لجنة الأمن في البرلمان العراقي: القيود الأميركية وراء سعي العبيدي لصفقات سلاح مع روسيا
أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن وزيرها خالد العبيدي بحث مع الهيئة الفيدرالية الروسية ملفات تسليح الجيش لمختلف القيادات والصنوف والأسلحة. وقال بيان للوزارة، أمس، إن العبيدي «التقى رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية؛ لبحث آفاق التعاون العسكري بين البلدين، وناقش مع القادة الروس ملفات تسليح الجيش لمختلف القيادات والصنوف والأسلحة». وأضاف البيان أن «رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية ثمّن التضحيات العظيمة للقوات المسلحة العراقية في مواجهة قوى الإرهاب، ويؤكد دعم روسيا لقضايا الشعب العراقي العادلة».
وفي هذا السياق، أكدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي على لسان العضو فيها، محمد الكربولي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهدف الرئيسي من الزيارة التي يقوم بها حاليًا إلى موسكو وزير الدفاع، هو استكمال مباحثات سابقة بين الجانبين سواء على صعيد تجديد الدعم الروسي للعراق في حربه ضد (داعش) أو على صعيد إتمام صفقات التسلح التي فيها ما هو قديم ومنها صفقة التسلح التي حامت حولها شبهات الفساد في عهد رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، التي بلغت أقيام عقودها أكثر من أربعة مليارات دولار، أو صفقات تسلح جديدة لا سيما العتاد الذي نحتاج إليه بقوة، نظرًا للشروط الأميركية الصعبة على صعيد العتاد وحتى التجهيز بالتسليح».
وأضاف الكربولي أن «تنظيم داعش لا يزال، رغم الخسائر التي بات يمنى بها في المعارك الأخيرة في محافظة الأنبار، يملك أسلحة متطورة تعد في بعض مفاصلها أفضل مما لدى الجيش العراقي، وهو ما يجعلنا في عجلة من أمرنا على صعيد تنويع مصادر التسليح فضلاً عن الكمية والنوعية». وردًا على سؤال بشأن مصير الصفقة الماضية التي أبرمت في عهد المالكي، قال الكربولي إن «من المفروض أن يبحث الوزير كل العقود والصفقات، لا سيما تلك الصفقة والملابسات التي لا تزال تحيط بها، خصوصًا أنها عقدت في زمن الوزير السابق (سعدون الدليمي). وبالتالي، فإن الوزير الحالي، خالد العبيدي، إذا أراد الحفاظ على سمعة المؤسسة العسكرية، يفترض أن يفتح ذلك الملف بكل وضوح، علمًا بأننا في لجنة الأمن والدفاع ما زلنا نوجه الكتب إلى وزارة الدفاع من أجل إحاطتنا علمًا بالإجراءات المتخذة من قبلهم بشأن تلك الصفقة، لكننا لم نتلقَ أي إجابة، وهو ما يجعل الموضوع غائبًا وغامضًا معًا».
وحول ما إذا كان الهدف من زيارة العبيدي هو لأغراض التنويع في الأسلحة، أم أن هناك مشكلات مع الجانب الأميركي بهذا الشأن، قال الكربولي إن «هناك مشكلات مع الأميركيين سواء بالتسليح أو بالعتاد؛ حيث إن شروطهم صعبة على هذا الصعيد. وبالتالي، فإننا كثيرًا ما نواجه إما نقصًا في الدعم بالتسليح أو بشروط استخدامه وكذلك العتاد»، كاشفًا أن «ثلاثة من طائرات (إف 16) الأربعة التي وصلت إلى العراق مؤخرًا، هي لأغراض التدريب، بينما واحدة فقط هي طائرة مقاتلة؛ حيث أبلغ الأميركيون الجانب العراقي بأنه هو وحده المسؤول في حال استخدم الثلاثة الباقيات لأغراض قتالية».
الشرق الأوسط |