غضب برلماني من التدخل التركي إثر تصريحات اردوغان
أبدى نواب ارتياحهم للاستعدادات اللوجستية والعسكرية التي تسبق معركة تحرير الموصل، مؤكدين ان الجيش العراقي يعيش افضل حالاته من خلال ارتفاع الروح المعنوية والقتالية للجنود.
يأتي ذلك في وقت وصفت فيه لجنة الامن والدفاع النيابية أمس الاثنين تركيا بـ “بلد معتدٍ” على الاراضي العراقية، مبينة ان إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن تحديد موعد انطلاق عملية تحرير الموصل “غير واقعي”.
وبين رئيس اللجنة حاكم الزاملي في تصريح خاص لـ”الصباح” ان “تركيا تحتل جزءا من الاراضي العراقية وهي بلد معتد، تحاول ان يكون لها دور وتتدخل في الشأن العراقي وفي قضية تحرير الموصل لكي تكون لها بصمة”.
واشار الى ان “الموصل كأنها كعكعة تتقاسمها اطراف متعددة وهذا لا نسمح به وكلام مردود وباطل وغير واقعي”.
وأضاف الزاملي أنه “ليس من حق الرئيس التركي تحديد موعد انطلاق عملية تحرير الموصل وهو ليس معنيا بهذا الشأن وكلامه بعيد عن الواقع وهو يتلصص على المعلومات من خلال الاعلام ويبدأ بالتصريح وهذا لا يعنينا بشيء”.
وكشفت لجنة الامن والدفاع النيابية أمس الاثنين عن عزمها استدعاء السفير التركي فاروق قايمقجي على خلفية اعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان موعد انطلاق معركة تحرير الموصل. وكان أردوغان، قال أمس الأول الأحد: ان “معركة تحرير مدينة الموصل من عصابات “داعش” ستبدأ في 19 تشرين الأول المقبل”.
شائعات مغرضة
من جهته، قال النائب عن ائتلاف دولة القانون كامل الزيدي: ان “الاستعدادات العسكرية جارية لبدء معركة الموصل التي طالما انتظرها العراقيون”، مبينا أن “الصرخات التي يطلقها البعض ويروج لها لتقسيم الموصل مجرد كلام لا يثني من عزم القوات الامنية والمساندة لها في تحرير الموصل”.
وأكد الزيدي في تصريح خاص لـ”الصباح”، ان “الاشاعات المغرضة التي تنطلق لتهبط من عزم القوات الامنية، ليست الا سوى فقاعات لن تنال من همة الجيش والقيادات العسكرية العراقية المرابطة التي استطاعت ان تكسر اسطورة “داعش” التي طالما جعلت منها الهالة الاعلامية قوة لا يستهان بها”.
وأضاف أن “القوات الامنية وأبناء الحشد الشعبي والعشائر الذين استطاعوا ان يكسروا أسطورة “داعش” هم من يستطيع ان ينهي هذه العصابة الإرهابية على الارض، وخير دليل على ذلك الشرقاط والانبار وصلاح الدين والفلوجة التي كانت عصية كما يقال”، لافتا الى ان “القوات الامنية قادرة وبكل جدارة ان تنهي زعم من يريد ان يثبط من عزم الجيش العراقي والقوات الامنية والمساندة لها”.
ولفت النائب إلى أن “المخاوف الحقيقية التي يجب ان تتنبه لها القيادات العسكرية، هي وجود القوات التركية في شمال الموصل، وخشيتنا أن تملأ الفراغ بعد هروب عصابة “داعش” الإرهابية”، وأشار الى أن “إعلان الرئيس التركي موعد انطلاق المعارك، هو تدخل في الشأن العراقي وعلى الحكومة العراقية أن تتخذ كل الاجراءات التي من شأنها أن تكون رادعة لأي تدخل من اي دولة”، معربا عن خشيته “من وجود مخطط دولي لدخول تركيا لسد الفراغ”.
تصريحات مرفوضة
من جانبها، بينت رئيس لجنة منظمات المجتمع المدني تافكا احمد أن “الاستعدادات مكتملة وواضحة للجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائري والقوات المساندة لها، وكلهم مستعدون لخوض معركة تحرير الموصل التي انتظرها كل ابناء الشعب العراقي وخاصة ابناء الموصل للتخلص من العصابات
الاجرامية”.
وأشارت أحمد في تصريح خاص لـ”الصباح” الى ان “الاستعدادات بكل انواعها قد تمت، ومن أهم الاستعدادات التي أجريت هي التنسيق مع قوات التحالف الدولي التي توفر الغطاء الجوي للقوات العراقية وتدك العصابات الاجرامية”، ولفتت الى أن “إعلان الرئيس التركي موعد انطلاق معارك تحرير نينوى هو تدخل بالشأن الداخلي ولا يجوز أن تتدخل أي دولة بغير شؤونها لأن العراق دولة ذات سيادة وهو من البلدان المهمة في المنطقة”، وأشارت إلى أهمية أن “ترد الحكومة العراقية على هذا التدخل السافر في شؤون البلاد”.
معركة الموصل
فيما لفت النائب عن التحالف الوطني عبد الحسين الموسوي الى أن “الانتصارات في معارك تحرير نينوى باتت واضحة المعالم لأن الجيش العراقي وقياداته العسكرية على مستوى عال من التنسيق بينها وبين القيادات السياسية وهو ما سيجعل تحرير الموصل واضحا
جدا”.
واضاف في تصريح خاص لـ”الصباح” ان “المراهنة على تقسيم الموصل مراهنة خاسرة، لأن دول الاقليم ترفض هذه الدعوات للتقسيم لانه من المشاريع المشبوهة التي من الممكن ان تعصف بوحدة دول المنطقة جميعا وليس العراق فقط”.
الصباح |