اجتماع نادر للقادة السياسيين يناقش توحيد المواقف من أزمات المنطقة
اكدت مصادر سياسية، ان اجتماع رؤساء الكتل الذي عقد في منزل رئيس البرلمان ليل السبت، خرج بإجماع على ضرورة إبعاد العراق عن التصعيد الذي تشهده المنطقة، والتركيز على وحدة البلاد ومحاربة الإرهاب بوصفها "خارطة الطريق السياسية" لانقاذ العراق.
اللقاء الذي حضره زعماء الخط الاول في البلاد، كرئيس الوزراء ونوابه ورئيس البرلمان ونوابه الى جانب نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي وعدد من قادة الحشد الشعبي كهادي العامري وقيس الخزعلي فضلا عن عدد من الوزراء وقادة الكتل، ناقش اهمية اعادة النازحين الى مناطقهم، فضلا عن تنسيق المواقف في المستجدات.
وبحسب نائب عن ائتلاف دولة القانون فان المجتمعين ناقشوا تأجيل اقرار قانون المساءلة والعدالة، الذي صوت عليه مجلس الوزراء مطلع الشهر الجاري، ريثما يتم الانتهاء من ملف داعش.
وكان بيان لرئيس مجلس النواب اكد ان "المجتمعين اتفقوا على أهمية تحصين العراق من التأثر بالأزمة الخارجية الحاصلة في المنطقة"، مشددا على "ضرورة توحيد الموقف الوطني في مواجهة الإرهاب ودعوة الأطراف المتصارعة في المنطقة الى تغليب لغة الحوار والتفاهم".
وفي السياق ذاته، يقول جاسم محمد جعفر، عضو عن ائتلاف دولة القانون، ان "اجتماع قادة الصف الأول ناقش أيضا مسألة عودة النازحين إلى منازلهم ومناطقهم المحررة عن طريق التفاهم القائم بين نواب تلك المحافظات وقوات الحشد والأجهزة الأمنية".
وبين جعفر، في تصريح لـ"المدى"، أن "الظروف السياسية مهيأة لإعادة النازحين إلى مناطقهم بعد قيام سكان هذه المناطق بالوقوف مع الأجهزة الأمنية لمحاربة تنظيمات داعش فضلا عن مناقشة ما طرحه أمير قطر تميم بن حمد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدعم العراق في حربه ضد الإرهاب".
وعقدت في منتجع شرم الشيخ المصري، يومي السبت والاحد، أعمال القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين والتي بحثت الأحداث الجارية في اليمن والاتفاق على انشاء قوة عسكرية عربية لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول أعضاء جامعة الدول العربية. ويتابع عضو ائتلاف دولة القانون بأن "من الأمور التي تمت مناقشتها تعطيل أو تأخير إقرار قانون المساءلة والعدالة وكيفية انتهاء تواجد عناصر داعش من جميع الأراضي".
الى ذلك، اكد النائب محمد الكربولي، عضو اتحاد القوى العراقية، أن "الساعات القليلة المقبلة ستشهد اجتماعا اخر لقادة الكتل السياسية للاتفاق على صيغة نهائية حول الأزمات الداخلية ومشكلة النازحين".
واضاف الكربولي، في حديث مع "المدى"، ان "الزعماء ناقشوا الصراعات القائمة في المنطقة العربية وأهم النقاط التي ركزوا عليها هي المحافظة على وحدة العراق ومحاربة تنظيمات داعش وخارطة الطريق السياسية لانقاذ العراق". من جهته، يؤكد حيدر الملا، العضو الاخر في اتحاد القوى الوطنية، ان "اجتماع زعماء الكتل السياسية ناقش موضوع تضارب الموافق والتصريحات بين نواب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية ورئيس مجلس الوزراء حول الاحداث الجارية في المنطقة واليمن".
واشار الملا، خلال تعليق ادلى به لـ"المدى"، الى ان "المجتمعين اتفقوا على الالتزام بمقررات الجامعة العربية كونه عضوا فعالا ومؤسسا وتعتبر رؤية موحدة لجميع المكونات العراقية مع البدء بصفحة جديدة لمعالجة جميع الاحداث الداخلية".
وحول إمكانية مشاركة العراق في إنشاء القوة العربية المشتركة، يوضح الملا ان "هذا الموضوع حسم في مقررات قمة شرم الشيخ الملزمة للعراق لانه عضو مؤسس للجامعة العربية وبالتالي حتى لو كانت هناك تحفظات فانها لا تؤثر على مشروعية وقانونية مقررات الجامعة".
وفي السياق ذاته، كشفت النائبة آلا طالباني، رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، عن "اتفاق قادة الكتل السياسية والاحزاب العراقية على عدم مشاركة العراق في العمليات العسكرية في اليمن، والدعوة لحل هذه الازمة عن طريق الحوار برعاية الجامعة العربية وابدوا دعمهم لجميع الاطراف التي تحارب تنظيم داعش"، حسبما افاد بيان لمكتبها الاعلامي اطلعت عليه "المدى".
كما قال النائب والوزير السابق عزالدين الدولة، وهو عضو اتحاد القوى، في تصريح لـ"المدى"، أن "ما نريده هو تفعيل لغة الحوار والتفاهم في موازاة الالتزام بمقررات الجامعة العربية"، لافتا إلى أن جميع الشخصيات وزعماء وقادة الكتل السياسية، التي حضرت الاجتماع في منزل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، اتفقوا على هذا التوجه ودعمه".
المدى |