ثلاثة سيناريوهات لاحتمالات التطورات في العراق بعد معركة الموصل
يجمع غالبية المراقبين المهمتن بشؤون الشرق الاوسط في روسيا على ان معركة الموصل تقترب من نهايتها، لكن من غير الممكن السيطرة على المدينة قبل الانتخابات الأمريكية. فعلى خلفية اقتراب نجاح التحالف الذي تترأسة الولايات المتحدة بمهتمه تتفاقم التناقضات والخلافات الداخلية في الصف العراقي.
وينظر الخبراء بشكوك إلى التفاؤل الذي تبديه بغداد. ووفقا لتقيماتهم فان التغلب على الدولة الإسلامية لن يكون سهلا، حتى بعد السيطرة على الموصل، لأن احتمالات تطور الإحداث في العراق ستصب في صالح الجهاديين. ورسمت مجلة « السلطة» الاسبوعية الصادرة في موسكو امس الاثنين ثلاثة سيناريوهات للتطورات المنتظرة في العراق.
الأول حسب تقيم المجلة تحولات في السلطة على غرار 1979، حينما ازاح صدام حسين احمد البكر وسيطر على السلطة. وقالت ان هذا السيناريو ينطوي على انهيار الدولة وإستيلاء رجال الدين الشيعة المتشددين على السلطة. واشارت إلى انه وفي حال ان يترأس في هذه الحالة رجل الدين مقتدى الصدر الحكومة المؤقتة، فسيتم تأجيل الحرب ضد الجهاديين إلى اجل غير مسمى، لأن المعركة على السلطة ستستدعي سحب كتائب قوات الأمن من الجبهة. وهناك نقطة سلبية أخرى في هذا السيناريو تتمثل في انه سيوفر حجة جديدة لدى الأكراد لإقامة كيان دولتهم المستقلة.
وقالت ان الجيش العراقي اليوم غير موحد في ميوله وولاءاته: فهناك الكثير من الضباط مثلا يتعاطفون مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بينما يميل الجنود إلى مقتدى الصدر. واضافت» ان كل هذا يمكن ان يؤدي إلى نشوب حرب اهلية».
وحسب ما تراه المجلة فان السيناريو الثاني يمكن ان يتمثل باستيلاء العسكر على السلطة. منوهة بانه ونظرا لضعف الجيش العراقي، فإن ترسيخ الطغمة العسكرية اقدامها سيعتمد على ردود فعل وموقف اية الله علي السيستاني زعيم كافة الشيعة. ولا تستبعد رفض انصار الصدر والمالكي التخلي للسلطة لزعماء الجيش. وفي هذه الحالة فسيتيعين على الطغمة العسكرية خوض الحرب على عدة جبهات. وسيجري هذا على خلفية ان الجيش العراقي غير متمكن من التغلب على الدولة الإسلامية. وينبغي الأخذ بالاعتبار ايضا ان الجيش كما اشرنا غير موحد وموزع في ميوله بين عدة اتجاهات ومختلف الولاءات والارتياحات.
والسيناريو الثالث وفق تقيم مجلة « السلطة « هو الافضل للعراق وينحصر في الحفاظ على الحالة الراهنة الهشة. ويرتهن هذا فقط بادراك القوى العراقية الفاعلة، افضليات السلم والاستقرار على كافة اشكال الاحتراب وتداعياته والتعطش للانتقام والمواقف المتطرفة.
ومضت بالقول ان بمستطاع الحكومة التكنوقراطية او التحالفية التي ينبغي تشكيلها، وضع جدول للاصلاحات وحتى الاعداد لإنتخابات برلمانية جديدة. ورجحت بان آية اللة السيستاني وواشنطن وحتى إيران سيدعمون مثل هذا التطور، نظرا لأن وصول الصدر للحكم سيضعف حلفاء إيران في العراق، وان المؤسسة العسكرية ستُصعد من حدة الاحتراب بين عناصر المكون الشيعي.
واشارت إلى ان التوصل إلى حل وسط يتطلب القيام بنقطتين هامتين تتمثلان بدعوة اية الله السيستناني للحوار بين كافة المكونات والتيارات، وهذا امر ممكن وثانيا التعاون بين الولايات المتحدة وإيران، وهو برأيها اقل احتمال، نظرا للمواجهة الممتدة منذ 50 عاما بين البلدين فضلا عن الخلافات العميقة بينهما.
وذكرت ان البنتاغون صرف في السنوات الأخيرة لمهمة مكافحة الدولة الإسلامية في العراقي زهاء 6.5 مليار دولار. وبلغ حجم المساعدات الإنسانية للعراق 15 مليون دولار، أي أقل بربع المساعدات العسكرية. وأعربت عن القناعة بان الولايات المتحدة وحتى عند توفر الرغبة الصادقة لديها، ستكون عاجزة عن احلال سلام ثابت في العراق. ولا تستبعد انه وفق سيناريو البيت الأبيض فان العراق سوف يوضع في «خانة الصومال» أي تعلن واشنطن عن اليأس منه وتتركه وشأنه. وفي كل الاحوال سيتعين على العراقيين، الذين لا يملكون القدرات الكافية، إعادة بناء بلدهم بانفسهم.
وخلصت بالقول ان العراق ليس استثناء من غالبية بلدان الشرق الأوسط، حيث لكل واحد عدوه. وان السيطرة على الموصل لن تخلص العراقيون من كافة المحن والمشاكل. وان مصير بلدان الشرق الاوسط ستعتمد على مدى اتفاق قوى المنطقة الدينية / القومية اي الشيعة والسنة والاكراد… واكدت ولكن من الصعوبة الحديث الآن عن وحدتهم».
القدس العربي |