تنظيم «الدولة الإسلامية» ينقل مواد التفخيخ لغرب الموصل ويحرق عائلة قرب كركوك
مشطت قوات مكافحة الإرهاب العراقية حرم جامعة الموصل، أمس الأحد بحثاً عن أي عناصر تنتمي لـ«الدولة الإسلامية» بعد أن سيطرت على المنطقة بالكامل، وفيما نقل التنظيم معدات التفخيخ وتصنيع أسلحته من الجانب الشرقي للمدينة، نزح 4 آلاف مدني خلال الـ 24 ساعة الماضية من الموصل.
وكانت قوات جهاز مكافحة الإرهاب قد دفعت مقاتلي التنظيم للتقهقر داخل حرم جامعة الموصل ذي الموقع الاستراتيجي وسيطرت على عدة مبان من بينها كليات أول أمس السبت في خطوة مهمة صوب استعادة الجزء الشرقي من المدينة بالكامل.
وقال صباح النعمان المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب: «تم تحرير الجامعة بالكامل والآن القوات تقوم بمسح المجمع للبحث عن أي دواعش مختبئين»، مضيفاً أن «معظم المباني تحوي شراكا خداعية لذا تتوخى القوات الحذر».
وأضاف «نحن لن نتوقف»، مشيراً إلى أن قوات مكافحة الإرهاب تعمل على التوغل في مناطق مجاورة للجامعة.
وتشرف أجزاء من الحرم الجامعي مترامي الأطراف، على أحياء مجاورة في شرق الموصل مما يجعله مكسباً مهماً للسيطرة على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة «الدولة» على طول نهر دجلة.
وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، إن «وحداتنا تطهر بقية كليات وأقسام جامعة الموصل، وتنظيم الدولة قد انتهى، لكنه ترك الكثير من الدمار، وفخخ أغلب الكليات، وحتى الشوارع الرئيسة للجامعة، والوحدات العراقية ستتقدم بعد معالجة الجامعة من مخلفات التنظيم».
وأضاف أن «الجامعة تعتبر من مراكز القيادة للتنظيم، ومن المواقع السيادية له، حيث تحتوي منشآت عديدة كان التنظيم يستخدمها لأغراض متعددة، بالإضافة لمراكز القيادة والسيطرة، إلى جانب المختبرات الموجودة في كلية العلوم التي يستخدمها لأغراض كيمياوية».
واقتربت القوات العراقية المدعومة بغطاء جوي من التحالف بقيادة الولايات المتحدة من استعادة السيطرة على الضفة الشرقية لنهر دجلة بالكامل الأمر الذي يجعلها تبسط سيطرتها التامة على شرق الموصل ومن ثم نصف آخر معقل كبير لـ«الدولة الإسلامية» في العراق.
ويمكن للهجمات على غرب المدينة الخاضع لسيطرة التنظيم أن تبدأ بمجرد تأمين الشرق. ويمر نهر دجلة من شمال إلى جنوب الموصل
في موازاة ذلك، كشف مصدر عسكري عراقي في محافظة نينوى (شمال)، أن «تنظيم الدولة نقل معدات التفخيخ وتصنيع أسلحته من الجانب الشرقي لمدينة الموصل (شمال)، الذي تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على 85٪ منه، إلى الجانب الغربي الذي لازال تحت سيطرة التنظيم بالكامل».
وقال العقيد أحمد الجبوري، الضابط في قيادة عمليات نينوى، إن «التنظيم، ترك معداته وآلياته وبعض الآلات في شوارع الجانب الغربي للموصل بشكل فوضوي، تحت أسقف بعض البنايات، وفي الأحياء السكنية، بعد أن ضاقت به المدينة ولم يعد لهم مأوى أو معمل إلا وصلته القوات العراقية وطائرات التحالف».
وأضاف «التنظيم، نقل هذه المعدات قبل سقوط مواقع له بيد القوات العراقية في الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي، كان يستخدم هذه المعدات في عملية تفخيخ السيارات وتصنيع الأسلحة وتطويرها».
وبيّن أن «مولدات كهربائية كبيرة منتشرة في بعض أزقة الموصل (في الجانب الغربي) ومتروكة، فضلاً عن آلات كانت تستخدم لأغراض ميكانيكية لم يعد التنظيم قادرا على إيجاد أماكن لها في المدينة وتحديدا في المناطق الصناعية خشية استهدافها».
وفي السياق ذاته، تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من تحرير حي الأندلس، الواقع شمال شرقي الموصل، والمقابل لجامعة الموصل، حسب مسؤول عسكري.
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قائد المهام الخاصة الأولى في جهاز مكافحة الإرهاب إن «الجهاز تمكن من السيطرة وتحرير حي الأندلس».
وأوضح أنهم يواصلون التقدم باتجاه الأحياء المقابلة لجامعة الموصل، وسط انهيار كبير لتنظيم «الدولة»، وفراره من الجانب الشرقي باتجاه الجانب الغربي.
من جهة ثانية، قال اللواء نجم الجبوري، قائد عمليات نينوى، إن «وحدات الجيش العراقي في الفرقة 16 إلى جانب حشد حرس نينوى (سني) أكملت تحرير حي الحدباء، شمالي الموصل».
وأشار إلى أن «التنظيم، استهدفهم بـ14 سيارة مفخخة خلال السيطرة على الحي».
وأضاف: «استمرينا بالزحف في الحي حتى وصلنا حي الكفاءات الثانية، ثم الشارع الرئيسي الذي يفصلنا عن منشأة الكندي، شمالي الموصل، التي نبعد عنها قرابة 300 متر فقط».
وتابع: «المنشأة أصبحت قريبة منا جدا، وسيتم استعادتها خلال الساعات المقبلة مع الانهيار الذي يسجله التنظيم، في صفوفه».
ولفت إلى أن «أهمية المنشأة لا تقل عن جامعة الموصل، والمنشآت الحيوية الأخرى التي كان التنظيم يسيطر عليها».
وكانت منشأة الكندي، قبل 2003، تستخدم في عهد النظام العراقي السابق (صدام حسين) للتصنيع العسكري وتطوير أسلحته العسكرية.
في غضون ذلك، أعلن نائب سني في البرلمان العراقي أن تنظيم «الدولة» أقدم على تنفيذ جريمة بإعدام عائلة فارة من التنظيم مكونة من 5 أفراد بينهم طفل رضيع حرقا بعد سكب مادة البنزين عليهم في أحد المناطق التابعة لمدينة كركوك، شمالي بغداد.
وقال النائب محمد تميم، رئيس الكتلة العربية في البرلمان العراقي في تصريح صحافي إن «عناصر التنظيم ألقوا القبض على عائلة مكونه من امرأة وثلاثة من بناتها وابنها بعمر تسعة شهور في الطريق المؤدي إلى قرية الحمل بالقرب من جبال حمرين وقاموا بسكب البنزين عليهم واحراقهم بتهمة مغادرة أرض الخلافة والجهاد صوب ارض الكفر».
وأضاف أن «أفراد العائلة هم زوجه وبناة المواطن عيسى الحبش من قرية العباسي التابعة لقضاء الحويجة غربي كركوك وان رب الأسرة هو من الرافضين لعصابات التنظيم».
في حين، أعلن مصدر عسكري، مقتل 17 مسلحا من عناصر تنظيم «الدولة» خلال قصف نفذته طائرات التحالف الدولي غرب العراق.
وقال المصدر إن «طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة نفذت غارات على مركز سري لتدريب الإرهابيين في منطقة الرمانة شرق قضاء القائم، غرب بغداد». وتابع المصدر قائلاً إن «القصف استند إلى معلومات دقيقة من أبناء القضاء مكنت طائرات التحالف الدولي من قصف المركز وقتل ما لا يقل عن 17 من عناصر التنظيم بينهم عرب وأجانب».
وعلى صعيد آخر، بين ياسر الدليمي المتحدث باسم شرطة الأنبار أن «قوات الشرطة العراقية نفذت عملية دهم وتفتيش في المناطق السكنية بمدينتي الرمادي وتمكنت من اعتقال 12 متهما بالارتباط بالمجموعات المتطرفة وبدأت التحقيق معهم».
إنسانياً، قال مسؤول إغاثي عراقي، إن نحو 4 آلاف مدني نزحوا خلال الـ 24 ساعة الماضية من مدينة الموصل (شمال) هرباً من المعارك العنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال إياد رافد عضو جمعية الهلال الأحمر العراقية (رسمية)، إن «المدنيين نزحوا من مناطق القتال شرقي وجنوبي وشمالي الموصل من جهة الضفة الشرقية».
وأضاف أنهم «فروا إلى مناطق خاضعة لسيطرة القوات الأمنية وجرى نقلهم إلى مخيمات الخازر (شرق) والمدرج (جنوب) المدينة، وذلك بالتنسيق مع فرق الإغاثة».
وأشار إلى أن «الوضع الإنساني في المخيمات يزداد صعوبة، خصوصًا مع تزايد مستمر لأعداد النازحين من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية في الجانب الشرقي من الموصل».
وقتل عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية، بعد تعرض المناطق المحررة في الموصل إلى قصف بقذائف الهاون من قبل التنظيم، حسب مصادر أمنية.
وفي سياق متصل قال رئيس لجنة إعادة نازحي الموصل، أبو بكر كنعان، إن «أكثر من 20 ألف عائلة تم إعادتها حتى الآن من المخيمات إلى المناطق المحررة في مدينة الموصل».
وأضاف أن «العمل يجري بصورة متواصلة لإغاثة العوائل المتواجدة في المناطق المحررة إلى جانب توفير الخدمات الأساسية لها».
والجمعة الماضية أعلنت وزارة الهجرة العراقية ارتفاع أعداد نازحي الموصل إلى 178 ألفًا منذ انطلاق العمليات العسكرية في 17 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وتتوقع الأمم المتحدة، نزوح نحو مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص، يقطنون في الموصل، وسط تحذيرات من كارثة قد تواجه النازحين في مخيمات النزوح نظراً لعدم توفر الخدمات الرئيسية من قبيل وسائل التدفئة وسط البرد القارس.
القدس العربي |