طول مدة الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" وتراجع أسعار النفط فضلا عن الأزمات الاقتصادية القائمة جميعها كلفت العراق ملايين الدولارات ورفعت من مستوى كلفة الحرب ضد التنظيم المتشدد.
لا توجد إحصائية دقيقة لتكاليف الحرب التي يقودها العراق ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" إلا أن تقديرات من جهات غير رسمية تتحدث عن 300 مليار دولار أميركي قابلة للزيادة كتكلفة لهذه الحرب.
ويؤكد بليغ أبو كلل المتحدث باسم ائتلاف المواطن التابع للمجلس الأعلى الإسلامي ان "تكلفة الحرب ضد تنظيم داعش وصلت إلى 300 مليار دولار وهي تكاليف مباشرة عن التسليح وأخرى لتأثيراتها على الاقتصاد بشكل عام".
ويضيف "خسائرنا الاقتصادية بلغت بحدود 200 مليار دولار فيما خسرت البلاد على التسليح والقتال ما يقارب 100 مليار دولار منذ العاشر من حزيران 2014 وحتى اليوم".
هذا الرقم قابل للزيادة في حال استمرت هذه الحرب، أما تعويض الخسائر فلا يمكن أن يكون شأنا خاصا بالعراق من دون مساعدة دولية كما يرى خبراء الاقتصاد.
ويقول باسم جميل انطوان الخبير الاقتصادي "المطلوب اليوم في ظل الأزمة النفطية التي يعيشها العالم وانخفاض موازنة العراق أن يتم العمل على مشروع دولي عالمي على نمط مشروع مارشال لإعادة إعمار العراق وبناء ما خربه داعش وتعويض البلاد بالأضرار الكبيرة التي فاقت طاقته".
ويرى انطوان إن التقديرات التي تتحدث عن 300 مليار دولار هي غير مبالغ فيها وإن التكاليف المباشرة لا تقل عن 100 مليار دولار بكل الأحوال، أما التكاليف غير المباشرة فهي الأعلى.
واشترى العراق خلال العامين الماضيين سلاحا بأكثر من 100 مليار دولار تبدد معظمها في مواجهة التنظيم ويبدو إنها التكلفة التي يعتمدها المختصون في تقدير التكاليف المباشرة للحرب.
كما تتضمن تكاليف الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية تكاليف الأضرار التي ألحقتها الحرب بالبنية التحتية وتكاليف توقف انتاج النفط وعوائد صادراته فضلا عن تكاليف التسليح والتدريب ورواتب قوى الأمن.
مصدر في البنك المركزي العراقي رفض الكشف عن هويته قال إن رواتب ما لا يقل عن مليون شخص أضيفت إلى رواتب قوى الأمن العراقي عقب أحداث يونيو/ حزيران من العام الماضي ،هي رواتب المتطوعين في الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر.
وتراجعت صادرات العراق النفطية من حقول النفط في محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى بعد سيطرة التنظيم على هذه المحافظات وإضرارها بالحقول الواقعة فيها.
يصف الخبير الاقتصادي محمد العاني ما يعيشه العراق بأنه "حرب استنزاف بشري ومالي" مؤكداً إن استمرار المعارك مع هذا التنظيم قد يؤدي إلى تحلل الدولة العراقية.
ويضيف العاني إن "كلفة الحرب على تنظيم داعش مرتفعة جداً وإن السلاح الذي يصل إلى القوات العراقية ويقع بيد مسلحي التنظيم لا يأتي مجاناً ويستنزف الخزينة العراقية".
و يقول سعد مطلبي عضو مجلس محافظة بغداد "الاقتصاد العراقي مبني على منتج واحد وهو النفط، ومع وجود أسعار نفط متدنيّة يبقى الاقتصاد العراقي يعاني لحين ارتفاع اسعار النفط مرة أخرى".
ويضيف "المحاولات لزيادة الإنتاج الزراعي والإنتاج الصناعي ستبقى تعاني بسبب الأزمة الكهربائية و أزمة الوقود المستدامة في العراق".
ويؤكد مطلبي غياب الأرقام الدقيقة لتكاليف الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" بسبب ظروف الحرب وعدم انتهائها حتى اليوم.
ولا تقتصر تكاليف هذه الحرب على العراق، فالولايات المتحدة الأميركية ودول التحالف الذي تقوده ضد التنظيم فضلا عن دول أخرى تشارك في هذه الحرب كلها تتحمل تكاليف إضافية تتباين من دولة لأخرى وفقاً لمشاركتها.
وعلى سبيل المثال تنفق الولايات المتحدة قرابة 22 مليار دولار أميركي سنويا وفق تقديرات مركز التقييمات الإستراتيجية المتعلقة بالميزانية، وهذه الأرقام قابلة للزيادة في ظل تصاعد وتيرة الحرب.
ميد إيست اون لاين