الحشد الشعبي لتحالفات ضد الإرهاب تتجاوز "المحلي" الى "الإقليمي"
ما يؤكد صحة المعطيات والمعلومات بتحرك الجيوش بين الدول الثلاث بعد الانتهاء من الاجتماع المرتقب في بغداد، الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، حيث اكد أن القوات لن تتوقف عند الحدود العراقية وستلاحق التنظيم الارهابي حتى في سوريا.
من المتوقع انبثاق تحالف ثلاثي (العراق، ايران، سوريا)، بعد الاجتماع المتوقع عقده خلال الاسبوع الحالي لوزراء داخلية هذه الدول لمناقشة الحرب ضد تنظيم داعش، وتنسيق الجهود الاستخباراتية وتبادل المعلومات الامنية لمتابعة خيوط عصابات داعش وتحركاتها وتنسيق العمليات الأمنية في مواجهتها، فيما اكد الخبير الامني والاستراتيجي واثق الهاشمي في حديث خاص بـ"المسلة"، توقيع اتفاقيات لمكافحة الارهاب بين بغداد ودمشق وطهران فضلا عن تبادل المدربين والمستشارين والدعم اللوجستي العسكري والتسليحي.
رئيس الوزراء حيدر العبادي اكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي احمد داوود اوغلو ضرورة تعزيز الجانب الامني مع تركيا بما يتضمن حماية الحدود مع سوريا لوقف تسلل عناصر تنظيم داعش، لافتاً إلى أن ما تفعله داعش في سوريا من تأجيج للنعرات الطائفية سينعكس "حتما" على العراق وتركيا، وهو ما يعزز قناعة الحكومة العراقية وتعليق امالها بالاجتماع الثلاثي المرتقب.
ويعاني العراق وجارته سوريا، من وجود العصابات الارهابية المتمثلة بـداعش وبعض الحركات المولودة من رحمها، على اراضيهما منذ سنوات، لكن دولا تختلف في تصنيف الارهاب، في كلا البلدين، حيث يصف البعض الجماعات الارهابية في سوريا بـ"المنتفضة"، وعدلت عن تسميتها للارهابيين في العراق من "ثوار" الى "إرهابيين".
وقال الهاشمي في حديث خاص بـ"المسلة"، ان "الاسبوع الحالي سيشهد انعقاد مؤتمر مكافحة الارهاب بين العراق وسوريا وايران"، موضحا ان "انعقاد المؤتمر بين الثلاثة جاء بعد عجز الدول الاقليمية المجاورة للعراق وسوريا عن منع عناصر داعش من التسلل وتهريب النفط والسلاح عبر اراضيها وهذا بحد ذاته تجاوزا لمقررات مجلس الامن التي نصت على تجفيف منابع الإرهاب".
ويشهد العراق تدهورا امنيا ملحوظا دفع برئيس الحكومة، وقتها، نوري المالكي، في (10 حزيران 2014)، الى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم داعش على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة العديد من المناطق، في حين تستمر العمليات العسكرية في الأنبار لمواجهة التنظيم.
ويضيف الهاشمي ان "المؤتمر من المؤمل ان يخرج بتوقيع اتفاقيات لمكافحة الارهاب بين بغداد ودمشق وطهران فضلا عن تبادل المدربين والمستشارين والدعم اللوجستي العسكري والتسليحي"، مشيرا الى ان "هذا المؤتمر خطوة اولى للتنسيق الامني والعسكري والاستخباراتي وسيكون دوريا وتتمخض عنه لجان تتولى ادارة وتنفيذ مقررات الاجتماعات".
يشار الى ان المرجعية الدينية دعت في (13 حزيران 2014)، القادرين على حمل السلاح ومقاتلة "الإرهابيين" إلى التطوع للانخراط في صفوف القوات الأمنية، عقب سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل ومساحات واسعة من صلاح الدين وديالى، فيما طالبت بتكريم الضباط الذي "ابلوا بلاءً حسنا".
المؤتمر المتوقع انعقاده الاسبوع الحالي يمثل الاستراتيجية الديناميكية ضمن جهود اقليمية مشتركة لعقد مثل هكذا اجتماع دولي ثلاثي في بغداد، لتنسيق الجهود الاستخباراتية وتبادل المعلومات الامنية، للقضاء على عصابات داعش الارهابية، ومن المتوقع وفق المعطيات الاولية ان يتوصل المجتمعون الى تفاهمات تفضي الى تحرك الجيوش بين الدول الثلاث، وهذا ما استبعده الخبير الامني والستراتيجي واثق الهاشمي، بحذر وتردد.
سبق وان كشف نائب وزير الدفاع الإيراني رضا طلايي، في (4 تشرين الاول 2014)، عن وجود تنسيق عسكري بين بلاده والعراق يسمح بموجبه تدخل طهران في حال تعرضت العتبات الدينية في العراق للخطر، فيما أكد وجود غموض يكتنف عمل وتشكيلة التحالف الدولي ضد "داعش".
وما يؤكد صحة المعطيات والمعلومات بتحرك الجيوش بين الدول الثلاث بعد الانتهاء من الاجتماع المرتقب في بغداد، الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، حيث اكد أن القوات لن تتوقف عند الحدود العراقية وستلاحق التنظيم الارهابي حتى في سوريا.
فقد قال العامري في مقابلة مع "فرانس 24" وتابعتها "المسلة"، ان "القوات ستساهم في تحرير كل أراضي المنطقة سواء في سوريا أو غيرها، من التنظيم الإرهابي".
وكان وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، قد أعلن الأسبوع الماضي موعد المؤتمر محدداً بغداد مكاناً له. وبحسب فضلي، فإن "المبادرة التي اتخذها مع نظيره السوري، اللواء محمد الشعار، عقد اجتماع ثلاثي بين الدول الثلاث في العاصمة العراقية، لكونها في جبهة المقاومة والصمود امام الكيان الصهيوني ومكافحة الإرهاب والعنف والتطرف".
في غضون ذلك برز موقف التحالف الكردستاني عن طريق النائب عنه وعضو لجنة الامن والدفاع النيابية شيخوان عبد الله، اذ يرى في الاجتماع الذي ستستضيفه بغداد أهمية كبيرة ويعزو ذلك الى ان "البلاد والمنطقة اجمع، تمر بمرحلة صعبة بسبب وجود الجماعات الارهابية فيها، كما ان الارهاب لا يُمكن دحره دون تعاون وتنسيق على كافة المستويات".
ويضيف عبد الله في حديث لوسائل اعلام محلية وتابعته "المسلة"، إن "المؤتمر الثلاثي خطوة ايجابية تعزز التعاون بين العراق وسوريا وايران، باعتبار انهما من جيران العراق، وتربطه بهما علاقات تاريخية، كما ان جميع دول المنطقة أصبحت مستهدفة من قبل الارهاب، وهذا ما يدعو الجميع للتكاتف والتعاون اكثر".
ورغم اصوات الاعتراض على عقد المؤتمر التي خرجت إلى العلن منبهة إلى ضرورة إبعاد المؤتمر عن التحالفات الإقليمية الموجودة ولعبة المحاور، الا ان خبراء ومراقبون عسكريون يتوقعون أن ينتج الاجتماع قوة جديدة وفعالة، لاسيما وأن البلدان المجتمعة تعاني من تهديد الإرهاب على حدودها، أو داخل أراضيها، ويمكن أن يثمر أيضا عن التعاون في تبادل المعلومات والخبرات الأمنية، إلى تأمين نفسها من التهديدات الإرهابية، خاصة مع إتساع رقعة عمليات التنظيمات الارهابية.
وتشير المعطيات الى أن الاجتماع الثلاثي سيحقق نجاحاً، وأنه قابل لأن يضم مجموعة دول أخرى تريد السلام في المنطقة التي بدأت فعلياً تواجه تحدياً كبيراً في المجال الأمني، لان المصالح المشتركة للدول الثلاث يتطلب التنسيق الامني لغرض درء المخاطر والعبور الى ضفة النصر ودحر الارهاب في المنطقة.
المسلّة |