أحدثت انتصارات الجيش العراقي، اضطراباً وهلعاً، في أوساط القوى الإقليمية التي لا تريد للعراق ان ينتصر، ليتزامن ذلك مع حملة داخلية، يقودها تحالف القوى، تقف بالضد من جهود المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وفي الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، الخميس، ان "ايران تحتل العراق" في خلال اجتماع وزير الخارجية الامريكية جون كيري مع وزراء الدول الخليجية، طالب تحالف القوى العراقية، من رئاسة النواب باتخاذ الاجراء اللازم اتجاه عدم حضور الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري، الجلسات النيابية، بحسب تقارير نشرتها اكثر من وسيلة إعلامية عراقية.
وبحسب المصدر الذي لم تتأكد "المسلة" من صحته، فان "تحالف القوى يمارس ضغوط كبيرة على الجبوري من اجل اتخاذ الاجراء المناسب بحق النائب هادي العامري لغيابه عن مجلس النواب"، مضيفاً ان "الحشد الشعبي جزء من الحرس الوطني ولا يحق للعامري الاشتراك به لذلك يجب اتخاذ الاجراء اللازم بحقه" على حد زعمهم.
واعتبر الكاتب وليد الطائي في حديث ﻟـ "المسلة" ان "مطالبة كتلة متحدون وتوابعها بعودة هادي العامري الى جلسات البرلمان، مشاركة فعلية في الحرب، لكن لجهة دعم داعش وليس الجيش العراقي، والفصائل المقاتلة".
ويبدو تأريخ الشعوب، خاليا من سياسيين وممثلين للشعب، لا يشاركون جيش بلادهم، تحرير مدنهم المحتلة.
وأردف المصدر ان "عدداً من نواب تحالف القوى قدموا طلباً الى الجبوري لمطالبة العامري بسحبه من المعارك، وأداء واجبه كعضو مجلس النواب لان تواجده في المعارك يثير النعرة الطائفية بين ابناء الشعب الواحد".
وما يعزز التصريح الصادر عن تحالف القوى، ان كتلة بدر النيابية، اعلنت ان "زعيمها النائب هادي العامري مكلف بواجب رسمي من قبل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لإدارة المعارك في صلاح الدين"، مبينةً ان "الطلب الشخصي الذي تقدم به بعض النواب لتغييب العامري هدفه كسر نشوة الانتصار".
وقال النائب عن بدر، محمد كون، في تصريحات تابعتها "المسلة" في اكثر من وسيلة إعلامية، ان "بعض النواب تقدموا بطلب شخصي الى رئاسة البرلمان لتغييب رئيس كتلة بدر النائب هادي العامري لعدم حضوره الجلسات الأخيرة". وأضاف ان "العامري مكلف بواجب وطني مقدس".
ويأخذ العراقيون على نواب وسياسيين يحتل تنظيم داعش الإرهابي مدنهم، انهم لم يحرّكوا ساكنا، او يتضامنوا مع قوات الجيش والحشد الشعبي وكان المعركة ليست معركتهم.
وبحسب سياسي عراقي، رفض الكشف عن اسمه، في حديث ﻟ "المسلة" فان "البعض من هؤلاء يتمنى عدم انتصار للجيش العراقي لان تحرير المدن من تنظيم داعش، لا يخدم مصالحهم، وسيكشف تخاذلهم امام جمهورهم الذي انتخبهم".
وقال محلل سياسي ﻟ "المسلة" انه "لولا الجيش والحشد الشعبي لما تمكن هؤلاء حتى من ظهور جلسات البرلمان".
واجتمعت دول خليجية مع وزير الخارجية الامريكية في السعودية، لتدارس الوضع الجديد الذي خلقه الانتصار العراقي.
الى ذلك أكد مجلس محافظة صلاح الدين إن "التحالف الدولي بقيادة امريكا رفضت قيام قوات الحشد الشعبي بعملية تحرير تكريت".
وتمارس دول خليجية وأبرزها السعودية، الضغوط على الولايات المتحدة، للحد من التعاون العراقي الإيراني في جهود الحرب على داعش.
وكشف عضو مجلس صلاح الدين، عن ان "الجانب الاميركي ابلغنا بأنه إذا كنا نرغب بغطاء جوي من قبلهم فإن علينا إخراج قوات الحشد الشعبي".
وفي سياق ردود الأفعال، قال الكاتب جمال المظفر ان "امريكا تريد أن تؤلب السنة وتركز على قيادة قاسم سليماني للعمليات العسكرية في تكريت وتتجاهل الجيش العراقي والشرطة العراقية وقوات الحشد الشعبي وابناء العشائر". وتابع ان "امريكا تريد ان ترسل رسالة للطرف الاخر والعالم ان هذه الحرب طائفية تقودها إيران ضد السنة".