مع بدء العام الدراسي الجديد، أعلن تنظيم الدولة الاسلامية تعليماته الخاصة للمدارس التي تقع في المناطق الخاضعة لسيطرته في محافظة كركوك، المتضمنة إلغاء بعض المواد الدراسية وفصل الإناث عن الذكور، وشطب عبارة الجمهورية العراقية ونظرية داروين وحذف الأناشيد والشعر التي بها "شرك وكفر" وحب الوطن من المناهج الدراسية.
وقال المعلم عبدالله الجبوري إن تنظيم داعش (اختصار الاسم السابق للدولة الاسلامية) أصدر للمدارس التي يسيطر على مناطقها في جنوب غرب كركوك"وثيقة"خاصة حملت عنوان"بشرى وتعميم"، وصفها بأنها "بشرى من أمير المؤمنين وسعي منه لرفع الجهل، وتعميم العلوم الشرعية".
وحصل موقع "نقاش" الاخباري على نسخة من هذه التعليمات التي حملت توقيع مسؤول ديوان التعليم في التنظيم، ونصت أهم فقراتها على أن يكون العام الدراسي 2013- 2014 عام "عبور لجميع المراحل باستثناء السادس الاعدادي بفروعه كافة، ويُستثنى من ذلك الطلبة الراسبون بالغش والغياب أو الذين لم يكتسبوا حق المشاركة في الامتحانات".
كما نصت على إعادة الدوام في المدارس بداية العام الدراسي الحالي"وفقا للضوابط الشرعية، وأن يتم عزل الذكور عن الأناث"ويشمل هذا القرار الطلاب والكادر التدريسي وإدارة المدرسة على حد سواء.
وأوضحت الوثيقة إن التنظيم قام بإلغاء المواد الفنية والموسيقية، وكذلك المناهج الفلسفية والاجتماعية والنفسية، ومنع تدريس مواد الجغرافية والتاريخ والأدب والتربية الدينية المسيحية، وأضاف مواد تعويضية من إدارة المناهج في التنظيم.
وأبرز النقاط في هذا المجال نصت على"شطب جملة الجمهورية العراقية أو السورية أينما وجدت، واستبدالها بالدولة الإسلامية، وحذف الأناشيد والشعر التي بها شرك وكفر وحب الوطن، وأيضاً حذف بعض المواد من مادة العلوم لا سيما نظرية داروين أو أي نظرية أخرى ترجع الخلق للطبيعة"، كما تطرقت الوثيقة إلى توجيه الطلاب وإعلامهم بأن قوانين الفيزياء والكيمياء هي"قوانين وسنن الله في الخلق".
وذكر الجبوري وهو معلم في إحدى مدارس قضاء الحويجة أن معظم المعلمين والمدرسين متخوفون من قيام عناصر داعش بفرض تطبيق الوثيقة بالقوة، وخاصة إذا هددوهم باستهدافهم عوائلهم أو تفجير منازلهم.
مدير تربية كركوك فرحان حسين قال بان هيئة الرأي في وزارة التربية أصدرت بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر توجيهاتها للملاكات التدريسية المتواجدين في مناطق خارج سيطرة الحكومة للمباشرة بالدوام في مدارسهم شرط أن يكونوا من سكان تلك المناطق.
وأكد حسين أنه في حال بقيت تلك المناطق خارج سيطرة الدولة سيكون الامتحان النهائي للطلبة في نهاية العام الدراسي من مائة ولا يتم الاعتماد على درجات الفصول الدراسية وامتحانات نصف السنة كما كان معتاداً، على أمل أن تستعيد الحكومة العراقية السيطرة على تلك المناطق قبل نهاية العام الدراسي.
في حين سيتم استيعاب الكادر التدريسي من غير سكان تلك المناطق، في مدارس مدينة كركوك أو نواحيها الآمنة والتي تخضع لسيطرة الحكومة.
وحسب معلومات حسين، فإن التنظيم المتشدد قام بإبقاء المنهاج الحالي المعتمد للتدريس في المدارس التي تقع تحت سيطرته من حيث الإبقاء على المواد الأساسية مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات واللغات العربية والانكليزية، وإلغاء بعض المواد مثل الجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية والفنية وأجزاء من التربية الإسلامية.
وأكد على وجود ضغوطات يمارسها عناصر التنظيم على الكادر التدريسي لإجبارهم على عدم تدريس المواد التي تم إلغاؤها والدوام في مدارسهم.
ومن جهة أخرى أكد عضو لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة كركوك مجيد عزت إن المناهج الدراسية التي يفرضها داعش هي موضوع يخص التنظيم فقط، والدراسة ضمن هذه المناهج هي "غير رسمية وغير معترف بها".
وقال إن الدراسة المُعترف بها هي الدراسة التي تجري في ظل وزارة التربية والدولة العراقية وبإشرافها، مشيراً إلى إن الدراسة في الأماكن الآمنة والتي تخضع لسلطة الحكومة ستستمر بصورة طبيعية.
واضطر الطلبة في الأماكن التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية إلى السفر الى مدينة كركوك أو المناطق التي تحت سيطرة الحكومة لإجراء امتحاناتهم النهائية للدور الأول من العام الدراسي الحالي 2013- 2014، إذ أن من المقرر إجراء الدور الثاني لهولاء الطلبة يوم 12 من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ومن المقرر أيضاً أن تُقام هذه الامتحانات في المناطق التي تخضع للسيطرة الحكومية فقط.
ومن جانبها أكدت رئيسة لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة كركوك بروين محمد السماح للطلبة في مناطق جنوب غرب كركوك بتأدية امتحاناتهم في المناطق الآمنة في مدينة كركوك وتقديم إدارة محافظة كركوك تسهيلات كبيرة لهم من حيث تسهيل دخولهم من نقاط التفتيش ونقلهم إلى المراكز الامتحانية.
وأشارت إلى إن المناطق الآمنة من محافظة كركوك استوعبت أيضاً الطلبة من العائلات النازحة من محافظات العراق المختلفة، وقدمت التسهيلات لهم، فيما يدرس مجلس المحافظة إقامة مخيم يتسع لأكثر من 700عائلة نازحة تسكن حالياً في خمس وأربعين مدرسة داخل مدينة كركوك.
وتقدر بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) اعداد العوائل النازحة في محافظة كركوك بـ250 ألف نازح قدِم معظمهم من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في جنوب غرب كركوك، بالإضافة إلى محافظتي صلاح الدين ونينوى.