نيويورك تايمز: السلطات العراقية تتكتّم على إطلاق مستمر يستهدف طائراتها المدنية
قال مسؤولون إن الطائرة الإماراتية التي تعرّضت الى إطلاق نار من أسلحة خفيفة لدى هبوطها في مطار بغداد الدولي كانت تحمل 154 مسافرا. وأضاف المسؤولون ان المسافرة الوحيدة التي أصيبت هي طفلة بعمر 6 سنوات، مؤكدين أن إصابتها خفيفة.
وهبطت الطائرة بسلام رغم تعرّضها الى إطلاقات نارية، وبعد هبوطها في الساعة الواحدة والدقيقة الخمسين بعد ظهر الإثنين تم اكتشاف الضرر على هيكل الطائرة.
هذا الحادث دفع شركة الخطوط الجوية الإماراتية وستاً غيرها الى إلغاء رحلاتها من وإلى بغداد. المسؤولون لم يذكروا مصدر إطلاق النار كما لم يعلن أحد مسؤوليته عن الحادث.
وازدادت المخاوف على سلامة النقل الجوي عندما استولت مجموعة داعش على مناطق في العراق قبل أكثر من ستة أشهر، خصوصا وأن المتطرفين يمتلكون أسلحة متطورة لمقاومة الطائرات، كما ان موقع مطار بغداد يشكّل قلقا لأنه يقع بين العاصمة وبين الضواحي الغربية بما فيها المزارع التي يتسلل اليها المسلحون رغم جهود القوات العراقية في تأمين بغداد.
وبعيدا الى الغرب من العاصمة ما زال مقاتلو داعش يسيطرون على عدة مناطق في محافظة الأنبار بما فيها مدينة الفلوجة. وفي الصيف الماضي عندما تقدّم مسلحو داعش لمسافة 15 ميلا عن المطار أرسل البنتاغون مروحيات أباتشي هجومية وطائرات مسيّرة مع 200 جندي للدفاع عن مجمّع المطار.
ورغم حماية المطار من أي محاولة الاستيلاء عليه، مازال الطيارون يشكون استهداف الطائرات بنيران أسلحة خفيفة من المناطق المحيطة بالمطار والتي أثبتت صعوبة تأمينها بما فيها منطقة أبوغريب.
وفي شهر آب الماضي ذكر أحد الطيارين في الخطوط الجوية العراقية ان طائرته أصيبت بنيران خفيفة لدى اقترابها من مطار بغداد لكنها هبطت بسلام. كما شكا الطيارون حينها من ان مسؤولي المطار كانوا يحاولون تقليل الحديث عن إطلاق النار لتجنب ابتعاد الخطوط الجوية العالمية عن العراق.
ونفى مدير الخطوط الجوية العراقية تقرير إطلاق النار وألقى باللوم على داعش في ترويج الشائعات. وقال طيار يهبط بانتظام في مطار بغداد – رفض ذكر اسمه لعدم تخويله بالحديث عن إطلاق النار- أنه بسبب الرياح يوم الإثنين فقد استخدمت رحلة فلاي دبي ممرا فوق أبو غريب.
وكانت الطفلة المصابة بخدوش طفيفة في إحدى ذراعيها– فاطمة طبرة – تجلس في مقدمة الطائرة، حيث نتجت هذه الخدوش عن قطع البلاستك التي انتشرت عندما اخترق الرصاص جسم الطائرة حسب والدها أحمد طبرة الذي لم يكن على متن الطائرة. وتقول عائلته ان الطائرة تعرضت للنيران قبل هبوطها بعشر دقائق.
ويقول السيد طبرة ان الرصاصة سقطت عند قدم ابنته عندما اخترقت جسم الطائرة تاركة ثقبا فيه.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، الثلاثاء، إن "سلطات المطار العراقية أبلغت سفارتنا في بغداد ان أربع إطلاقات ضربت طائرة فلاي دبي ونحن نتشاور مع مسؤولي الأمن العراقيين للحصول على المزيد من التفاصيل عن الحادث".
ويبدو ان عدة خطوط جوية أخذت التهديد على محمل الجد وقالت شركتان من الإمارات العربية المتحدة – خطوط الاتحاد والإمارات – بأنهما علّقتا رحلاتهما الى بغداد؛ ففي تصريح لها قالت شركة الاتحاد انها تمتثل لحظر هيئة الطيران المدني الإماراتية على الرحلات الجوية من والى بغداد لأسباب أمنية.
وجاء في التصريح ان "سلامة ضيوفنا وموظفينا لها الأولوية دائما، وسنستمر بالعمل عن كثب مع السلطات ومراقبة الوضع الأمني قبل إعادة إطلاق الرحلات المقررة الى بغداد". وقال مسؤولون في مطار بغداد ان رحلات الخطوط الجوية التركية والأردنية قد توقفت أيضا.
وفي حديثه من المطار سعى باقر جبر الزبيدي، وزير النقل العراقي الى تطمين الخطوط الجوية العالمية من خلال وصف عملية إطلاق النار بأنها "عرضية". وقال ان السلطات حددت المنطقة التي جاءت منها الإطلاقات لكنه لم يعط المزيد من التفاصيل. وأضاف قائلا "كل ما حصل هو مجرد خدش بسيط للطفلة".
كما قال الزبيدي ان الطائرات العراقية مستعدة لنقل المسافرين اذا ما استمرت الطائرات العالمية بتعليق رحلاتها، وطلب من الصحفيين الانضمام اليه في رحلة لمدة عشر دقائق حول مدينة بغداد "لإرسال رسالة الى الجميع بأن المطار آمن".
ترجمة المدى |