأي اليوم |