الصدر يحذر من تحركات نوري المالكي لتحويل الحكم في العراق إلى ميليشياوي
حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من استغلال الجهاد والمجاهدين في الشأن الانتخابي والسياسي، محذرا من أن ذلك سيؤدي إلى انهاء الجهاد وتحول الحكم في العراق إلى حكم عسكري او ميليشياوي.
ورد الصدر على سؤال أحد أتباعه عن رأيه في عزم زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، دخول الانتخابات المقبلة بقائمة تحمل اسم الحشد الشعبي، قائلا: «يجب منع استعمال الجهاد والمجاهدين في الخوض الانتخابي والسياسي».
وأضاف أن «استعمالهم في ذلك سيؤدي إلى ذبح الجهاد على دكة السياسة، ويتحول الحكم في العراق إلى حكم عسكري او ميليشياوي».
وتشهد الساحة العراقية السياسية حراكا محموما هذه الايام من قبل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وسياسيين آخرين لتهيئة الاجواء لعقد تحالفات واتصالات مع مختلف الجهات والقوى السياسية لترتيب تحقيق نتائج لصالحه في الانتخابات القادمة، تمهيدا لعودته إلى رئاسة الحكومة.
واشارت مصادر مقربة من التحالف الوطني الشيعي لـ«القدس العربي»، ان رئيس حزب الدعوة نوري المالكي يراهن على علاقاته مع قادة الحشد الشعبي الذي يعتبر نفسه ذا فضل على توفير مستلزمات نشوئه عندما كان رئيسا للحكومة السابقة بعد فتوى السيد السيستاني عام 2014، ويسعى لاستثمار بعض الانتصارات التي حققها الحشد من اجل كسب قيادات الميليشيات التي تقود الحشد والشارع الشيعي، حيث وعد المالكي بتوفير كل متطلبات تعزيز مكانة الحشد وتعظيم دوره في المشهد السياسي العراقي وجعله شبيه بدور حزب الله اللبناني، إذا عاد إلى رئاسة الحكومة.
وكشف المصدر ،الذي طلب عدم ذكر اسمه ،ان حزب الدعوة ـ جناح المالكي فتح المجال امام الشباب الشيعي للتطوع في تشكيل امني جديد للعمل الاستخباري يقوده احمد نجل نوري المالكي، حيث يتم عرض رواتب وامتيازات مغرية للمنتسبين، دون معرفة دور ومهام هذا التشكيل الامني الذي ينوي المالكي انشاءه، منوها إلى ان السيد مقتدى الصدر حذر الشباب من الانضمام إلى هذا التشكيل.
واضاف ان المالكي يقوم بالتحرك لاقامة تحالفات جديدة وخاصة مع الاحزاب الكردية في السليمانية التي زارها في تموز/يوليو الماضي لهذا الغرض وعقد سلسلة لقاءات مع الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير وغيرها من الاحزاب الكردية. كما اجتمع مع السفير الأمريكي في بغداد ويجري اتصالات مع السفارة الإيرانية باستمرار، اضافة إلى اصدار البيانات والتصريحات واجراء اللقاءات الصحافية مع وسائل إعلام مقربة منه، في محاولة لإثبات وجوده في المشهد العراقي وتغيير الصورة السلبية السائدة عنه لدى الشعب العراقي جراء النكسات التي اصيب بها الواقع العراقي خلال السنوات الثمان العجاف لحكم المالكي.
واشار المصدر، أن المالكي حاول مؤخرا خلق الفوضى في البرلمان لاستغلالها في محاولة العودة لرئاسة الحكومة بدل العبادي، عندما استغل التظاهرات المطالبة بالاصلاحات ومحاربة الفساد، حيث دفع اتباعه من النواب والسياسيين إلى تشكيل كتلة الاصلاح في البرلمان تحت غطاء المطالبة بالاصلاحات وتغيير الرئاسات الثلاث لاسقاط حكومة حيدر العبادي، وهو السبب الذي جعل كتلة الاحرار الصدرية تنسحب من كتلة الاصلاح بعد ان كشف السيد مقتدى الصدر محاولات المالكي لترتيب عودته عبر»الولاية الثالثة»، ما اضعف الكتلة المذكورة.
ويذكر ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، طالما عمد إلى تذكير الشعب العراقي عموما والشارع الشيعي، بمساوئ فترتي حكم نوري المالكي الذي استفرد هو وحزبه «الدعوة» بالحكم والقرارات حول القضايا المصيرية الرئيسية وجر البلاد نحو الخراب والفساد والانهيار، حيث يطلق عليه الصدر لقب « القائد الضرورة» تشبيها له باستبداد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، رغم الفوارق الكبيرة بين الشخصيتين.
القدس العربي |