القضاء العراقي يوجه تهم الخيانة العظمى لقيادات عسكرية
كشف وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي عن توجيه القضاء تهماً بالخيانة العظمى لضباط كبار لتسببهم بسقوط مدينة الموصل بيد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" موضحا انهم يواجهون الاعدام واكد قتل التنظيم لاربعة عشر فردا من عائلته مؤكد ان خسائر القوات العراقية في المعارك الحالية بلغت 27 مليار دولار..
وقال وزير الدفاع العراقي ان معظم القيادات العسكرية التي لها علاقة بسقوط الموصل قد احيلت الى المحاكم وقسم من ضباطها سيحكمون غيابيا واخرون وجهت لهم تهمة الخيانة العظمى وعقوبتها تصل الى الاعدام اوالحكم المؤبد وهذا يشمل كثير من القيادات موضحا ان جزءا منها قيد الاعتقال حاليا واخرى لم تيبقى القبض عليها بعد لهروبها خارج البلاد.
وأشار الى ان البرلمان شكل لجنة للتحقيق في قضية سقوط الموصل كونها قضية كبيرة ومعقدة وكانت السبب الرئيس في انهيار القوات المسلحة.. مؤكدا انه سيتم التحقيق في القضية على جميع المستويات المدنية والعسكرية . واوضح انه على المستوى العسكري تم التحقيق من قبل وزارة الدفاع مع الكثير من القيادات العسكرية وقسم من ضباطها احيلوا الى المحاكم وفق المادة 29 من قانون العقوبات العسكرية ووجهت لهم تهمة الخيانة العظمى وعقوبتها الاعدام او الحكم المؤبد.
خسائر القوات العراقية 27 مليار دولار
وعن التغييرات التي اجريت مؤخرا في قيادات عسكرية بوزارة الدفاع قال العبيدي ان "القرار كان مشتركا بين وزير الدفاع ورئاسة اركان الجيش والقائد العام للقوات المسلحة".. نافيا وجود أي ضغوط او تدخل من الجهات السياسية في هذا التغيير.
وأضاف ان "قرار التغيير كان سريعا وكانت لدى الكتل والقيادات السياسية فكرة في اختيار معظم الضباط البدلاء والموافقة على هذا الاختيار". واشار الى انه "سيعرض أسماء هذه القيادات أمام البرلمان للتصويت عليهم في تعيينهم وهذه مسألة دستورية محترمة ولابد من الالتزام بها" كما قال في مقابلة خاصة بثتها اليوم وكالة انباء كل العراق .. منوها الى ان خسائر الدولة العراقية منذ سقوط الموصل الى قبل نحو شهر بلغت 27 مليار دولار على مستوى التجهيز والتسليح وكل ما يتعلق بالمؤسسة العسكرية والمدنية. واوضح ان قسماً من الاسلحة بعد احتلال الموصل دمرت ولكن الاغلبية العظمى منها اصبحت بيد "داعش" وهي تعود لفرق عسكرية ومبالغها ضخمة جداً.
السقف الزمني لتحرير الموصل
وعن امكانية تحديد سقف زمني لتحرير مدينة الموصل اكتفى العبيدي بالقول "هذا امر خاضع لما يتوفر له من مستلزمات المعركة من عتاد وموارد بشرية وغيرها".
وحول مراعاة قرار تغيير القيادات العسكرية وتعيين أخرين بدلا عنهم لقضية التوازن بين مكونات الشعب أكد وزير الدفاع ذلك بالقول ان "تشكيل القطعات العسكرية الجديدة تراعي هذه المسألة وخاصة في الفرقة 19 الجديدة التابعة للجيش العراقي التي ستتولى مهام تحرير مدينة الموصل ". وأضاف ان "هذا التوازن انطبق ايضا على تغيير القادة العسكريين الاخير كما انه موجود في باقي التشكيلات على الرغم من اننا نعتمد المعايير الاساسية في التعيين وهي الكفاءة والنزاهة والشجاعة اضافة الى الولاء للعراق لان القائد العسكري يجب ان يمتاز بهذه الصفات حتى يحقق النصر".
وعن تلميحات الادارة الاميركية بحاجة العراق الى قوات برية قال العبيدي "لدينا العزم على تحرير العراق بايد عراقية ونحن في طور بناء هذه القوات وقبل ايام تم تخريج لوائين في محافظة ذي قار الجنوبية وهناك ثلاثة الوية ايضا تخرجت في مناطق اخرى ونحن بصدد بناء قوات اخرى وهي التي ستساهم في تحرير مدن العراق جميعا".
داعش قتل اقارب وزير الدفاع
وفيما يخص صحة انباء قتل تنظيم "داعش" لعدد من اقاربه في مدينة الموصل مسقط رأسه أكد وزير الدفاع ذلك قائلا "ان 14 من اولاد شقيقاتي وابناء عمومتي تم قتلهم وتصفيتهم قبل ايام و 12 عائلة اخرى من اقاربي نزحت الى اربيل ودهوك اما البقية وخاصة الشباب فقد تم اسكانهم بفنادق في بغداد".
وأكد الوزير ان "سبب عمليات القتل هذه هو لكوني وزير الدفاع وخاصة بعد زياراتي الميدانية الاخيرة لقواطع العمليات".. متهما الدولة الاسلامية بالوقوف وراء العملية حيث قام عناصرها بجمع الضحايا بالاسماء وقتلهم جميعا..لافتا الى ان "هذه الجرائم لن تثنيا عن اداء واجبنا الوطني والشرعي والاخلاقي تجاه الشعب العراقي".
ومن جهتها اشارت تقارير الى ان "داعش" قد اعتقل اقارب وزير الدفاع هؤلاء من مناطق متفرقة من مدينة الموصل قبل أن ينفذ الاعدام بهم وهم من أبناء عمومته وأولاد شقيقاته كما اتخذ من منزل العبيدي في منطقة الدندان وسط الموصل مقرا له واستولى على مقتنياته واثاثه بعد فرار العبيدي وعائلته إلى إقليم كردستان العراق الشمالي يوم سقوط الموصل وقبل أن يتسلم حقيبة الدفاع. |