التخطيط: مرحلتان لإعمار الموصل بعد «داعش»
كشفت وزارة التخطيط عن اعدادها خططا لاعمار الموصل والمناطق المحررة بعد القضاء على عصابات "داعش” الارهابية، في وقت فتحت فيه وزارة الصحة مجمعات كرفانية في جميع المخيمات المقامة لايواء نازحي المدينة لتقديم الخدمات الطبية المطلوبة، فضلا عن مباشرتها بفتح بعض اجزاء المستشفيات في المناطق المحررة.
تفاصيل إعمار الموصل
الناطق الرسمي لوزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، اكد في حديث لـ”الصباح” اعداد الوزارة خططا استباقية لاعمار الموصل وبقية المناطق المحررة بعد القضاء على عصابات "داعش” الارهابية.
واوضح ان عملية الاعمار ستنقسم الى مرحلتين الاولى ستستغرق مدة تتراوح بين شهر الى ستة اشهر تتضمن اعادة الاستقرار لمدينة الموصل بشكل عام، وتضع في اولوياتها توفير الخدمات الاساسية فيها كالماء والكهرباء والصحة والتعليم وتنظيف الاحياء السكنية من مخلفات "داعش” الارهابي لتكون مهيأة للحياة وعودة الاسر النازحة الى مناطقها، منوها بان
تنفيذ هذه المرحلة سيجري من خلال استثمار الاموال ضمن ميزانية صندوق اعادة الاعمار والمنح الدولية التي استحصلها العراق.
اما المرحلة الثانية، فتتمثل حسب قول الهنداوي باعادة الاعمار للمناطق، وهذا الامر سيستغرق وقتا اكثر من المرحلة الاولى لانها تتضمن تنفيذ مشاريع ستراتيجية (البنى التحتية، الطرق، النقل، بناء المدارس) وسيتم تنفيذها بمساهمة شركات عالمية متخصصة بتلك المجالات.
صورة متكاملة عن واقع المدينة
واشار الهنداوي الى ان المهمة الاولى للوزارة ستركز على (صندوق اعادة اعمار المناطق المحررة)، باعتبارها احد اعضاء الهيئة الادارية لهذا الصندوق، حيث ستضع صورة متكاملة عن واقع المدينة وحجم الاضرار وحاجتها من المبالغ المطلوبة للاعمار، مؤكدا وجود تنسيق عالي المستوى مع البرنامج الانمائي للامم المتحدة (UNDP) لاسيما في ما يتعلق بالمنح الدولية التي سيحصل عليها العراق من الدول الصديقة.
ولفت الهنداوي الى ان هناك دعما دوليا واسع لعملية اعادة اعمار المناطق المحررة، اذ ابدت المانيا استعدادها لمنح العراق قرضا بمبلغ 500 مليون يورو، فضلا عن البرازيل التي اعربت عن استعدادها لتقديم الدعم لعملية اعادة الاعمار من خلال تواجد شركاتها في العراق، الى جانب استعداد الدول العربية للمساهمة بهذه العملية كالكويت التي منحت العراق قرضا مقداره مليون دولار وهنغاريا المستعدة لبناء مساكن واطئة الكلفة.
دعم صحي
وبشأن ملف توفير الخدمات الطبية للنازحين واهالي الموصل، قال معاون مدير دائرة الصحة العامة بوزارة الصحة والبيئة الدكتور محمد جبر لـ”الصباح” على هامش زيارته التفقدية لمخيمات نازحي الموصل، :”ان وزيرة الصحة والبيئة الدكتورة عديلة حمود شكلت لجنة عليا لتنفيذ خطة الاسناد الطبية لمعركة "قادمون يا نينوى” بالتنسيق مع وزارة الصحة في اقليم كردستان بغية تقديم الخدمات الصحية والعلاجية للنازحين واهالي الموصل.
واضاف ان الخدمات الصحية المقدمة في مخيمات حسن شامي والخازر والجدعة والزيلكان التي يبلغ عدد النازحين فيها 37 الفا و500 نازح تحتاج الى المزيد من الدعم نظرا لتزايد اعداد الفارين من بطش "داعش” من مناطق شرق الموصل وتحرير القوات الامنية العديد من مناطق المدينة.
توفير 21 شاحنة أدوية وسيارات إسعاف
ولفت جبر الى القيام باجراءات عدة وتنفيذها ميدانيا من خلال فتح مجمعات كرفانية صحية في جميع المخيمات تعمل على مدار اليوم مع توفير الملاكات الطبية فيها وتزويدها باللقاحات وعلاجات الامراض المزمنة والادوية والمواد الطبية الأخرى. ونوه بارسال 21 شاحنة من الادوية والمستلزمات الطبية والعلاجية من قبل وزارة الصحة وتوزيعها بين المراكز الصحية في المخيمات والمناطق المحررة والمستشفيات منها مستشفى شيخان وسنوني وسنجار وغيرها، وكذلك تزويد الفرق الطبية المتنقلة والثابتة بها من اجل اسعاف جميع المرضى النازحين بعد خروجهم من مناطقهم ولحين وصولهم إلى المخيمات، كما تم توزيع 38 سيارة اسعاف بين تلك المخيمات والمراكز من اجل اسعاف الحالات الطارئة.
اسناد المنظمات الدولية للخدمات
وبين جبر ان عمل الوزارة لا يقتصر على تقديم الخدمات للنازحين، وانما كيفية العمل على احتواء الاعداد المتوقع نزوحها وضرورة وجود خطط وبرامج تنفذ سريعا بهذا الشأن لتدارك الزخم الذي قد يحصل، فضلا عن اعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق المحررة كمستشفى القيارة والحمدانية وبرطلة وكرملس، اذ تم البدء بفتح صالات الاستقبال والطوارئ والعمليات بالتدريج ليتسنى للعوائل العائدة لمناطقها مراجعة المؤسسات الصحية.
ودعا معاون مدير الدائرة المنظمات الدولية لتقديم الدعم والاسناد لفعاليات الوزارة الصحية، مبينا ان العمل جار على قدم وساق من قبل الملاكات الطبية مع الطبابة العسكرية سواء مع القوات الأمنية أو قوات البيشمركة من اجل اسعاف المصابين والجرحى العسكريين والمدنيين وتقديم جميع الخدمات الطبية والعلاجية.
الأخبار |