نواب المناطق الساخنة: أعمال الثأر تهدّد المصالحة والتعايش بعد طي صفحة داعش
حذّر نواب عن محافظات ساخنة من خطورة أعمال الثأر التي تشهدها مناطقهم المحررة من سيطرة داعش، معربين عن خشيتهم على "السلم الأهلي" بعد طي تطهير المدن وانتهاء العمليات العسكرية.
ويؤكد نائب شيعي ان أعمال الثأر عادة ما تقع في مناطق تعاون سكانها مع داعش او سهّلوا له السيطرة على تلك المناطق، متهما الأخير بتخريب دور العبادة ومنازل المواطنين في محاولة للثأر وخلط الأوراق. لكن النائب دعا القوات الأمنية إلى التفريق بين الأهالي الأبرياء والمتورطين مع داعش.
بدوره يرى نائب عن صلاح الدين أن "دوافع انتقامية وثأرية من السكان" تقف وراء الأعمال التي شهدتها المناطق المحرّرة.
وتطالب نائبة كردية عن كركوك بضرورة كشف الأسماء المتورطة بهذه الاعمال، وحذرت من محاولة عرقلة جهود التحقيق.
يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد رئيس الوزراء على ان "من ينفذ عمليات القتل والاعتداء على الحرمات ويحرق منازل المواطنين في المناطق التي تحرر من داعش ليسوا أقل خطراً من الإرهاب"، مبيناً أنهم" بذلك يدفعون جزءاً من السكان إلى الارتماء بأحضان المسلحين".وكان المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني طالب، الجمعة، الحكومة بالتحقيق في معلومات عن قتل مدنيين في المناطق المحررة.وطالب احمد الصافي، ممثل المرجعية الدينية في كربلاء، في خطبة الجمعة، الحكومة "بالتحقيق في الادعاءات عن اعتداء بعض من المقاتلين على المدنيين الأبرياء في بعض المناطق ومحاسبة من اعتدى منهم"، وشدد على عدم "المسامحة في هذا الأمر".
ويقول النائب الشيعي فرات التميمي بانه "يخشى حدوث أعمال ثأرية في المناطق المختلطة التي تحرر من تنظيم داعش".
ويبين التميمي، في تصريح لـ"المدى"، ان "اعمال الثأر غالبا ما تحدث في مناطق يوفر بعض سكانها الدعم والتغطية للمسلحين وساهموا بشكل مباشر في انهيارها"، لكنه بالمقابل يدعو القوات الامنية والحكومة الى ان "تفرق بين السكان الذين اجبروا على البقاء في مناطقهم والمتعاونين بشكل مباشر مع داعش".
وبشأن التخريب الذي طال مساجد ومنازل في مناطق عدة من ديالى، يقول التميمي، وهو عضو كتلة المواطن عن ديالى، "هذه الاعمال من صنيعة المسلحين انفسهم او الجماعات التي تؤيدهم فهم يريدون خلط الاوراق ودفع السكان الى الثأر". ويدعو النائب عن ديالى سكان تلك المناطق الى "اليقظة والحذر من تلك الاعمال التي تستهدف وحدتهم وامنهم"، كما يحث اللجان والجهات المختصة بالمصالحة الوطنية الى "توعية الجمهور وكشف الجهات التي تقف وراء عمليات الثأر والتخريب".
اما ضياء الدوري، وهو نائب عن محافظة صلاح الدين، فانه يرى ان "عمليات الحرق وهدم الدور والمنازل في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية ضد داعش، بانها تأتي من دوافع انتقامية وثأرية من السكان".
واضاف الدوري، في حديث ادلى به لـ"المدى"، بان "المتسببين بعمليات التخريب يسعون لاثارة الفتنة، وربما لتغيير ديمغرافي لدفع السكان لمغادرة مناطقهم الأصلية".
ويتابع عضو تحالف القوى العراقية بالقول ان "السكان يرحبون بالقوات المحررة، سواء كانت نظامية أم متطوعين، لكن ماذا يحدث بعد ساعات من السيطرة على المنطقة وهروب المسلحين منها؟"، مبينا أن "العمليات الثأرية توسع الفجوة بين السكان والحكومة وتخرب جهود المصالحة".
ويطالب الدوري بـ"ضرورة طرد كل المسيئين عن تلك البلدات سواء كان من سكانها او من المحررين لها، فهؤلاء يعقدون إمكانية التصالح، بعد ان يبدأوا بالاعتداء على كبار السن واحراق منازل الابرياء بشكل متعمد".
وحث النائب عن صلاح الدين القوات الأمنية على "ضبط تصرفات عناصرها ومنع وقوع اعمال انتقامية ضد السكان او الاعتداء على ممتلكاتهم".
وفي السياق ذاته، حذرت اميرة كريم، النائبة الكردية عن كركوك، من "تباطؤ اللجان الامنية المكلفة بالتقصي عن حقيقة وجود عمليات تخريب حدثت في المناطق المحررة في اظهار النتائج بسرعة".
وتقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني لـ"المدى" ان "تلك التصرفات تسيء بشكل كبير الى ما تحققه القوات الامنية والمتطوعين من عمليات تحرير المدن التي يحتلها تنظيم داعش".
وتؤكد النائبة عن كركوك بالقول ان "التأخر في كشف ملابسات تلك الحوادث وعن اسماء المتسببين سيجر الى مشاكل كبيرة لن نستطيع علاجها في المستقبل، وستخرب السلم الأهلي بعد طي صفحة داعش".
المدى |