العمل تكشف عن قرب إنجاز وثيقة تحمي الطفل العراقي ومكتب العبادي يؤكد ارتفاع نسبة الفقر بين النازحين
كشف وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمد شياع السوداني، اليوم السبت، عن قرب إنجاز وثيقة سياسية أشرفت عليها منظمات دولية لحماية الطفل العراقي، وعدّها "خارطة طريق" لالتزام مؤسسات الدولة بها، وأكد أن نسبة الأطفال كبيرة في عدد النازحين الذين تجاوزت أعدادهم المليونين نازح، فيما أشار مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى ارتفاع نسبة الفقر بين النازحين إلى 30%.
وقال محمد شياع السوداني في حديث إلى (المدى برس)، على هامش المؤتمر العلمي العاشر الذي أقامته هيأة رعاية الطفولة في فندق فلسطين ببغداد، إن "المؤتمر تضمن طرح بحوث ودراسات عدة اشتركت فيه مجموعة من وزارات ومؤسسات الدولة وذوي الاختصاصات"،
وأضاف السوداني أن "انعقاد المؤتمر في ظل الظروف الصعبة خطوة مهمة، لاسيما في ظل الانتهاكات التي تعرض لها الإنسان العراقي على يد تنظيم (داعش)، وكان للأطفال نصيب من ذلك"، مشيراً إلى أن "عدد النازحين تتجاوز المليوني نازح بضمنهم نسبة كبيرة من الأطفال مما أثر بشكل كبير في مستوى الخدمات التربوية والصحية والاجتماعية".
وتابع السوداني أن "هيأة رعاية الطفولة معنية بأخذ توصيات المؤتمر ومتابعتها وتنسيق السياسات والبرامج مع المؤسسات الأخرى المعنية بالتنفيذ"، مؤكداً أن "هذه الهيأة ستنجز قريباً وبالتعاون مع شركائها الدوليين وثيقة سياسية أشرف عليها عدد من الباحثين والمختصين لحماية الطفل العراقي، والتي من المؤمل إطلاقها نهاية العام الجاري".
وعدّ وزير العمل والشؤون الاجتماعية "الوثيقة خارطة طريق تضمن مجموعة من السياسات والبرامج والخطط وفيها التزامات على مؤسسات الدولة كافة وفق جداول زمنية"، معرباً عن أمله بأن "تسهم الوثيقة في تحسين واقع الطفولة في العراق".
من جهتها قالت عضوة مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان سلامة الخفاجي في حديث إلى (المدى برس)، إن "أهم انتهاك يتعرض له الأطفال في العراق هو ارتفاع معدل الفقر للطفل".
وأكدت الخفاجي "لا نستطيع لنا تخيل الجيل العراقي المقبل الذي يبنى عليه أحلام النهوض في البلد وهو يعاني فقراً كبيراً، ما يعني وجود تردي في بناء أجسادهم وتأخر نمو عقولهم".
من جانبه قال مدير مكتب رئيس الوزراء مهدي العلاق، في كلمة له بالمؤتمر، إن ""نسبة الفقر في العراق ارتفعت في الشهرين الماضيين من خلال تقييم أجريته إلى 30% بسبب عمليات النزوح"، مبيناً أن "الفجوة بين الفقراء والأغنياء اتسعت بشكل كبير، والأطفال هم الأكثر تضرراً من الفقر في العراق".
بدوره دعا المخرج في دار ثقافة الأطفال فلاح عبد الستار في حديث إلى (المدى برس)، الحكومة إلى "دعم دار ثقافة الأطفال من خلال إلزام المشرعين برصد أموال خاصة لزيادة النشاطات التي ترفع من الوعي والثقافة لدى الأطفال".
وطالب عبد الستار بـ "ضرورة أن يكون هناك تنسيق عال لإقامة إعمال مسرحية رصينة للأطفال يتم عرضها في المدارس والرياض كجزء ترفيهي وثقافي وعلمي يسهم في توعية الأطفال لعدم الانجرار وراء الإرهاب وكذلك حب الوطن والوحدة بين مكوناته"، مشيراً إلى أن "عمله المسرحي الذي كرم من أجل اليوم (الديك النشيط) للشاعر محمد الخفاجي عرض في عدد من الدول العربية والمحافظات العراقية ولاقى استحسان كثيرين".
وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، كشفت أمس الجمعة (22 اشرين الثاني2014)، عن اتفاق مع منظمة اليونيسيف بخصوص تقديم مساعدات للأطفال النازحين، وفيما بيّنت إن البرنامج تضمن إنشاء مقار صديقة للأطفال في أربع محافظات، أشارت إلى أنها ستقوم بتوثيق جرائم تنظيم "داعش" بحق الأطفال.
يشار إلى أن عدد الأطفال النازحين يصل إلى أكثر من 800 ألف طفل يعيشون مأساة إنسانية وكارثة حقيقية، حيث تشهد المناطق التي يتواجدون فيها انخفاضاً في درجات الحرارة وظروفاً معيشية صعبة تهدد حياتهم.
وكانت مفوضية حقوق الإنسان، أعلنت في،(الـ19 من تموز 2014)، عن تسجيلها نحو مليون و250 ألف نازح داخل العراق يعانون أوضاعاً متردية، مرجّحة زيادة عددهم خلال المدة المقبلة.
المدى برس |