معركة الفلوجة تخطف الأضواء على شبكات التواصل الاجتماعي وتشغل نشطاء الانترنت
خطفت معركة الفلوجة الأضواء على شبكات التواصل الاجتماعي، وشغلت أغلب النشطاء على الانترنت، في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة التصفيات والمجازر التي تقوم بها الميليشيات ضد السكان العراقيين في المدينة، بينما لفت الكثير من النشطاء إلى الصمت الدولي والعربي المريب عن المجازر التي تجري ضد السُنَّة في العراق.
ودخل العديد من كبار المغردين العرب على شبكة «تويتر» في دائرة المهتمين بمعركة الفلوجة العراقية، حيث علقوا على ما يجري هناك وتضامنوا مع المدينة، ودعوا إلى موقف عربي ودولي أكثر صرامة ضد المجازر التي تقوم بها الميليشيات الشيعية في العراق.
وقال نائب رئيس الجمهورية العراقي الأسبق طارق الهاشمي في تغريدة على «تويتر»: «هل هي تحرير الفلوجة، أم تدمير الفلوجة؟»، منتقداً الخطاب الإعلامي الرسمي العراقي الذي ترافق مع إعلان الحرب على الفلوجة، واصفا إياه بأنه «خطاب تحريضي طائفي قبيح؛ يترافق مع قصف واسع النطاق من الميليشيات لمناطق سكنية، في ظل صمت وتجاهل رسمي عراقي».
ونشر الداعية السعودي محمد العريفي على حسابه الشخصي في «فيسبوك» صورا لما يجري في الفلوجة قائلا: «هكذا كان البارحة على أهلنا في الفلوجة.. يا رب فرج همهم نفس كربهم».
وتساءل الأكاديمي السعودي الدكتور محمد البراك في تغريدة على «تويتر»: «متى يدرك أهل السنة أنهم جميعا ـ حكاما ومحكومين ـ مستهدفون من الرافضة؟»، مشيرا إلى أن «قائد الحشد الشعبي يهدد دول الخليج». وكتب الإعلامي اليمني مأرب الورد قائلا: «إن أمريكا انحازت مجددا لميليشيات طائفية ترتكب الجرائم، وتغذي العنف والإرهاب لمحاربة ميليشيات أخرى، وهكذا تنمي الإرهاب بالمنطقة».
أما الناشط حسين دلي؛ فقال: «لم تجتمع راياتهم، ولم ينسوا خلافاتهم؛ إلا لإدراكهم رمزية الفلوجة، فكل وكلاء إيران حرصوا على تصوير أنفسهم ليظهروا حضورهم هذه المعركة».
وغرد أمين عام هيئة علماء المسلمين العراقية، مثنى حارث الضاري: «حقيقة لا تغطيها الغرابيل، شاء من شاء وأبى من أبى.. ستخرس فلوجة المقاومة باطل المعتدين والمعاندين والمتعاونين والمبررين».
ونشر محرر الشؤون العراقية في قناة «الجزيرة» حامد حديد تغريدة قال فيها إن «كل من يشارك في العدوان على الفلوجة ولو بكلمة؛ فإنه من جنود إيران»، مضيفا: «إياكم والوقوع في فخهم، والتصديق بأنهم يريدون تحريرها».
أما الإعلامي القطري فيصل بن جاسم آل ثاني؛ فغرّد: «اللهم إنا نستودعك الفلوجة، يا من لا تضيع ودائعه، احفظها بحفظك يا رب، من شر الزنادقة، أصحاب القلوب الحاقدة، والأخلاق الفاسدة».
وكتب خميس الخنجر على «تويتر» قائلاً: «لن تموت قبلة المقاومة والشرف، وستطهر نفسها من الدواعش والمواعش اليوم او غدا، والعار على كل حاقد وساكت على مأساتها».
ويتهم أحد النشطاء الولايات المتحدة بالتآمر ضد الفلوجة، مشيراً في تغريدة على «تويتر» إلى أن «داعش أدخلها المالكي إلى الفلوجة وهي التي جوّعت أهلها، والآن بتآمر أمريكي يقوم الحشد الرافضي يقصفها»، على حد تعبيره.
وكتب آخر: «الفلوجة تُذبح علناً وتدفع فاتورة مقاومتها للمحتل الأمريكي والمشروع الطائفي الصفوي والاحتلال الداعشي الجاثم على صدرها».
وحظيت التغطيات الإعلامية لأحداث الفلوجة بانتقاد واسع على الانترنت أيضاً، حيث كتب الناشط والإعلامي محمد مجيد الأحوازي على تويتر: «قناة الحرة الأمريكية والعالم الإيرانية تشعر وكان غرفة تحرير أخبارهم تدار من مكان واحد في تغطيتهم لأخبار الفلوجة».
أما الناشط السعودي مساعد بن حمد الكثيري فكتب على تويتر منتقداً الإعلام: «كتابنا إعلامنا صحافتنا، حسبنا الله ونعم الوكيل، كتَّاب صُحفنا يدعمون عدونا».
يشار إلى أن الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي بدؤوا عملية عسكرية واسعة في مدينة الفلوجة قالوا إن الهدف منها هو تحرير المدينة من سيطرة قوات تنظيم الدولة الإسلامية عليها، لكن العملية ترافقت مع شحن طائفي كبير وغير مسبوق، وهو ما حدا برئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى دعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى منع تحويل معركة الفلوجة إلى فرصة للتعبئة الطائفية المقيتة.
وكانت الفلوجة أول مدينة تسقط تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في يناير/كانون الثاني 2014، وهي محاصرة منذ نحو ستة أشهر.
وأدلى مدنيون تمكنوا من الفرار من مدينة الفلوجة العراقية المحاصرة بشهاداتهم عن أوضاع إنسانية بائسة في المدينة، فيما قالت منظمة إغاثية دولية إن من يبقى في المدينة يواجه خطر الموت جوعاً، وإن من يحاول مغادرتها يواجه خطر الموت أثناء محاولته الفرار من الحصار.
القدس العربي |