دعوات الى دعم رسمي وشعبي للحشد الشعبي يرقى الى مستوى تضحياته
الحشد الشعبي لم يخسر في أي معركة خاضها ضد داعش منذ ان تم تشكيله في حزيران 2014 ولغاية الان.
احتفلت عدة محافظات عراقية منذ أيام بالذكرى السنوية الاولى لتأسيس الحشد الشعبي. فقبل عام من الآن تشكّل الحشد الشعبي العراقي لمواجهة غزو تنظيم داعش الارهابي لمناطق في شمال العراق وامتداده جنوبا وغربا نحو مناطق عراقية أخرى.
وقد شارك الحشد الشعبي منذ تأسيسه بموجب فتوى من المرجعية الدينية وحتى الآن في معارك شرسة وكبيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي. والحق به الهزائم.
خبراء أمنيون أكدوا بأن الحشد الشعبي لم يخسر في أي معركة خاضها ضد داعش منذ ان تم تشكيله في حزيران 2014 ولغاية الان.
وأكد النائب عن دولة القانون عبد الهادي السعداوي في حديث لـ"المسلة" أن "التضحيات المقدمة من قبل الاخوة في الحشد الشعبي لا تتناسب مع ما يقدم لهم من قبل الدولة".
واضاف "هنالك بعض القوانين التي ستخدم عوائل شهداء الحشد الشعبي، مثل دمج شهداء الحشد بمؤسسة الشهداء".
وفي آذار الماضي استعاد الجيش وفصائل الحشد الشعبي، بلدة تكريت مسقط رأس الدكتاتور صدام حسين في وادي نهر دجلة على بعد نحو 180 كيلومترا شمالي بغداد، بعد سقوطها بيد داعش منذ ومدن اخرى ايضا.
وتزامنا مع ذكرى التأسيس، أعلنت هيئة الحشد الشعبي جاهزيتها لتدريب مزيد من المتطوعين سيما بعد افتتاح معسكرات جديدة.
ودعا الناشط المدني قتيبة الموسوي في حديث لـ"المسلة"، الجهات الرسمية والحكومية في الدولة الى تقديم المزيد من الدعم للحشد الشعبي".
وأضاف "عليها توفير الدعم اللوجستي بشكل اكبر للمقاتلين، يجب ان يكون الدور الحكومي حاضرا اكثر في دعم الحشد".
وكانت الحكومة المحلية في كربلاء قد كشفت، في حزيران الجاري عن تخصيص 200 دار واطئة الكلفة لعوائل شهداء الحشد الشعبي.
وتحدث الاعلامي والكاتب مصطفى الفارس لـ"المسلة" بأن "الشهادات التقديرية والمهرجانات لا تكفي لشهداء الحشد الشعبي".
واحتفلت فصائل الحشد الشعبي في ذكر التأسيس مؤكدة على ان الحشد الشعبي كان وما زال الداعم الاساسي للحكومة والجيش العراقي وانه وقف بوجه أعداء العراق الذين أرادوا له الضعف والكسران.
وكان الحشد الشعبي قد تعرض الى حملة إعلامية اتهمته بالطائفية من قبل جهات سياسية محلية وأخرى إقليمية.
واضاف الفارس "نحتاج الى تقديم حقوق تليق بهم، تليق بهؤلاء الشهداء".
وقررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، منح شهادات فخرية لشهداء الحشد الشعبي من الطلبة الجامعيين.
وبيّن الكاتب والمحلل الامني مؤيد بلاسم في حديث لـ"المسلة"، ان " أغلب الاهتمام الشعبي على الدور الحكومي في قضية دعم الحشد الشعبي".
وفي الوقت الذي تمتلئ به مدن الوسط والجنوب بمداخلها ومخارجها بلافتات ويافطات كبيرة لشهداء الحشد الشعبي لايزال، الناس يعطون اهمية كبيرة للمقاتلين.
ويضيف بلاسم "سلاحهم يتراوح بين الشخصي و ما توفره العتبات المقدسات وما تتبرع به العشائر، رواتبهم قليلة جداً قياسا برواتب الموظفين الحكوميين".
في نفس هذه الحكومة تشن أطراف سياسية و وسائل اعلام عراقية هجمات "تسقيط" ضد الحشد الشعبي.
وأغلب من تطوع في الحشد الشعبي، كان محدود الدخل، يكشف احمد علي وهو مقاتل في صفوف الحشد الشعبي، و كيف انه باع هاتفه الخاص كي يلتحق بالحشد في الانبار.
في حين أن علي الموسوي وهو طالب كان قد ترك دراسته والتحق بالحشد الشعبي، بعدها بيومين استشهد.
وعلى نفس المنوال، يتحدث محمد العبودي لـ"المسلة"، كيف ان اثنين من اخوته وابناء عمه واحد اخواله، جميعهم في الحشد الشعبي.
وأعلنت مديرية بلدية النجف في 30 أذار 2015، عن تخصيص قطعة أرض تبلغ مساحتها دونمين في مقبرة وادي السلام لدفن شهداء المعارك من مقاتلي الحشد الشعبي، أطلقت عليها اسم روضة "شهداء الحشد الشعبي".
يقول الناشط المدني علي الامين في حديث لـ"المسلة"، ان احد نقاط قوة الحشد الشعبي هو انهم يمتلكون عقيدة في القتال".
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" رسالة اطلعت عليها "المسلة" كيف ان عامل بناء ارسل رسالة لمديره في العمل يطلب فيها اجازة لشهر وفي حال استشهد يضع أبنه مكانه في العمل.
وأكد المتحدث الرسمي باسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي في 2 أذار2015، الاتفاق على إدراج شهداء الحشد الشعبي ضمن قانون ضحايا الارهاب.
وقال الأسدي، إن "الحشد الشعبي قدم الكثير من التضحيات من أجل العراق، وأن هذه القرار هو من أبسط الحقوق التي تقدم له، وادراج شهدائهم ضمن ضحايا العمليات الارهابية".
على صعيد متصل، يبين احمد السومري في حديث لـ"المسلة"... "اعرف جرحى في الحشد الشعبي حالما يتعافون يذهبون مرة اخرى للقتال، لم اشاهد هكذا اصرار على الشهادة".
حملات شعبية نظمها مواطنون من اجل دعم الحشد الشعبي، العشرات منهمذهب لساحات القتال للمشاركة بالدعم.
وصوت مجلس الوزراء، في ديسمبر الماضي، على الاستمرار بصرف الراتب والمخصصات التي يستحقها المنسوبون الى حملة الحشد الشعبي من الشهداء خلال العمليات المسلحة ضد القوى الارهابية والتكفيرية الى عوائلهم".
وفي سياق اخر، يكشف اقرباء لشهداء في الحشد الشعبي في حديث لـ"المسلة" بأن الروتين الحكومي والواسطة والمحسوبية لاتزال حاضرة في قضية حقوق شهداء الحشد.
ويوضح مرتضى عبدالله في حديث لـ"المسلة" ان "أبن عمه قد استشهد منذ اكثر من ستة اشهر في بيجي، و لم ير أية حقوق ترقى الى مستوى تضحيته".
وطالب ائتلاف دولة القانون في 25 أيار 2015، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع بتخصيص جزء من الدرجات الوظيفية لعوائل شهداء سبايكر والحشد الشعبي، فيما أكد تبنيه جمع تواقيع لإقرار القوانين التي تنصف هذه الشريحة.
ومنذ تشكيل الحشد الشعبي، في حزيران الماضي ولاتزال هنالك حملات اغاثة ودعم لرجال الحشد الشعبي من مدن الوسط والجنوب، حيث يتداول ناشطون تشكيل حملات شعبية لدعم الحشد، منها ما يخص الطعام واخرى ما تخص الدعم الاعلامي.
وتكاد ان تكون كل مدينة او ناحية لا تخلو من مركز للتبرعات للحشد الشعبي، تبرعات تجاوزت الاطعمة والاكل والغذاء، منها تبرعات بالدم والاموال.
وكانت المرجعية الدينية، قد دعت في حزيران 2014، المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح للتطوع في صفوف القوات الامنية للدفاع عن العراق، وفي حين اشارت الى ان العراق يواجه تحدياً كبيراً، مؤكدة على ان مسؤولية التصدي للارهابيين هي مسؤولية الجميع ولا تختص بطائفة دون اخرى او طرف دون اخر.
المسلّة |