تشكيل مجالس للتحقيق مع 800 عسكري على خلفية التقصير في قضية سقوط الموصل
أعلن مجلس القضاء الأعلى، أمس الخميس، تشكيل مجالس للتحقيق مع 800 عسكري على خلفية التقصير في قضية سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم «الدولة». وكشف مجلس القضاء عن إحالة 76 ضابطا برتية فريق فما دون إلى محاكم عسكرية. وأشار إلى إصداره مذكرات استرداد للأموال المهربة وتسليم المطلوبين بالفساد. ونقل إعلام القضاء عن رئيس الادعاء العام، القاضي محمد الجنابي، أن «ملف سقوط الموصل يعد جريمة عسكرية من اختصاص القضاء العسكري بحسب القانون، وليس من صلاحية القضاء الاعتيادي النظر فيه». ولفت إلى أن «القيادة العامة للقوات المسلحة شكلت مجالس تحقيقية نهاية العام 2014، وجرى التحقيق مع 76 ضابطاً ميدانياً بداية من رتبة فريق ونزولاً إلى مراتب صغيرة، وقد تمت إحالتهم على المحاكم العسكرية». وبين أنه «تم أيضا تشكيل مجالس تحقيقية أخرى بحق 800 من مراتب قوى الأمن الداخلي طالت مراتب كبيرة بعضهم برتبة عقيد وصولاً إلى ضباط أصغر». وكان تنظيم «الدولة» قد سيطر على محافظة نينوى في 8 حزيران/ يونيو 2014 نتيجة صدور أوامر من قيادات عسكرية عليا للقوات العراقية بالانسحاب من مواقعها، من دون الخوض في معارك مع التنظيم لأسباب غير معروفة حتى الآن. وعلى صعيد المعارك أعلنت قيادة العمليات المشتركة والبيشمركه أبرز المعارك والتطورات الأمنية التي وقعت في قواطع العمليات المختلفة خلال الساعات الأخيرة. ففي الموصل شمال العراق نجحت القوات العراقية المشتركة مدعومة بطائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أمس الخميس، في السيطرة على قرية استراتيجية في محافظة نينوى بعد طرد عناصر تنظيم «الدولة» (داعش) منها. وذكر بيان لقيادة عمليات نينوى أن وحدات من الفرقة 15 واللواء 72 تقدمت لتطهير قرية المهانة الاستراتيجية حيث حققت قوات الجيش العراقي نصرا مهما بتحريرها قرية مهانة شرقي القيارة لما تتمتع به من موقع استراتيجي، مطل من مكان مرتفع على بقية القرى القريبة من الموصل. كما ان هذه العملية العسكرية مكنت الجيش العراقي من السيطرة على طريقي مخمور والشرقاط البريين والأراضي القريبة من القرية». وكانت خلية الإعلام الحربي أعلنت عن تطهير قرية مهانة جنوب الموصل مشيرة إلى مشاركة طيران التحالف الدولي بقوة في العملية العسكرية من خلال طائرات الـبي 52 القاصفة التي دكت اوكار الدواعش وقتلت 200 من عناصره. وساهم التقدم في اقتراب القوات العراقية من بلدة القيارة النفطية على الضفة الغربية لنهر دجلة، ومن شأن السيطرة عليها مساعدة القوات في عزل الموصل أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم عن أراض أبعد تحت سيطرته في الجنوب والشرق. وذكر بيان من قيادة عمليات نينوى أن وحدات من الفرقة 15 واللواء 72 تقدمت لتطهير قرية مهانة. وجاء في البيان أن الجيش لم يتكبد أي خسائر في الهجوم الذي صحبه دعم جوي ومدفعي. وألقت البداية الضعيفة للهجوم بظلال من الشك على قدرات الجيش العراقي الذي انهار جزئيا عندما سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على ثلث البلاد في 2014. ولم تتضح على الفور العوامل التي ساعدت الجيش على التقدم غربا، لكن القائد المسؤول عن الهجوم قال إن الجيش لم يتقدم (أول من) أمس بسبب نقص وحدات الشرطة والقوات القبلية الإضافية للسيطرة على المناطق بعد تحريرها. ويقول مسؤولون عراقيون إنهم سيستعيدون الموصل في وقت لاحق هذا العام بينما يشكك كثيرون في لقاءات مغلقة في إمكانية تحقيق ذلك. وفي قاطع الأنبار ذكرت خلية الإعلام الحربي في بيان لها ان «القوات الأمنية حررت منطقة زخيخة شرق البغدادي، ورفعت العلم العراقي على ابنيتها». واشارت إلى انه «تم تكبيد داعش الإرهابي خسائر في الأرواح والمعدات، وقتل الإرهابي المدعو ابو صهيب المغربي و8 من معاونيه اثر قصف مدفعي على المنطقة». وفي محافظة ديالى تدهور الوضع الأمني في المحافظة على خلفية محاولات تعطيل جلسة مجلس المحافظة لاستجواب المحافظ، مثنى التميمي، المتهم بالتقصير في الملف الأمني للمحافظة. ووقع انفجار سيارة مفخخة قرب مبنى مجلس المحافظة في مدينة بعقوبة مركز المحافظة بالتزامن مع عقد جلسة استجواب المحافظ التميمي الذي تهرب من الحضور بحجة المرض. وتعرض العديد من المدن والقرى في المحافظة إلى قصف عنيف بقذائف الهاون، كما حصل في مناطق الكاطون وحي الأمين وسط بعقوبة أسفرت عن سقوط إصابات بين المدنيين. وذكرت المصادر المطلعة أن مسلحين مجهولين هاجموا بيوت عدد من أعضاء مجلس المحافظة، ومنهم عامر الكيلاني، اضافة إلى إطلاق قذائف على بيوت أعضاء آخرين من الذين أصروا على استجواب المحافظ مثنى التميمي، وهو قيادي في «منظمة بدر» العسكرية التي تفرض نفوذها على المحافظة ولها تأثير سياسي كبير في الحكومة المركزية والبرلمان. وفي العاصمة العراقية وقعت ثلاثة تفجيرات، أمس الخميس، استهدفت مواقع مختلفة وأسفرت عن وقوع خسائر مادية وبشرية. فقد أسفر انفجار عبوة ناسفة داخل باص صغير لنقل الركاب في منطقة الحرية الشعبية شمال بغداد عن مقتل سائقها وإصابة خمسة من الركاب بجراح. وتعرضت سيارة يستقلها عناصر من الحشد الشعبي إلى هجوم بعبوة ناسفة في منطقة الدورة جنوب بغداد وأدى الانفجار إلى مقتل اثنين وجرح ثلاثة. كما انفجرت عبوة ناسفة ثالثة وسط سوق شعبي بناحية الرضوانية جنوب غربي بغداد وأسفر الحادث عن مقتل شخصين وإصابة خمسة بجراح من الموجودين في السوق.
القدس العربي
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words