الأنبار: تراجع موجة النازحين بعد تعديل ميزان القوى ومطالبات بتوسيع المعارك خارج الرمادي
تتقدّم القوات المشتركة في الانبار وهي تخوض معارك ضارية بغطاء جوي منذ يومين شرقي الرمادي، لتطهر منطقة بالقرب من منزل وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، وهو المحافظ السابق، حيث تم نهب منزله وتفجيره قبل ايام من قبل تنظيم "داعش" الذي توغل بنحو مفاجئ في عدد من الاحياء عقب انسحاب الجيش ونفاد عتاد مقاتلي القبائل.
ويطمح نواب عن الانبار ان تتوسع العمليات اكثر لتشمل باقي البلدات، ولا تكتفي بصد الهجوم على مركز المدينة فقط.
حيث تشير المعلومات الامنية هناك الى انه تم تأمين المبنى الحكومي بالفعل وابعاد خطر المسلحين الى اطراف منطقة "الصوفية" شرقي الرمادي. تاتي تلك التطورات في وقت يحاول بعض ممثلي المحافظة جمع اكبر عدد ممكن من المقاتلين لاغتنام وعود حصلوا عليها مؤخرا من الحكومة والسفارة الاميركية، بتجهيز حملة عسكرية كبيرة لتحرير كل الانبار، وتدافع نائبة عن الانبار عن فكرة اطلاق عفو عام يشمل آلاف المنتمين للاجهزة الامنية الذين تركوا مواقعهم سابقا وغادروا المحافظة عقب تلقي عوائلهم تهديدات بالتصفية في مناطق الفلوجة وغرب الانبار.
وكان مسؤولون في الانبار قالوا انهم يشعرون بالمفاجأة بوصول امدادات عسكرية وصفوها بـ"الكبيرة"، الى الرمادي للمرة الاولى منذ اكثر من عام، لانهم ظلوا يطلبونها سابقا بلا جدوى، فيما قال ممثلو العشائر انهم وقعوا "تعهّدا خطيا" يوافق على اشراك "الحشد الشعبي" في المعارك بشرط أن تكون فصائله تحت اشراف مباشر من رئيس الحكومة حيدر العبادي، وان يختار بنفسه الفصائل التي ستشترك، بين تشكيلات كثيرة بعضها موصوف بالتطرف، واخر محسوب على اجنحة معتدلة سياسياً. وكشف مسؤولون محليون في المحافظة وزعماء قبائل عن بدء معركة "غير معلنة" منذ يومين في مناطق شرق وشمال الرمادي، وبغطاء جوي كثيف من طيران التحالف الدولي، فيما اكدوا عودة معظم الشباب المنتمين الى مقاتلي العشائر بعد ان نقلوا عوائلهم الى مناطق امنة داخل بغداد، لاستئناف المعارك هناك. كما تحدثوا عن تراجع عدد النازحين الى خارج المدينة بعد إشارات بتحسن ميزان المعركة.
فك الحصار عن المجمع الحكومي
ويقول النائب عن الأنبار غازي الكعود "تم فك الحصار على المبنى الحكومي في وسط الرمادي بعد وصول التعزيزات الى الانبار"، مضيفا ان "الضغط الذي مارسه ممثلو الانبار وسياسيوها وتظاهرهم امام السفارة الاميركية في بغداد انتج مشاركة فعالة من طيران التحالف الدولي بالمعارك في الرمادي، وارسال العبادي لقوات اتحادية".
ويشير الكعود في تصريح لـ"المدى" الى ان "المعارك الان تهتم بابعاد خطر المسلحين عن مركز المدينة، وجعلهم في ابعد نقطة عن المجمع الحكومي"، لكنه يستدرك ان "المعارك لن تتوقف عن ذلك الحد، على الرغم من ان عدد القوات التي ارسلت لا توحي بذلك، لكننا كنا قد اتفقنا مع الحكومة العراقية والاميركية بان نضع ترتيبات امنية جديدة، وتوفر لنا وزارة الدفاع الاتحادية قوات نخبة للخلاص من المسلحين في الانبار".
ويجد الكعود وهو زعيم قبلي معروف في الانبار ان "عملية تحرير الانبار ليست بالامر الهين نظرا لشراسة المقاتلين"، لكنه يقول "ستكون اسهل من تكريت لوجود عدد كبير من العشائر والمقاتلين المحليين المتعاونين مع الحكومة"، كما يحذر من "الاستعجال في اعلان عملية انطلاق تحرير المحافظة"، خوفا من تكرار ما جرى الاسبوع الماضي حين اعلن رئيس الحكومة من مطار الحبانية انطلاق "عملية تحرير الانبار"، لتسقط معظم احياء الرمادي بعد ساعات من ذلك. ويعزو الكعود الامر الى ان العملية السابقة "لم تكن منسقة وافتقدت التخطيط الجيد، وهي سبب ماحدث اليوم في خسارتنا لمناطق جديدة شرقي الرمادي".
قائمة بوعود حكومية
الى ذلك تقول النائبة عن الانبار نهلة جبار "مازلنا ننتظر وعود تحرير الانبار، فقد وعدنا رئيس الحكومة حيدر العبادي بارسال 4 افواج اسناد من الداخلية الى الرمادي، ودعم العشائر، لكن المقاتلين المحليين لم يدعموا بعد بالسلاح".
وتدافع جبار في تصريح لـ"المدى" عن فكرة طرحتها امام الحكومة "لاصدار عفو عام لمنتسبي الداخلية" الذين هربوا من الفلوجة ومناطق هيت والقائم عقب سقوط تلك البلدات بيد "داعش" وتلقوا تهديدات بالتصفية الجسدية مع عوائلهم.
وتبرر نهلة ذلك الامر بان "الانبار بحاجة الى قوات اضافية لسد النقص في عملية التحرير"، مضيفة ان "المنتسبين الفارين يقدرون بالالاف وهم مدربون بشكل جيد، واصبح الوقت مناسبا الان لعودتهم".
بالمقابل تطالب جبار وهي نائبة عن تحالف القوى بتنفيذ الحكومة لمطالب اخرى صدرت من البرلمان مؤخرا عقب هجوم "داعش" على الرمادي "بتسليح الشرطة المحلية بأسلحة متوسطة وثقيلة لمواجهة المتطرفين".
اشتباكات وقصف التحالف
ميدانيا، يقول عذال الفهداوي وهو عضو في مجلس محافظة الانبار "بعد وصول 3 افواج من الشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية الى الرمادي، استطاعت تلك القوات السيطرة على نصف مساحة منطقة الصوفية شرقي المدينة".
ويضيف الفهداوي لـ"المدى" ان "القوات المشتركة صارت قريبة من منزل وزير الكهرباء قاسم الفهداوي والمطل على شارع 4، حيث جرت السيطرة تقريبا على الشارع باكمله"، مشيرا الى ان "العمليات ايضا تجري باسناد من العشائر في منطقة الحوز، جنوبي الرمادي، والعملية تتضمن بشكل اساسي تأمين المنطقة الحكومية وسط المدينة".
ويكشف الفهداوي عن ضعف وقلة عدد عناصر المسلحين، ويقول "حاول (داعش) استخدام السيارات الملغمة للتغطية على قلة عدده، واستطاعت القوات الامنية تفجير عجلتين مفخختين قبل وصولهما"، فيما اكد ان "طيران التحالف يقصف بشدة مواقع تحصن المسلحين داخل المباني والمنازل، حيث يملك اجهزة تعقب متطورة يستطيع من خلالها كشف اماكن وجود المسلحين بدقة".
المدى |