أريكة البرلمان تثير ردودا ساخرة وتظهر تحسن حال الطبقة الوسطى

المدى برس / بغداد

أثارت صور  تظهر "تأمل" مسؤولين عراقيين لأريكة بيضاء في مقر البرلمان ملطخة بـ "بقع حمراء" ردود أفعال ساخرة في الأوساط الشعبية العراقية، واستنكارا لانشغال المسؤولين بتلك "القنفة" و"تغاضيهم" عن التفجيرات التي تشهدها الشوارع العراقية.

الصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ساخر من خلال رسوم كاريكاتيرية، وأخرى تقارن بحجم الدمار الناجم عن التفجيرات التي تشهدها مدن العراق، دفعت ناشطي تلك المواقع إلى إطلاق عدد من "هاشتاكات" من بينها "قنفتي_هيبتي"، و"قنفتي"، والتي لاقت استجابة كبيرة، حيث نشر عدد كبير من المواطنين والصحافيين والمدونين صورا تظهرهم قرب "قنفاتهم" وهم في حالة "تأمل".

مدونون اعتبروا أن حجم الأضرار التي تظهرها صور المسؤولين في مقر البرلمان لا تمثل شيئا مقارنة مع ما خلفه اعتصام النواب واحتجاجهم في الجلسة التي شهدت التصويت على خمسة وزراء "تكنوقراط"، مؤكدين أن المتظاهرين عكسوا صورا ايجابيا من خلال حماية الممتلكات العامة، فيما اتهم بعضهم المسؤولين بـ"افتعال" تلك الأضرار كمحاولة لبيان حركة الاحتجاجات الشعبية بصورة "همجية"، و"سرقة" مبالغ مالية إضافية بحجة صيانة "القنفة البيضاء" وأثاث مجلس النواب. 

الردود الساخرة صاحبها غضب من "عدم اكتراث" المسؤولين لإعداد الضحايا التي تسقط كل يوم في المدن العراقية نتيجة أعمال العنف اليومي، مقابل "استغراقهم الطويل" في التأمل لبعض قطع الأثاث، فيما أكد ناشطون أن اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء المحصنة أمنية كشف مقدار "الرفاهية" التي يعيشها المسؤولون العراقيون والتي تجعلهم "معزولين تماما" عما يعانيه المواطنون خارج الأسوار الكونكريتية.

من جانب آخر عد صحافيون وإعلاميون، أن التقاط المواطنين صورا إلى جانب أثاثهم المنزلي، مع ما تصوره من سخرية بحق المسؤولين العراقيين، قد عكس انطباعا ايجابيا من خلال إظهار مدى تحسن الحالة الاقتصادية للطبقة الوسطى واندثار "قنفات" ما قبل حقبة التسعينات وفترة الحصار، والذي بينته صور الأثاث الحديث.

وكانت صور قد أظهرت كلا من رئيسي الوزراء حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري قرب أريكة بيضاء داخل مبنى البرلمان تبدو عليها "بقع حمراء"، خلال تفقدهما مبنى البرلمان بعد اقتحامه من قبل المتظاهرين، السبت (30 نيسان 2016).

وكانت الرئاسات الثلاث والكتل السياسية دانت في (الأول من أيار 2016 الحالي)، اقتحام المنطقة الخضراء من قبل المتظاهرين، في (30 من نيسان 2016)، الذي جرى بعد دقائق على إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، خلال مؤتمر صحفي، عن مقاطعة جميع السياسيين ورفض "مجالستهم"، وقررت "تكثيف" اجتماعاتها للوصول إلى "الإصلاح الجذري"، وفي حين هددت الكتل الكردستانية بإعادة النظر بمشاركتها بالعملية السياسية، بعد ما وصفت اقتحام المتظاهرين بـ"الضربة الموجعة" للعملية السياسية، عد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أن تحقيق التغيير الوزاري "لا يمكن تحقيقه وسط أجواء التهديد واحتلال البرلمان، مطالباً بـ"إعادة هيبة الدولة".

يذكر أن الآلاف من متظاهري التيار الصدري اقتحموا، يوم السبت،(30 من نيسان 2016) المنطقة الخضراء ومبنى مجلس النواب العراقي، وسط بغداد، احتجاجاً على عدم تحقيق الإصلاحات الشاملة، وحاصروا موظفي البرلمان وبعض النواب بعد تحطيم أثاث قاعة جلسات المجلس.

وجاء اقتحام المنطقة الخضراء بعد دقائق على إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، خلال مؤتمر صحفي، السبت،(30 نيسان 2016)، أيضاً، مقاطعة جميع السياسيين ورفض "مجالستهم" مهما كانت مطالبه دون "الإصلاح الجذري"، وفيما أكد أنه بـ"انتظار الانتفاضة الشعبية الكبرى والثورة الشعبية العظمى"، عد أن الشعب هو المعني الوحيد باختيار مصيره "أما بإبقاء المحاصصة أو إسقاط الحكومة برمتها".