بعد المطالبة بتغيير وزاري …العبادي يواجه ضغوط كبيرة
في محاولة ﻹدارة البلاد والدعوة لتغيير وزاري، يواجه العبادي انتقادا من السياسيين الذي طالبوه بتشكيل حكومة إنقاذ وطني في حال فشله بتطبيق برنامجه الإصلاحي وتعديله الوزاري.
تغيير وزاري
حيث أثارت الدعوات المفاجئة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بإجراء تغيير وزاري للوزراء الحاليين، واستبدالهم بآخرين أكاديميين وتكنوقراط، استياء بعض المسؤولين والكتل السياسية في الحكومة العراقية التي اعتبروها خطوات غير مدروسة، داعين إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني وإعلان حالة الطوارئ.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي دعا، الثلاثاء الماضي، مجلس النواب العراقي إلى منحه تفويضاً برلمانياً بهدف إعلان تعديل وزاري جوهري، يشمل عدداً من الوزراء واستبدالهم بوزراء أكاديميين.
وكانت العاصمة العراقية بغداد، قد شهدت الجمعة، خروج آلاف المتظاهرين للمطالبة بإلغاء الدستور، وحل مجلس النواب، وإعلان حالة الطوارئ، معتقدين بأنها الطريق الوحيد لتنفيذ الإصلاحات التي تنادي بها الجماهير، وتجاوب معها رئيس الوزراء العبادي.
الفشل يعني الإستقالة
وفي المقابل دعا النائب عن اتحاد القوى العراقية، قتيبة الجبوري، رئيس الوزراء العبادي إلى تقديم استقالته، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني في حال فشله بتطبيق برنامجه الإصلاحي.
وقال الجبوري في تصريح صحفي له، إن “جميع الأطراف في الحكومة العراقية أثبتت فشلها في إدارة البلاد، لكن أي فشل يهدد البلاد في المستقبل يتحمل تبعاته رئيس الوزراء حيدر العبادي باعتباره المسؤول عن إعلان التغيير الوزاري الجوهري”، داعياً العبادي لتقديم استقالته من المنصب، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني في حال فشله بتطبيق الإصلاحات المزعومة.
وأضاف أن “خطاب العبادي الأخير بشأن التعديل الوزاري لم يكن مفهوماً لدى الأطراف السياسية بسبب طلبه للدعم من قبل البرلمان”، لافتاً إلى أن “استبدال الوزراء الحاليين من صلاحية رئيس الوزراء من خلال إرسال كتاب رسمي لمجلس النواب يتضمن أسماء الوزراء الجدد ويلتزم البرلمان بالتصويت عليه”.
ضغوطات كبيرة
إلى ذلك، قال المحلل السياسي محمد البياتي، في حديث الخليج أونلاين، إن “رئيس الوزراء حيدر العبادي يواجه ضغوطاً كبيرة، وصراعاً شرساً بينه وبين خصومه من نفس التحالف الذي ينتمي إليه”؛ في إشارة إلى التحالف الوطني (الشيعي)، “في وقت فقد فيه المواطن ثقته تماماً بحكومة العبادي”.
وأضاف أن “أغلب الكتل السياسية، خاصة الشيعية منها، تعتقد أن قرارات العبادي الأخيرة جاءت تحت ضغوط أمريكية، الأمر الذي سيجعل مهمة تنفيذها صعبة للغاية في ظل هيمنة الأحزاب الشيعية على السلطة”، مشيراً إلى أن “إعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة إنقاذ هي الحل الأمثل والناجح خلال الفترة الحالية”.
المطالبة بحل البرلمان
بينما تزاد الضغوط على العبادي بين الأوساط السياسية من رافض لفكرة التغيير الوزاري، ومطالبين بحل البرلمان .
فقد طالب القيادي في الحراك الشعبي الناشط طارق هلال، من أمام ساحة التحرير وسط بغداد، حيث تظاهر المواطنون، بحل البرلمان العراقي، وإيقاف العمل بالدستور، وتشكيل حكومة تكنوقراط.
وقال هلال، إننا “كناشطين في الحراك الشعبي المدني نعلن تأييدنا ودعمنا الكامل للقرارات الجديدة التي اتخذها رئيس الوزراء حيدر العبادي، التي تقضي بتغيير الوزراء والمسؤولين الذين ثبت فشلهم، بشخصيات مهنية ذات كفاءة عالية”، متوقعاً أن “تواجه هذه القرارات رفضاً سياسياً من قبل الكتل الشيعية داخل البرلمان العراقي”.
وطالب هلال رئيس الوزراء العراقي بحل مجلس النواب، وإيقاف العمل بالدستور في حال جوبهت حزمة الإصلاحات الوزارية الجديدة بالرفض، وعدم الانصياع إليها من قبل الكتل السياسية، معتبراً إياها “الحل الأمثل لانتشال العراق من الأزمات والمخاطر المحدقة بالبلاد”، وهي المطالب ذاتها التي رفعها المتظاهرون، الجمعة، في بغداد.
رحاب نيوز |