"سيوف الكراهية" تلاحق العراقيين الى أوروبا!
لم يخطر ببال "لاڤين اسكندر"، الشاب العراقي المولود في السويد من ابوين عراقيين ، ان يكون يوم الخميس هو الاخير له في عمله بمدرسة كرونان الواقعة في بلدية ترولهيتان غرب السويد، فالاجواء في المدرسة طبيعة، وطلبتها يكنّون للشاب العراقي الاحترام.لاڤين المعلم وتلميذ صومالي اخر، راحوا ضحية هجوم شنه شاب سويدي يدعى "آنتون لوندين بيترسون" على المدرسة حين دخل ملثما وجرح خلاله ايضا ثلاثة اشخاص اخرين، حيث اصر لاڤين على الدفاع عن الطلبة ومنع القاتل من مهاجمة تلاميذ المدرسة المخصصة لاستقبال المهاجرين.
صدمة الخبر
حاولت "المدى" التحدث مع والدي لاڤين، لكن وضعهم النفسي لم يكن يسمح بالتصريح بحسب ما اكدت "امل الماس" احدى قريبات القتيل، وذكرت لـ "المدى" ان "الحادثة تمثل صدمة للجميع، وكنا نتابع الاخبار مباشرة من خلال القناة الثانية السويدية لمعرفة التفاصيل"، مضيفة ان "الشرطة السويدية ابلغتنا بوفاة لاڤين نحو الساعة السادسة من مساء يوم الخميس".
وقالت الماس، وهي رئيسة جمعية المرأة العراقية في مدينة يوتبوري، ان "المجتمع السويدي عبّر عن صدمته بهذه الحادثة التي تعد جريمة عنصرية"، واضافت "سنعمل على تنظيم وقفات احتجاجية منددة بالحادث في اسرع وقت ممكن بالتعاون مع الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني العراقية في السويد لاستنكار هذا الفعل والحد من كل الجرائم العنصرية". واكدت الشرطة السويدية ان "جريمة الهجوم بالسكين على مدرسة كرونان، تصنف على انها جريمة كراهية ذات دوافع عنصرية متطرفة، وان القاتل كان يحمل افكارا يمنية متطرفة وطالب بوقف تدفق اللاجئين الى السويد". واخذت حادثة مدرسة كرونان اصداء سياسية وشعبية كبيرة حيث علق الملك السويدي كارل غوستاف السادس عشر عليها بالقول "السويد في حالة صدمة، بحزن عظيم وفزع شديد تلقينا انا وعائلتي خبر وقوع حادثة الهجوم في ترولهيتان، قلوبنا مع الضحايا واقاربهم والجرحى الذين هم في ظروف حرجة ولايزالون يتلقون الرعاية الطبية وكذلك الطلاب وموظفي المدرسة الذين هم بحاجة لكل انواع الدعم".
يوم اسود في تاريخ السويد!
رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين، وصف الجريمة التي وقعت في مدرسة كرونان بأنها "يوم اسود في تاريخ السويد".
وقال لوفين في بيان صحفي تابعته "المدى"، انه "يوم اسود بالنسبة للسويد، انا افكر بالضحايا وعائلاتهم والطلاب وموظفي المدرسة، كل المجتمع متضرر من هذه الجريمة". واضاف رئيس الوزراء الذي زار موقع الحادث بعد الهجوم "لا توجد كلمات يمكن ان تعبر عما يمر به هؤلاء الضحايا واقاربهم، ولذلك يجب ضمان حصولهم على كل الدعم الذي يحتاجونه "
اجواء حزن.. واجراءات مشددة
عقب الحادث، اتخذت مدينتا لوند ومالمو استعدادات احترزاية للتعامل مع هجمات اطلاق النار او هجمات مشابهة لما حصل في مدرسة كرونان، وذكرت وسائل اعلام محلية ان مدارس لوند اجرت تدريبات لمواجهة هذا النوع من الاعتداءات بالتعاون مع الشرطة حول كيفة التصرف في مثل هذه الاوضاع.
وشهد مكان الجريمة بعد يوم واحد فقط حضور عدد من المواطنين ووضعوا الورود على المكان واشعلوا الشموع فيه تعبيرا عن حزنهم وتضامنهم مع اهالي الضحايا.
المدى |