تبادل الاتهامات بين الأحزاب الكردية يعمق أزمات إقليم كردستان العراق
تشهد العلاقة بين الأحزاب الكردية العراقية تأزما حادا وتبادل اتهامات هذه الأيام بالتزامن مع تحركات وفد الاتحاد الوطني الكردستاني ولقاءاته مع القوى السياسية في العاصمة العراقية.
واعترف الدكتور يحيى ريشاوي القيادي في الاتحاد الإسلامي الكردستاني لـ«القدس العربي» بان العلاقة بين الأحزاب في الاقليم اصبحت فيها تعقيدات كثيرة، وخاصة العلاقة بين الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود البرزاني وحركة التغيير (كوران)، منوها إلى ان جهود الوساطة التي بذلتها حركته لتقريب وجهات النظر وعقد لقاء قمة بينهما، توقفت بسبب اصرار الطرفين على مواقفهما وعدم وجود استجابة منهما. كما ذكر الريشاوي ان مسؤول الحزب الديمقراطي في السليمانية ادهم البرزاني، عبّر في تصريحات مؤخرا عن ان هناك تضييق على حركة حزبه في السليمانية وأن أعضاءهم مغبونون هناك.
وأوضح ريشاوي بان كل الأحزاب في العراق اصبحت تعمل لمصلحتها بعيدا عن الحكومة والبرلمان وتجري التحالفات والعلاقات مع الاخرين، مشيرا إلى أن وجود وفد الاتحاد الوطني بقيادة ملا بختيار في بغداد منذ ايام واجراءه اتصالات مع الأحزاب هناك باسم الاتحاد وليس باسم الاقليم، يدخل ضمن هذا السياق. وفي هذا الإطار، نفى مجلس قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في محافظة السليمانية وحلبجة، السبت، قيامه بتهنئة محافظها الجديد هفال ابو بكر باسم رئيس الاقليم مسعود بارزاني.
وجاء في بيان للمجلس، ان المحافظ ابوبكر صرح عبر إحدى القنوات الإعلامية أن رئيس الإقليم قد هنأه، بمناسبة تسنمه منصب المحافظ، مؤكدا أن رئيس الاقليم مسعود بارزاني لم يقدم التهاني باي شكل من الاشكال عن طريق اي شخص لابو بكر بمناسبة توليه منصب المحافظ، معربا عن استغرابه من قيامه بنشر مثل هذه الأنباء عن طريق الإعلام.
ومعروف ان الاتحاد الوطني وحركة كوران، قد تقاسما مؤخرا منصبي محافظي السليمانية وحلبجة بموجب الاتفاق السياسي بينهما.
وكانت حكومة اقليم كردستان، عبرت عن قلقها من تصريحات عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني محمود سنگاوي، باخراج مبلغ 28 مليار دولار من الاقليم، مشيرة إلى انها واثقة بان بعض من يريدون اثارة الفوضى قد زودوه بمعلومات خاطئة.
وقال المتحدث باسم حكومة الاقليم سفين دزيي في بيان، ان تصريحات سنكاوي مبنية على اساس بعض المعلومات الخاطئة التي زوده اياها البعض وهم معروفون ومستمرون باللعب بمشاعر وعواطف الناس عمدا من اجل المزايدات السياسية وإثارة الفوضى.
وأضاف ان حكومة الاقليم تطرح دوما ايراداتها وصرفياتها عن طريق القنوات الادارية والقانونية إلى الجهات والمؤسسات المختصة في الاقليم، مبينا ان المعلومات التي زود بها بشأن اخراج 28 مليار دولار من الاقليم إلى الخارج لا أساس لها وبعيدة كل البعد عن الصحة.
كما اكد دزيي على ان توزيع الاسلحة والمساعدات العسكرية لقوات الپيشمرگة يتم عن طريق رئاسة اركان الپيشمرگة وبحسب احتياجات جبهات القتال، مضيفا ان الدول الصديقة التي تساعد الاقليم على اطلاع بالعملية وليس هناك اية تفريق في عملية توزيع الاسلحة والمساعدات.
وكان سنكاوي، قد شن، في 21 آب/اغسطس الجاري امام عدد من مقاتلي الپيشمركه القدامى، هجوما شديدا على حكومة الإقليم والحزب الديمقراطي الكوردستاني، موجها في الوقت ذاته اللوم إلى حزبه ايضا كونه شريكا ضعيفا، حسب قوله. وأضاف أن لديه ادلة تثبت اخراج 28 مليار دولار من الاقليم كما وجه اتهامات إلى الحزب الديمقراطي منها تعيين 12 موظفا من اتباعه، وبقطع رواتب مقاتلي البيشمركه القدماء وعدم توزيع الاسلحة بعدالة.
ووجه سنكاوي انتقادات لحزبه (الاتحاد الوطني الكردستاني) بالقول «اننا بصمتنا شركاء في هذه السرقة، داعيا حزبه للانسحاب من حكومة الإقليم او المطالبة بحقوق المواطنين، حسب قوله. ويذكر أن اقليم كردستان يمر بمرحلة خلافات حادة بين الأحزاب الكردية الرئيسية في وقت يواجه فيه الاقليم تحديات جدية في مجال مواجهة تنظيم «الدولة» وأزمة العلاقة بين الاقليم وبغداد التي تسببت في قطع حصة الاقليم من ميزانية العراق وخلقت مشاكل اقتصادية واجتماعية حادة للمواطنين الكرد.
القدس العربي |