وفاة طالبات بالسرطان في مدرسة ملوثة بالإشعاعات جنوب العراق
حذر نائب عن محافظة الديوانية جنوب العراق، من وجود مدرسة في المحافظة ملوثة إشعاعياً، ما تسبب في انتشار مرض السرطان وحالات وفاة بين الطالبات.
وأكد النائب غزوان الشباني في حديث صحافي، أن إعدادية (الفردوس للبنات) في محافظة الديوانية، ملوثة إشعاعياً وتسببت بوفاة بعض الطالبات إثر مرض السرطان نتيجة هذه الإشعاعات، محذراً وزارة الصحة والبيئة من مخاطر هذا الأمر.
ودعا وزارة الصحة والبيئة إلى إرسال فرق مختصة لغرض إجراء كشف سريع في هذه المدرسة وإظهار النتائج للرأي العام خوفا من إصابة بعض الطالبات الأخريات. وذكر النائب أن هذه المدرسة حدثت فيها إصابات قبل عام وخرج بعض المسؤولين وقالوا إن هذه الإصابات طبيعية، متسائلا: أين الطبيعي في الموضوع وقد تكررت العديد من الحالات في المدرسة نفسها».
وشدد على ضرورة قيام الحكومة بتحويل الطالبات إلى مدرسة أخرى خوفا على حياتهن من الإصابة بالإشعاع، داعيا» وزارة الصحة والبيئة للإسراع في فتح تحقيق عاجل وفوري للوقوف على حادثة ازدياد الإصابة بمرض السرطان لكادر وطالبات إعدادية الفردوس في المحافظة رغم أن الشكوى كانت قبل أكثر من سنتين إلى أن بدأت الإصابات اليوم تشكل نسبة تحتاج وقفة جادة من قبل الجميع».
وحمل الشباني المحافظة ومجلس المحافظة ومديرية صحة الديوانية والتربية والبيئة مسؤولية إخفاء الحقائق التي كان من المفترض الكشف عنها بوقت مبكر وبشكل مباشر للحيلولة دون تفاقم الوضع الذي وصل إليه الحال اليوم من خلال تعمد المعنيين في الحكومة المحلية ودوائر ذات علاقة بإخفاء أي حقيقة وتكذيب كل خبر حتى لا يتحول الموضوع قضية رأي عام.
وكانت تحذيرات صدرت عن مدير البيئة في محافظة البصرة جنوب العراق أيضا، من أن عدم معالجة المواقع الملوثة بأشعة اليورانيوم المنضب والمنتشرة في عموم المحافظة، سيعرض حياة آلاف المواطنين إلى الإصابة بالأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية التي ارتفعت مؤخرا، شاكيا من أن المقترحات التي قدمت لحكومة البصرة المحلية أو للحكومة المركزية لم تجد تجاوبا حقيقيا. وذكر خاجاك وارتانيان مدير البيئة في محافظة البصرة والباحث في مجال التلوث البيئي، أن “السنوات الماضية، شهدت ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة بمرض السرطان الصلب، في البصرة مسجلة 62 حالة، بين كل مئة ألف نسمة، في حين أن هذه النسبة لم تتجاوز الـ 35 حالة عام 1997.”
وتشير التقارير المحلية والدولية المتخصصة إلى أن الكثير من المواقع في جنوب العراق ومنها بعض المدارس، لجأت إليها القوات المسلحة العراقية أثناء الغزو الأمريكي عام 2003، وقد استهدفتها الطائرات الأمريكية مستخدمة قذائف مزودة باليورانيوم المنضب، المحرم دوليا والتي سببت تلوثا في المنطقة المستهدفة يستمر تأثيره مئات السنين.
وتقدر مصادر أمريكية متعددة ومنها تقارير الخبير الأمريكي ( ديماسيو لوبيز) و (دان فاهي ) أن مجموع الوزن الكلي لأعتدة اليورانيوم المنضب المستخدمة من قبل القوات الأمريكية والبريطانية ضد العراق بلغ (700) طن. وهذا يعني أن حجم التلوث الإشعاعي الذي تعرض له العراق يفوق التلوث الإشعاعي الناتج عن قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، علما بأن الكثير منها ما زالت متناثرة في أنحاء مختلفة من الكويت وجنوب العراق.
ورغم وعود قوات الاحتلال الأمريكي والحكومات العراقية بعد 2003، بمتابعة مناطق التلوث الإشعاعي جراء استخدام اليورانيوم المنضب في الحرب إلا أن الجهود لتحقيق هذا الغرض كانت متواضعة مع تعمد بعض الجهات التكتم على حقيقة وخطورة الموضوع الذي يعكس أحد وجوه الغزو الأمريكي القبيح للعراق.
القدس العربي |