بريطانيا تعيد آلاف الأطفال اللاجئين إلى مناطق النزاع
أحرار -
اعترفت وزارة الداخلية البريطانية بأنّها أرسلت نحو ثلاثة آلاف طفل من طالبي اللجوء إلى مناطق النزاع. وخلال السنوات التسع الماضية أعادت هؤلاء الأطفال الذين دخلوا البلاد من دون ذويهم، إلى مناطق مثل أفغانستان والعراق وإيران وليبيا وسورية، وذلك بعد أمضوا سنوات في بريطانيا وارتادوا المدارس وبنوا صداقات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ البيانات التي نشرها وزير الداخلية جيمس بروكنشاير، هذا الأسبوع، اضطرته للاعتذار بعد أن استوعبت الوزارة حجم وخطورة الترحيل.
وبلغ عدد الصغار الذين أرسلوا إلى أفغانستان نحو 2018 طفلاً، وما يقارب 60 طفلاً إلى العراق منذ عام 2014 مع سيطرة داعش على أجزاء من البلاد. وذلك لأنّ قانون الهجرة في بريطانيا، يمنح طالبي اللجوء من الأطفال الذين يدخلون البلاد وحدهم، حق الإقامة المؤقتة إلى أن يبلغوا سن الرشد، حينها يعاد الكثير منهم إلى البلد التي أتوا منها، حتى لو انخرطوا في المجتمع البريطاني وحازوا على شهادات الثانوية الوطنية وفقدوا تواصلهم مع وطنهم الأم.
ويؤثّر قرار إعادتهم إلى بلادهم أحياناً بشكل سلبي عليهم، فضلاً عن النزاع المندلع في بلادهم، فهم يعانون من بدء حياة جديدة وينظر إليهم بعين الشبهة، كونهم اكتسبوا عادات غربية.
أثارت النتائج الأخيرة تساؤلات مكتب تحقيقات الصحافة، وكذلك لويز هيغ، النائبة عن حزب العمّال البريطاني، معتبرين تلك البيانات 'صادمة وتعكس حقيقة نظام طالبي اللجوء المخجل'. وأكملت هيغ، أنّ 'المزيد من هؤلاء الأطفال سيدخلون بريطانيا على مدى السنوات الخمس المقبلة، لذلك على الحكومة أن تجيب عن أسئلة مهمّة وجديّة وأن تقدّم ضمانات قوية، على أنّ أولئك الصغار الضعفاء لن يعادوا إلى مناطق النزاع'.
وتخطّط هيغ في الوقت الحالي لمناقشة المسألة في البرلمان، بينما يجتمع تيم فارون زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي اليوم في قمّة طارئة مع بقيّة الأحزاب، للبحث في كيفية دعم بريطانيا في المستقبل للأطفال اللاجئين.
من جانبه، قال الناطق بلسان وزارة الداخلية، إنّ جميع طلبات الإقامة المؤقتة في بريطانيا، ينظر إليها بشكل فردي، ويؤخذ بعين الاعتبار العمر والمدّة الزمنية التي أمضوها في البلاد وقدرتهم على الانخراط في المجتمع والظروف القاهرة أو النفسية التي تواجههم. |