الشريف بالوراثة .. مرشحا لوزارة الخارجية العراقية
يتصرف بنفحة ملكية فالتاج الملكي لا يزال مثل (لوكو) وراء صوره وثمة حنين يغلبه اليه، رغم انه يحاول ان يسوقه باعتبار انه خط سياسي يقوم على اعتبار أن الملك يسود ولا يحكم، وأن مظلة العراق الملكي تضم بين جناحيها التيارات السياسية كافة.
انه الشريف بالوراثة ، علي بن الحسين المولود في بغداد عام 1956، وغادرها وعمره عامين ليترعرع في المنفى بين لبنان وبريطانيا حيث كان يحظى برعاية خاصة من ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، فيما يحمل ابوه الجنسية المصرية، يعود اليوم الى العراق في زمن التقشف مرشحا للخارجية العراقية، ومظهره الخارجي يوحي بأيام عز غابرة، يرتدي الملابس الأنيقة دائماً بما يذكر من هيئته بالوصي عبد الاله غير المحبوب من الشعب العراقي سابقا يوم لا احد ينكر ان تجربة الملكية في العراق بين عامي 1921 و1958 كانت مثالا ناجحا في السيادة وفي الحكم.
مبتسر في الحديث، مثل أبناء البلاطات، وفيما يقول مقربون منه انه يخشى أن يرتكب هفوة سياسية قد تسجل عليه أو موقفاً قد ينطوي على بعض الإحراجات وهي على أي حال كثيرة، فان ثمة من يؤكد تلعثمه إن واصل الحديث بلغته الام.
الشريف بالوراثة ، سليل أسرة هاشمية مليء تاريخها بالأمجاد والمآسي في آن، لقد ترك أسلافه بصماتهم على صفحات تاريخ المنطقة، والعراق خصوصاً، لكن معظمهم انتهى به الأمر إما إلى المنفى القسري أو إلى القبر إنه آخر رمز لعائلة تفتش عن عرش ضائع.
طالب اول عودته الى العراق بعيد سقوط نظام صدام في العام 2003 الدول العربية بدعم دعوته لعودة الملكية إلى العراق.
بدا الشريف يوم وقف امام حشد عشائري في العام 2003 بعد زيارته المقبرة الملكية وهو يلوح للنساء اللواتي كن يزغردن مثل ملك في مشهد سينمائي ذكر بثلاثينات القرن الماضي وهو يقول اعاهد الله ان اتوجه اليكم بالخير والى المستقبل الافضل الذي لا مجال فيه للحرب، لكن الشريف غادر العراق بعدما فشل في ان يكون واحدا من أعضاء مجلس الحكم، حتى انه اتهم ذلك المجلس بالعمل لصالح المخطط الأمريكي، رغم ان الشريف ابن الاميرة بديعة عاد في ركب احمد الجلبي وضمن قطار المؤتمر الوطني رغم انه كان يعرف نفسه براعي الحركة الملكية الدستورية.
سوق نفسه بانه الوريث الشرعي لعرش العراق، وتوهم شعبية حين كان ثمة أبناء عشائر يقصدون بيته مقره في قصر الخضيري بالكرادة فانشأ حزب الملكية الدستورية، ودخل وريث العرش والشريف بالوراثة انتخابات للفوز بمنصب نائب في البرلمان بنظام جمهوري، مثل واقف على الوام في منطقة رمادية، وثمة علامة تعجب على هذه الخطوة، واكثر من علامة تعجب واستغراب واندهاج، حين يتذكر الشارع بان الشريف لم ينجح في الحصول على أصوات تؤهله للفوز بكرسي ولا برجل كرسي في البرلمان وهو الذي كان طامحا لان يجلس على العرش، ففشل في انتخابات الجمعية الوطنية، فدخل عبر احمد الجلبي في قائمة الائتلاف العراقي الموحد عام 2005 ولم ينجح، ثم فشل ثالثة في انتخابات عام 2010 حين جرب حضه مع المجلس الأعلى الإسلامي، لينتقل ثالثة صوب مركب نوري المالكي وائتلافه دولة القانون عام 2014، بيد انه لم ينجح في جلب 1700 صوت فقط كانت تؤهله ليمسك بعباءة المالكي فيدخل البرلمان.
المفارقة ان بعض الصحف العراقية استعرضت سيرة المرشح للخارجية الشريف بن علي فلم تجد فيها غير ان تذكر الناس بان نصف المنطقة الخضراء وارض معرض بغداد الدولي وحي المنصور الراقي تعود ملكيتها لعائلته، فغمز احدهم نخشى ان يلحقها بالحجاز، وتزيد ان شارع الاميرات سمي باسم امه وخالاته إذ كن يتمشين عصرا في خمسينيات القرن الماضي.
اما عن تخصصه فتورد السير انه يحمل شهادة عليا في الاقتصاد وإدارة الاعمال والاستثمار، ولا احد يعرف صلتها بالدبلوماسية، مع ان الرجل كتب على صفحته في فيسبوك وحيث لا يزال التاج الملكي شعاراً انه تلقى اتصالا من الجعفري قال له فيه 'يبدو انك قاب قوسين أو أدنى من خلافتي في وزارة الخارجية يا ابن الملوك و من دواعي سروري أن تكون انت خليفتي'، فشكرته، يقول الشريف، وعاهدته ان أكون عند حسن ظن الشعب العراقي.
لكن المرشح لقيادة الدبلوماسية العراقية وفي تدوين اخر لم يفصل عن سابقه سوى بضع ساعات قال ' أقول رأيي لله ثم للتأريخ، لقد أخطأ الجعفري في تقدير الأوضاع السياسية في المنطقة كلها و أعطى صورة سلبية لدول الجوار العربية عن العراق' .
المدار نيوز |