ظاهرة تسول اﻷطفال في واسط ترتدي زيا تنكريا

 ظاهرة التسول تخرج من نمطها التقليدي المعتاد لدى الاطفال الواسطيون، فالمتسول أما يدعي أو يمثل أنه لديه عاهة أو امرأة تصطحب طفلا على قارعة الطريق؛ اليوم وما يشهده المجتمع الواسطي من ظاهرة خطيرة مستشرية بين أطفال دون سن البلوغ أقحمهم العوز والفقر للمتاجرة بالتسول عن طريق بيع (العلكة أو الجكليت) ليكتسبون عادات شاذة وتصرفات ﻻ تناسب أعمارهم.

"الغد برس"، كانت لها وقفة مع الطفل مهند الذي يقول "تركت الحياة الدراسية منذ المرحلة الابتدائية لببيع العلكة والجكليت على المارة وفي عيادات اﻷطباء والحصول على مصروف يومي لاخوتي البالغ عددهم خمسة ووالدي متوفي أثر حادث وليس هناك من يساعدنا بتكاليف العيش وأجرة المنزل".

من جهته، يقول الباحث الاجتماعي علي الشمري لـ"الغد برس"، ان "التسول مرض ووباء وظاهرة خطيرة في المجتمع موجودة منذ أقدم العصور وتكون خطورتها أشد وطأة لدى الاطفال المتسولين"، مبينا ان "حرمانهم من حقوقهم المشروعة بالتعليم ما يولد تأثيرا نفسيا وأمكانية لاستغلال الطفل، بسبب ظروف العوز وجعله يعيش في عالم بعيد عن عالمه الطفولي البريء بمجتمع التسول والذي لا يتناسب وعقله غير القادر على التمييز بين الصح والخطأ".

وأضاف الشمري "اليوم وما يشهده التسول من الخروج عن الانماط التقليدية ليرتدي زيا تنكريا بحلة جديدة مستشرية لدى الاطفال، فبدﻻ من أن يقول (لله يا محسنين) أو يقف عند اشارة المرور يلحق المارة بعلبة (علك أو جكليت) ويأخذ بالتوسل واجبارهم على الشراء وبالتالي أنتاج جيل من الصبية والفتيات يشكون وباء أو مرض خطير في جسد المجتمع".

ويوضح الشمري "أثبتت الدراسات النفسية الحديثة أن المتسولين من الاطفال أكثر عرضة ليكونوا مدمنين وبيئة جيدة لنشوء سراق محترفين؛ أضف الى أمكانية أستغلالهم وتشغيلهم من قبل عصابات منظمة وبهذه الحالة خرجنا من التسول وتحولهم الى مجاميع ارهابية".

وكان عضو مجلس محافظة واسط تركي الغنيماوي، اوضح في تصريح سابق ان "ظاهرة التسول غير انسانية وغير حضارية وشيوعها في العراق عامة وواسط خاصة وتوسع وتفاقم الحالة لدى الصبية وبحكم أعمارهم الصغيرة وزجهم بمجتمع بعيد كل البعد عن مستوياتهم العقلية، بات من الممكن دخولهم في ترسانة الارهاب وتحولهم الى قنابل بشرية مؤقتة تسير وسط المجتمع".

وكانت احصائيات لوزارة الداخلية والصحة وبعد التحقيق الجنائي أكدت ان321 تفجيرا خلال الثلاثة أعوام السابقة تمت بواسطة أطفال متسولين.