العراق يحقق ارقاما قياسية في اعداد ضحايا التفجيرات..والعالم يحقق ارقاما بالتطور
تحطم دول العالم ارقاما قياسية في المجالات التكنلوجية والعلمية والثقافية والتجارية وغيرها من نواحي الحياة المهمة التي تصب في مصلحة الجميع، الا في العراق فأن الارقام القياسية التي حطمت كانت وبحسب تقارير عالمية هي أعداد الضحايا، بسبب التفجيرات واعمال العنف التي ضربت البلاد بعد 2003، ارقام تكاد تكون خيالية الا انها للأسف واقعية، مسألة لابد لها ان تنتهي في ظل التطور التكنولوجي ومناشدات ومطالبات من مواطنين بضرورة الإسراع في انشاء خلية مهمتها معرفة الاعمال الارهابية واستخدام التكنولوجيا على نطاق واسع.
الاعداد جزء من الحقيقة
ويقول مجتبى العزاوي، موظف حكومي، لـ"الغد برس"، إن "اعداد القتلى التي ذكرت في التقارير الاعلامية ماهي الا جزء بسيط من الحقيقية ، لاسيما الجرحى ايضا والمفقودين وغيرهم من الذين كان لهم نصيب من المأساة والكارثة".
ويضيف العزاوي ان "الجهد الاستخباري المناطقي كان لابد له ان يفعل منذ العام 2004 لكي لا تحدث تلك الكارثة التي كانت متوقعة بعد الانهيار التام للمؤسسات الحكومية في ذلك الوقت، الامر الذي استغل من قبل الجماعات المسلحة لتنفيذ تلك التفجيرات التي لم تنجو منها كل مناطق العراق دون استثناء".
بينما يرى، غسان عبد الرزاق، مهندس معماري، ان "المباني التي تضررت بفعل العصف والشظايا والضربات المباشرة التي تنفذ بواسطة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة شديدة الانفجار تحتاج الى سنوات كثيرة لكي تعود كما كانت، لاسيما ونحن بحاجة الى الكثير من الوسائل التي من الاجدر ان تكون موجودة في العام 2014، الا ان التفجيرات حالت دون دخول العديد من شركات البناء والاعمار الى البلاد".
ويلفت عبد الرزاق الى ان "معدل الابنية التي شيدت بعد العام 2003 لا ترتقي الى المستوى المطلوب، لاسيما وان الاعداد المهولة التي كشفتها التقارير عن حجم التفجيرات والضحايا حال دون الاستمرار في اعادة ملامح بغداد التي كان من المنتظر ان تكون عليها بعد العام2003".
نحتاج لسياسة واضحة".
فيما يوضح الحاج مصطفى نصير، متقاعد، ان "ارقام التفجيرات التي اظهرتها صحف ووكالات انباء اجنبية ماهي الا النتيجة الحتمية للسياسة التي من الاجدر ان توضع ضمن اطار محدد ومخطط له لتفادي كل ما حدث"، متسائلا "ما ذنب الملايين التي هجرت وقتلت واصيبت، نحن اليوم بحاجة الى سلسلة من الاجراءات التي تعيد للبلاد هيبتها وكرامتها، تعيد لبغداد رونقها لا نريد المزيد من الالم والجروح بفقد الاصدقاء والاهل والاحبة".
ويبين نصير لـ"الغد برس"، ان "حالة القلق التي تسود كل العوائل العراقية على ابناءها ازدادت بعد الاعوام الاخيرة بفعل الحالة الامنية غير المستقرة التي تشهدها كل مناطق البلاد لاسيما بغداد التي تعد المركز الحيوي والشريان الرئيس، وبدلا من الاموال التي تصرف على امور لا تستحق كان الاجدر ان تستقدم الجهات المختصة اجهزة كشف متفجرات سريعة التنبيه وحيوية وفاعلة لانهاء المعاناة وبشكل جذري".
ستبقى التفجيرات اثر على الاجيال المقبلة
وتشير سحر توفيق طبيبة، الى ان "التفجيرات التي حصلت في البلاد ستبقى اثرا على الاجيال المقبلة بشيء من الخوف والمرض والقلق والهستيريا، وذلك بسبب الحالة الصحية التي امتازت بها هذه الفترة، فأغلب مستشفيات العاصمة ومناطق الاطراف لا ترتقي الى المستوى والطموح المطلوب".
وتضيف توفيق لـ"الغد برس"، ان "ما يود المواطن البسيط ان يلمسه هو الوضع الصحي، فأعداد المصابين جراء العمليات التي تحدث والسيارات المفخخة يفوق الخيال، لذا من المفترض ان تكون هناك خطة مستقبلية واضحة المعالم لانهاء هذا التفتت الذي يهشم النسيج المناطقي والصحي وكل مايتعلق بالروتين اليومي والحياتي لمواطنين ليس لهم اي ذنب سوا انهم عراقيون".
مأساة ستظل لسنوات طويلة
في سياق متصل، تقول ضي سامي، باحثة اجتماعية في جامعة بغداد، ان "الحالة الاجتماعية التي رافقت التفجيرات عادت بالسوء الواضح على اغلب الاسر العراقية والتي فقدت عزيز لها باتت اليوم تعيش مأساة حقيقة لن تنتهي الا بنهاية الحياة، لذا فأننا نرى اليوم ان اغلب الاسر الفقيرة التي فقدت معيلها تعاني الامرين سواء من الحالة المادية او انعدام التوازن الاسري الذي كانت تلك التفجيرات سببا في ذلك".
65.000 تفجير يحول العراق الى مقبرة
من جانبها، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن أن العراق شهد خلال سنوات ست امتدت بين عامي 2003 و2009 سلسلة تفجيرات بلغت 65 ألف تفجير".
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن" المتشددين نفذوا خلال السنوات الست الاولى لفترتي حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي 65 ألف تفجيرا انتحاريا بواسطة السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة أو العمليات المسلحة، ما أدى إلى مقتل 109032 عراقيا، من بينهم أكثر من 66 ألف مدني، فيما اصيب 176382 آخرون بجروح، غالبيتهم من المدنيي".
وبينت الصحيفة، ان "خارطة للعراق تظهر فيها المواقع التي تم استهدافها بالسيارات المفخخة أو العمليات، المسلحة ليظهر أن الخارطة مغطاة بشكل شبه كامل بالنقط الحمراء التي تمثل كل واحدة منها تفجيراً أو عملية مسلحة أو هجوماً إرهابياً، بما يعني في النهاية أنه لم يعد في العراق "عدا اقليم كردستان" شارع ولا حي إلا ورأى ويلات القتل خلال السنوات القليلة الماضية".
واظهرت الصحيفة ايضا، ان "فترة السنوات الست المشار إليها، مدينة بغداد المكان الأسوأ أمنياً في العراق، حيث سقط فيها 45 ألفاً و497 قتيلاً، فيما كانت مناطق شمال شرقي العراق هي الأكثر هدوءاً حيث سجلت مقتل 328 شخصاً فقط. فيما أسوأ الشهور على الإطلاق خلال الفترة المشار إليها فكان شهر مايو 2007 الذي تم فيه تفجير 2080 عبوة ناسفة في مختلف أنحاء العراق، أدت إلى مقتل المئات وإصابة الآلاف بجروح".
وتشهد مدن العراق المختلفة تفجيرات بشكل شبه يومي يذهب ضحيتها عشرات الابرياء كان آخرها تفجير ضرب منطقة الكرادة وسط بغداد بجانب مطعم كرسبي والذي ادى الى استشهاد ستة مدنيين واصابة 22 آخرين.
يشار إلى أن الآونة الأخيرة شهدت تصاعدا في وتيرة التفجيرات خصوصا في بغداد وبعض المحافظات، فيما يؤكد مراقبون أن "تنظيمي القاعدة وداعش" يحاولان سحب القتال الجاري في الانبار والمحافظات الشمالية الساخنة إلى العاصمة وبعض المحافظات الجنوبية المستقرة امنيا لغرض تشتيت جهود القوات الأمنية في القضاء على المسلحين.
الغد برس |