|
تحقيق: أجهزة كشف المتفجرات في العراق ولبنان ودول أخرى عديمة الجدوى
افاد تحقيق لوكالة “رويترز″، بان الاجهزة الامنية في العراق ولبنان والعديد من دول المنطقة تستخدم اجهزة كشف متفجرات عديمة الجدوى، فيما اشارت الى ان تلك الأجهزة تثير انتقاد الخبراء الجنائيين الذين يرون فيها مضيعة للمال تنطوي على خطورة وتعتمد على تصور علمي زائف.
وتقول “رويترز″ في تحقيقها، انه عند نقطة تفتيش بوسط بيروت.. يفحص حارس شاحنة صغيرة للتأكد من خلوها من المتفجرات. هو أحد الحراس عند الحاجز الأمني الأخير قبل مبنى البرلمان الواقع على مبعدة 100 متر فقط ويعتمد في عمله على جهاز للكشف عن القنابل يقول الخبراء إنه “عديم الجدوى”.
يسير الحارس بملابسه المدنية إلى جوار الشاحنة ممسكا بذلك الجهاز.. ذلك المجس المتحرك المثبت على كتلة من البلاستيك الأسود يمكن الإمساك بها بقبضة اليد. وبعد المرور بالمجس حول العربة لا يصدر الجهاز أي إشارة استثنائية ويسمح الحارس للشاحنة بالمرور.
وفي المرسى القريب الذي ترسو فيه يخوت الأثرياء على شاطئ البحر المتوسط المتلألئ وكذلك عند مداخل ساحة انتظار للسيارات تحت الأرض بمجمع تجاري فاخر تستخدم أيضا أجهزة رصد مماثلة.
المشهد مألوف في نقاط التفتيش بمختلف أنحاء الشرق الأوسط منذ حوالي عشر سنوات بعد أن دفعت السلطات آلاف الدولارات ثمنا للجهاز الواحد على أمل احتواء موجات التفجيرات الفتاكة.
لكن تلك الأجهزة التي تباع حتى لقوات حفظ السلام الدولية تثير انتقاد الخبراء الجنائيين الذين يرون فيها مضيعة للمال تنطوي على خطورة وتعتمد على تصور علمي زائف.
تباع الأجهزة في الأسواق تحت مسميات مثل (إيه.دي.إي651) و(جي.تي200) و(ألفا) ويفترض أنها تصدر لدى اكتشاف مادة ناسفة إشارة تجعل مجسها المعدني يتحرك على مفصلة صوب تلك المادة.
وفي عام 2010 فرضت بريطانيا حظرا على تصدير أجهزة (إيه.دي.إي651) و(جي.تي200) وحذرت من أن هذه الأجهزة وهمية وصدرت أحكام بالسجن على رجال أعمال بريطانيين جنوا ملايين الجنيهات الإسترلينية من تصنيعها وبيعها في أنحاء العالم.
ومع هذا لم يتحرك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي اشترت بلاده المئات من أجهزة (إيه.دي.إي651) منذ ثماني سنوات لمنع استخدامها إلا هذا الشهر فقط وبعد أن أوقعت شاحنة ضخمة ملغومة 292 قتيلا في بغداد، بحسب التحقيق.
وشاهد مراسلو رويترز أجهزة بتصميم مشابه تستخدم في نقاط تفتيش بدول مثل لبنان وسوريا ومصر في الأسابيع أو الأشهر الأخيرة.
وقال العالم دينيس مكولي إنه فحص جهازا ذا تصميم مشابه لتصميم (إيه.دي.إي651) و(جي.تي200) عندما كان يعمل في مختبر العلوم الجنائية بأيرلندا الشمالية وإنه فكك أجزاءه ليعرف كيف يعمل.
وقال لرويترز “ليس هناك أي أساس علمي لعمله. هذا نصب تام.” وتابع “إذا كانت السلطات تعول على هذا الشيء بأي شكل في رصد المتفجرات.. فهذا هزل. من غير المعقول أنها لا تزال تستخدمها”.
عراق برس | 
الصفحة الرئيسية |
تصل بنا |
نبذة عنا |
للمشاركة
تطبيق للجوال
2024-04-25 
