واشنطن تعاقب "مسرّب" موعد الهجوم على الموصل بعد انتهاء التحقيق
تستعد القيادة المركزية الامريكية لاتخاذ "الاجراء المناسب" حال اكتمال التحقيق، بشأن ترسيب معلومات حول موعد الهجوم العسكري على مدينة الموصل.
و قال وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر إن مسؤولا عسكريا امريكيا تحدث الى وسائل اعلام عن هجوم مرتقب في العراق لاستعادة مدينة الموصل، قدّم معلومات غير صحيحة وما كان ينبغي له مطلقا ان يناقش بأي حال خطط الحرب علنا.
وأعطت القيادة المركزية الامريكية، الأسبوع الماضي عبر مؤتمر صحفي معلومات مختصرة مهمة عن الهجوم المقرر في أواخر الربيع على الموصل لاخراج داعش من المدينة العراقية, مما جعل القيادة المركزية الأمريكية وإدارة أوباما تتعرضان للنقد لبوحهما إلى العدو بأهداف العمليات.
وانتقاد كارتر للافادة الصحفية التي قدمها مسؤول من القيادة المركزية للجيش الامريكي في شباط رافقها تأكيد من رئيس هيئة الاركان المشتركة بأن الامر موضع تحقيق داخلي.
وأبلغ كارتر -الذي تولى منصب وزير الدفاع الشهر الماضي- جلسة استماع بلجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي، الثلاثاء "من الواضح ان تلك ليست معلومات صحيحة ولم تكن صحيحة وهي ليست المعلومات التي ينبغي البوح بها للصحفيين. وعليه فانه تصرف خاطيء على الصعيدين كليهما".
وأرسل العضوان الجمهورين البارزان بمجلس الشيوخ جون مكين ولينزي جراهام رسالة الى البيت الابيض في 20 فبراير شباط للاحتجاج على تلك الافادة الصحفية التي تكهنت بأن هجوما لاستعادة الموصل سيبدأ على الارجح في نيسان أو ايار وسيشارك فيه 20 ألفا الي 25 ألفا من القوات العراقية والكردية.
ومنذ ذلك الحين اشار مسؤولون امريكيون -تحدثوا الى رويترز شريطة عدم نشر اسمائهم- الى ان التوقيت قد يتأجل الى الخريف.
وبقول جوشوا روفنر هو أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الميثودية الجنوبية، انه مهما كانت المبررات وراء التصريحات الأمريكية، فإن الخطة الشاملة لاستعادة الموصل تنطوي على مخاطر تكتيكية واستراتيجية خطيرة. هذه المخاطر موجودة للقيادة المركزية الأمريكية سواء اطلقت دعاية للحملة أم لا. القتال في المناطق الحضرية مكلف، حتى إذا ربحت الحرب. والولايات المتحدة تعرف هذا من تاريخها في مدن مثل (هوي) خلال حرب فيتنام. العراقيون يعرفون ذلك أيضا من تاريخهم، مثل معارك خرمشهر والبصرة خلال الحرب مع إيران. أما التجربة الأكثر حداثة من الفلوجة ما زالت تعيش في ذاكرة كثير من الجنود لكل من العراق والولايات المتحدة.
واستولى متشددو تنظيم داعش على الموصل التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة في حزيران من العام الماضي وهي اكبر مدينة في "دولة الخلافة" المزعومة، التي اعلنتها الجماعة المتطرفة في مناطق تمتد من شمال العراق الي شرق سوريا.
ووصف كارتر الافادة الصحفية بشأن هجوم الموصل بانها كانت "من قبيل التكهنات". وامتنع عن تقديم اطار زمني قائلا ان القوات العراقية ستهاجم الموصل عندما تكون جاهزة.
وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة ان القيادة المركزية "ستتخذ الاجراء المناسب" حال اكتمال التحقيق.
الى ذلك وافق رئيس المخابرات المركزية الأمريكية السابق ديفيد بتريوس على الاقرار بالذنب في اساءة التعامل مع معلومات سرية والاعتراف بإعطاء ثمانية "كتب سوداء" مليئة بمثل هذه المعلومات إلى عشيقة من الجيش تكتب مذكراته.
وطبقا لوثائق في محكمة اتحادية في تشارلوت في كارولاينا الشمالية، فإن بتريوس (62 عاما) سيقر بالذنب في تهمة ازالة والاحتفاظ بمواد مصنفة على انها سرية بصورة غير مشروعة.
ويمثّل اتفاق الاقرار بالذنب الذي أعلنته وزارة العدل احدث فصل في الانهيار المدوي لسمعة بتريوس الحائز على دكتوراه من جامعة برنستون- والذي كان ينظر اليه على نطاق واسع على انه أحد أهم القادة العسكريين الأمريكيين في السنوات الاخيرة.
وتولى بتريوس قيادة القوات الأمريكية في الحربين في العراق وأفغانستان ثم أصبح رئيسا للمخابرات المركزية الأمريكية، ونال إشادة من كبار المشرعين الأمريكيين.
لكن مسيرته انهارت بسبب علاقة غير مشروعة أقامها مع باولا برودويل ضابطة الاحتياط بالجيش وكاتبة سيرته.
ويواجه بتريوس عقوبة السجن لمدة عام كحد أقصى. ولكن ممثلي الادعاء ومحاميه يوصون بموجب الاتفاق بدفع غرامة 40 ألف دولار ووضعه تحت المراقبة لمدة عامين.
المسلّة |