مازالت لجنة تعويض النازحين التي يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء صالح المطلك عاجزة عن توفير أبسط مستلزمات النازحين الضرورية مع قرب حلول فصل الشتاء ومايرافقه من أمطار وثلوج في المناطق الشمالية من العراق.
وتقول مصادر نيابية مطلعة إن 'لجنة المطلك' التي فشلت حتى الآن في الوصول الى النازحين والمهجرين من مناطق القتال تحولت الى لجنة جاذبة للفاسدين الذين وجدوا طريقهم إلى استغلال أوضاع ومعاناة المهجرين العراقيين ليعتاشوا عليها.
من جهتها، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية أنّ النقص الحاد في المستلزمات الضرورية للنازحين والمهجرين في العراق تسبب حتى الآن في وفاة 1500 طفل، و138 حالة إجهاض، في مخيمات النازحين'.
وقالت المفوضية، في بيان صحافي، إنّ 'عدد النازحين في عموم العراق تجاوز المليونين، من بينهم 500 ألف طفل'. وأكدت أنّها 'تراقب بقلق أوضاعهم، وأنّ السكن والمأوى يشكل العقبة الكبيرة لهم'.
وحذّرت المفوضية من 'كارثة إنسانية كبيرة'. وطالبت لجنة تعويض النازحين بـ'تحويل الأموال بشكل مباشر إلى المحافظات التي تستضيف النازحين، والإسراع في صرف منحة المليون دينار (860 دولاراً)، وتخصيص راتب شهري لكل أسرة نازحة للتخفيف من أوضاعهم المعيشية الصعبة'. ووجهت المفوضية نداء إلى منظمة الهجرة الدولية لـ'إرسال كرفانات (مساكن معدنية جاهزة) للنازحين، وإنشاء مدارس'.
من جهته، يقول عضو مجلس مفوضية حقوق الإنسان ومسؤول ملف النازحين والمهجّرين في العراق، هيمن باجلان، إنّ 'الحكومة أثبتت فشلها في إيجاد حل لأزمة النازحين من خلال عدم توفير الأمن لهم أولاً، أو إعادتهم إلى مناطقهم، أو توفير الاحتياجات اللازمة لهم، من ناحية المسكن والمنح المالية'.
وأكد أنّ 'الفساد وجد طريقه إلى ملف النازحين المغلوب على أمرهم. والفاسدون لهم دور كبير في تعطيل صرف مستحقات النازحين'. وأشار إلى أنّه 'تم إرسال أرقام النازحين إلى الأمم المتحدة لتوفير المساعدة اللازمة لهم، خاصة مع تفاقم الأزمة بحلول فصل الشتاء وهطول الأمطار'.
بدوره، قال النائب عن تحالف القوى العراقية، عبد الرحمن اللويزي، إنّ 'الحكومة لا تتعامل بحيادية مع ملف النازحين، وهناك تمييز واضح من خلال توزيع المنح المالية وتوفير المستلزمات الضرورية للنازحين'.
وأكد اللويزي في تصريحات صحافية اطلعت عليها 'الوكالة الاخبارية' أنّ 'الحكومة وفرت الكرفانات المناسبة للنازحين في محافظة البصرة، في الوقت الذي لم يحصل فيه النازحون في إقليم كردستان إلاّ على الخيم، رغم أن برودة الجو وكثرة الأمطار في الإقليم تجعلهم بحاجة إلى الكرفانات أكثر من المحافظات الجنوبية'.
وتسبب هجوم تنظيم 'داعش' على الموصل، وما أعقبه من اجتياح للمحافظات العراقية، في موجة نزوح خطيرة. فيما ترتفع المناشدات لتدخل المنظمات الدولية لإيجاد حلول مناسبة للأزمة.
المدار الأخباري
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words