العامري يُعلن ديالى خالية من داعش ويوصي "الحشد" بحماية ممتلكات الأهالي
أعلن أمين عام منظمة بدر، هادي العامري، تحرير مناطق ديالى من تنظيم داعش، داعياً القوات الأمنية والحشد الشعبي إلى عدم التعدي على ممتلكات مواطني المحافظة.
وقال العامري، في مؤتمر صحافي عقده في محافظة ديالى مساء الأحد، "نعلن اليوم تحرير ديالى من عصابات داعش، وأن لقاءنا المقبل سيكون في صلاح الدين بعد تحرير تكريت والدور والعلم"، مؤكدا ان "القوات الأمنية ستحرر صلاح الدين وكركوك في عملية واحدة"، لافتا إلى أن "تنفيذ هذه العملية قريب".
وتابع أمين عام منظمة بدر بالقول "ما دام لدينا أبطال من أبناء الحشد الشعبي وضباط شجعان في الفرقة الخامسة وعمليات دجلة سننفذ هذه العملية بسرعة".ودعا "رجال الأجهزة الأمنية إلى الإسراع في تطهير مناطق ديالى من العبوات الكثيرة المنتشرة والمنازل المفخخة والبساتين من اجل الإسراع بعودة الناس إليها"، مشدداً على ضرورة "مراعاة حقوق وأموال الناس وعدم المساس بها".
ولفت العامري بالقول "وصلتني رسالة من الإمام السيستاني يشكر لكم فيها هذه الجهود ويهنئكم بالنصر الكبير الذي تحقق ويطلب من الجميع الحرص الشديد على اموال الناس لأنها قضية شرعية وأخلاقية".
وأضاف "سنلتقي بكم في موعد آخر وفي معركة اخرى وارض اخرى في مناطق صلاح الدين، كما أطلب من الإعلاميين ووسائل الإعلام التي تدافع عن داعش وبعض السياسيين الذين تزعجهم هزيمة داعش أن عليهم احترام عوائل الشهداء، ففي هذه العملية سقط 58 شهيداً".
وكان مصدر من الحشد الشعبي بمحافظة ديالى قد قال في حديث إلى (المدى برس)، إن "عناصر الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي تمكنا من تطهير مناطق شمال المقدادية وباقي نواحي محافظة ديالى بالكامل ولم يتبق إلا بعض الجيوب التي يتواجد بها مسلحو التنظيم".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "قائد عمليات دجلة عبد الامير الزيدي، وقائد شرطتها جميل الشمري، وقائد الحشد الشعبي والمعارك فيها هادي العامري، سيعلنون تحرير المحافظة بالكامل خلال الساعات المقبلة".
وأعلنت قيادة شرطة ديالى، السبت، تحرير كافة مناطق حوض شيروين ومنطقة منصورية الجبل من "تنظيم داعش" الواقعة في المقدادية، وفيما أكدت مقتل 30 إرهابيا خلال معارك التطهير، دعت العوائل النازحة بالعودة إلى منازلها فور انتهاء عملية تفتيش وفحص الدور من العبوات الناسفة.
في هذه الاثناء، قال أسامة النجيفي، نائب رئيس الجمهورية، أمس الإثنين، إنه تلقى شكاوى من شيوخ عشائر منطقة شيروين بمحافظة ديالى تنص على أن القوات الأمنية والحشد الشعبي تجاوزا على دور ومساجد في المنطقة، مطالبا بفتح تحقيق وعرض نتائجه بسرعة.
وقال المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية، في بيان تلقت (المدى برس) نسخة منه، إن النجيفي "تلقى اتصالات متعددة من شيوخ ووجهاء العشائر العربية المتطوعة للقتال ضد تنظيم داعش الإرهابي في محافظة ديالى يشكون فيها التجاوزات التي حصلت، الأحد، في منطقة شيروين على المساجد ودور المواطنين وممتلكاتهم".
وأضاف مكتب النجيفي ان "أهل تلك المنطقة اشتركوا في القتال ضد داعش لكن الأجهزة الأمنية والقوات المساندة لها لم تمتنع من الاعتداء عليهم واستهدافهم بشكل غير قانوني ولا يتفق مع مبادئ المواطنة وإخوة السلاح".
وتابع مكتب نائب رئيس الجمهورية بالقول "وبناءً على المعلومات التي وصلت إليه فقد قام نائب رئيس الجمهورية بالاتصال برئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وإبلاغه بالخروق التي تحدث مع الطلب بفتح تحقيق عاجل وإيقاف استهداف منطقة شيروين، ومحاسبة المقصرين".
وأكد البيان أن "النجيفي قام بالاتصال أيضاً بوزير الدفاع خالد العبيدي وإبلاغه بما يحدث من تجاوزات ضد المواطنين وطلب منه إيقاف هذه التجاوزات ومحاسبة كل من اعتدى على المواطنين خارج القانون وبخاصة إن من تم الاعتداء عليهم هم من المتطوعين للقتال ضد داعش".
وأشار البيان إلى أن "نائب رئيس الجمهورية قام بالاتصال برئيس مجلس النواب سليم الجبوري وإبلاغه بما يحدث في محافظة ديالى"، لافتاً إلى أن "الجبوري أكد علمه أيضاً بهذه المعلومات فتم الاتفاق على معالجة الأزمة بأسرع وقت ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات".
ودعا النجيفي خلال البيان الى "فتح تحقيق عاجل وإعلان نتائجه ووضع آليات وضوابط تمنع تكرار هذه الأعمال التي تسيء للوحدة الوطنية وتقوض الأمن وثقة المواطن بمستقبله"، مشدداً على أن "الجميع متفقون على أن داعش عدو ينبغي استهدافه والقضاء عليه، على ألاّ يكون القتال ضد هذا التنظيم الإرهابي مسوغاً للبعض ممن يخرج على القانون بارتكاب جرائم".
وتضم مناطق شمالي المقدادية أكثر من 30 قرية تسكنها عشائر الجبور والعزة، وبعد سيطرة التنظيم على عدد منها شهدت نزوح العشرات من الأسر باتجاه بعقوبة.
يذكر أن ديالى، مركزها مدينة بعقوبة، تعد من المحافظات الساخنة التي تشهد أعمال عنف مستمرة، كما كانت مسرحاً لأعمال "العنف الطائفي" خلال سنوات 2006- 2008، مما أدى إلى مقتل أو تشريد الآلاف من سكانها، وتدمير الجزء الأكبر من بنيتها التحتية، كما أنها من المحافظات ذات الغالبية السنية التي شهدت حراكاً مناوئاً للحكومة على مدى أكثر من عام.
المدى برس |