صحيفة لبنانية: 2018 هو عام المواجهة الكبرى في العراق بين هذين الطرفين.. والأمريكان سيملؤون فراغ داعش
سمَّت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، في تقرير لها نشرته اليوم السبت، العام 2018 بأنه عام المواجهة في العراق، فيما أشارت الى أن الأمريكان سيملؤون الفراغ الذي خلفه تنظيم داعش في البلاد.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أنه “في مثل هذه الأيام، منذ سنواتٍ سبع، أواخر كانون الأوّل 011)، خرجت القوات الأميركية من العراق بعد احتلالٍ دام سنواتٍ ثمان”، مبينة أن من بين أسباب خروجه “موقف حاسم للمرجعية الدينية العليا (آية الله علي السيستاني) يرفض بقاء قوات الاحتلال، ضرباتٌ قاسية لفصائل المقاومة ضدها، وإرادة سياسيةٍ واضحة لمعظم القوى، وعلى رأسها حكومة نوري المالكي، تطالب بخروجها”.
وأضافت الصحيفة، أن مرجعا سياسيا كبيراً تحدث لها، يصف المشهد آنذاك قائلاً: “لقد أخرجنا القوات الأميركية من الباب”، متأسّفاً من “عودتهم وبقوّة، من خلال شبّاك محاربة تنظيم داعش، نتيجة سياسة الحكومة الحالية”، على حد تعبيره.
ولفتت الصحيفة الى أن “خروج القوات الأميركية أحدث ثلمةً في كرامة قيادتها، وهو أمرٌ لم يكن مستساغاً بالنسبة إليها”، مشيرة الى أن “رواية عودة الأميركيين إلى الحضور الفاعل في الميدان العراقي، يراها البعض مع تصدّي العبادي لرئاسة الحكومة الاتحادية، المؤمن بضرورة الاستعانة بالغرب ــ وتحديداً واشنطن ــ في الحرب على الإرهاب، والقضاء عليه”.
وتابعت: “بمعزلٍ عما جرى طوال السنوات الأربع الماضية، من تمدّد داعش واستحواذه على ثلث مساحة العراق، ومن ثم استيعاب محور المقاومة لصدمة سقوط الموصل وتداعياتها (حزيران 2014)، وخوض بغداد غمار حربٍ أسفرت عن نصرٍ نهائي على أكثر التنظيمات تطرّفاً في العالم (كانون الأوّل 2017)، ثمّة فراغٌ خلّفه داعش في الخارطة الميدانية”.
وأشارت الى أن الفراغ عذا “يدفع بالسؤال عن خليفة (دولة الخلافة)؛ بخاصّة أن بلاد الرافدين تشكّل عقدة الوصل بين دول محور المقاومة”، منوهة الى ان “الدور الذي رُسم لداعش كان بكسر هذا الخط الممتد من طهران، إلى بغداد، فدمشق… وصولاً إلى بيروت”.
الأميركيون في ازدياد… دائم
وأكملت الصحيفة في التقرير، أن “الفراغ الذي أحدثه داعش ميدانياً، يوجب ملؤه سريعاً. ثمّة من يذهب باعتقاده الى أن الحشد الشعبي سيقوم بهذه المهمة، وهو اعتقادٌ خاطئٌ وفق قيادات الحشد”.
ووفقاً للصحيفة التي نقلت عن قياداته: “نحن لا يمكن أن نتحوّل إلى جهةٍ معاديةٍ للشعب العراقي”.
هنا، تابعت الصحيفة قائلة، إن: “الردود تتقاطع عند نقطةٍ مفصليّة، بأن القوات الأميركية وحدها من تستطيع ملء هذا الفراغ، لعديدها وطبيعة انتشارها وتوزّعها من جهة، وعدم تقبّل الشارع العراقي لتواجدها من جهةٍ أخرى، بالرغم من تمسّك حكومة العبادي ببقائها، وإن خرج الأخير بتصريحاتٍ داعية إلى خروجها مع إعلان الانتصار على داعش”.
وقالت الصحيفة، إنه “بحسب تقديرات حكومة العبادي، فإن عدد القوات الأميركيّة في البلاد لا يتجاوز الثمانية آلاف، في وقتٍ يُنقل فيه عن قائد قوّة القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني إن عديد القوات الأميركية في العراق يناهز العشرين ألفاً… وأكثر”.
وأشارت الى أنه “رقمٌ لم يكن موجوداً قبل عام 2014، إنما بات واقعاً مع تمدّد داعش، واعتقاد العبادي بأن واشنطن وحلفاءها قادرون على تقديم دعمٍ قيّم في الحرب على الإرهاب… خاصّةً أن إمكاناتنا ضعيفة”، كما ينقل عنه، الأمر الذي يعارضه فريقٌ عراقيٌّ واسعٌ، ذلك أن “القضاء على داعش كان بجهدٍ عراقي خالص، والأميركيون أعاقوا كثيراً تقدّمنا لصالح التنظيم المتطرّف”.
المواجهة؟
واختتمت الصحيفة بالقول، إن “عام 2018 لن يكون عاديّاً بالنسبة الى العراق والعراقيين. استحقاقات سياسية بالجملة، لكن للميدان واقعه الخاص. قد يفرض التواجد المستفز للقوات الأميركية في العراق مواجهةً بينها وبين فصائل المقاومة، ومن خلفها إيران، وأمام هذه الفرضية، ثمّة تساؤلات يفترض طرحها، أبرزها: هل يقبل العراق والعراقيون عودة جديدة للاحتلال الأميركي، بمسمّيات جديدة وعناوين مختلفة؟ (تحالف دولي، مستشارون، شركات أمنية…) وهل يترك البعض سلاحه لمصالح انتخابية على حساب تاريخه المقاوم؟ وهل تمتلك الطبقة السياسية حلّاً جذريّاً لمثل هذه المعضلة، خاصّةً أن الانفتاح (سياسياً، عسكرياً، أمنياً، اقتصادياً…) على بلاد الرافدين وصل حدّاً يفرض امتلاك العبادي ــ تحديداً ــ رؤيةً واضحة المعالم للمرحلة المقبلة، وتحدياتها!”.
بغداد اليوم |