بدأت خطوات حل الخلافات بين بغداد واربيل تنفذ عمليا حيث اطلقت الحكومة المركزية مرتبات موظفي اقليم كردستان المتوقفة منذ 8 اشهر ووصل وفد كردي الى بغداد للتفاوض فيما يتوقع ان يؤدي الوزراء الاكراد اليمين الدستورية خلال ايام للالتحاق بحكومة العبادي في تطور مثير لانهاء ملف الخلافات المستمرة منذ سنوات.
واعلنت الحكومة المركزية في بغداد اطلاق رواتب موظفي اقليم كردستان خلال اليومين المقبلين وقال محمد شياع السوداني وزير المالية وكالة ان الحكومة الاتحادية ستصرف رواتب الموظفين في اقليم كوردستان قبل حلول عيد الاضحى المبارك الذي يصادف السبت المقبل. كما قال مهدي العلاق مدير مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة خلال الايام القليلة المقبلة لمناقشة ارسال سلفة الى اقليم كردستان لتأمين رواتب موظفيه حيث تعقد الحكومة اجتماعها الاسبوعي الاعتيادي عادة يوم الثلاثاء.

وفد كردي وصل بغداد والوزراء الاكراد جاهزون للالتحاق بحكومة العبادي
وبالترافق مع ذلك فقد وصل الى بغداد بعد ظهر أمس وفد كردي برئاسة القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني روز نوري شاويس لبحث الملفات العالقة بين حكومتي بغداد وأربيل وفي مقدمتها التحاق الوزراء الاكراد بالحكومة الاتحادية وصرف رواتب موظفي الاقليم واطلاق ميزانيته.
ومن جهته شدد جعفر ايمنكي الناطق الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني على أهمية تسوية مشكلة المناصب المناطة للحزب في الحكومة العراقية الجديدة. واشار الى ضرورة توزيع المناصب بموافقة جميع الاطراف الكردية وعدم تهميش اي منها.
واضاف اينكي في بيان صحافي نشره موقع الحزب واطلعت على نصه "أيلاف" اليوم الاثنين ان "المكتب السياسي للحزب الديمقراطي قرر تبادل منصبي نائب رئيس الوزراء ليتولاه نوري شاويس بدلا من هوشيار زيباري الذي سيتولى حقيبة المالية بدل شاويس كما اعلن لدى تشكيل الحكومة العراقية في الثامن من الشهر الحالي موضحا انهما مستعدين الى اداء القسم لباشرا مهامهما في الحكومة.  
وحول حصة الاكراد في حكومة العبادي اوضح ايمنكي ان "الجانب الكردي تعرض للظلم في توزيع الحقائب الوزارية لان هذه الحقائب لاتناسب استحقاقه ولذلك ستجرى مباحثا مكثفة مع العبادي لمنح الجانب الكردي حقه وهناك محاولات جديدة من اجل زيادة حصة الاكراد في الحكومة الجديدة".
وتوقع الناطق الرسمي للحزب الديمقراطي ان يؤدي الوزراء الاكراد القسم قبل حلول عيد الاضحى واذا تعذر ذلك فسيتم الامر بعده. 
ومن جهته حدد القيادي الكردي نوري شاويس ثلاثة اسباب رئيسية وقفت لحد الان عائقا امام التحالق الوزراء الاكراد بحكومة العبادي.. واوضح ان اول هذه الاسباب هو وجوب اختيار المرشحين من قبل قيادة الاحزاب الكردستانية ومن ثم ارسال اسمائهم الى بغداد وكذلك فأن عدد الحقائب الوزارية التي منحت للاكراد لا تتلائم مع استحقاقهم الانتخابي حيث لا يجوز ان تقل نسبة الاكراد في الوزارات العراقية عن 20- 22%  وهذا ماكان في الحكومة السابقة .. اضافة الى ان حكومة العبادي وقبل ان تنال الثقة وعدت اقليم كردستان باطلاق ميزانية الاقليم ابتداء من الشهر الحالي وادخال هذا الموضوع للمفاوضات من اجل كيفية تطبيق ذلك بعد توقف استمر ثمانية اشهر.
ويطالب الاكراد حاليا بخمسة وزراء اضافة الى نائب رئيس الوزراء في حين ان التشكيلة الحكومية التي اعلنها العبادي في الثامن من الشهر الحالي ونالت ثقة البرلمان تمنحهم 4 مناصب بضمنهم نائب رئيس الوزراء. وتتوقع مصادر عراقية ان تتدخل الولايات المتحدة وايران والامم المتحدة مرة اخرى في حل هذه المشاكل بين الحكومة الاتحادية والاقليم .  
والسبت الماضي أكد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني رغبة الإقليم بمعالجة جميع المشاكل مع بغداد واعتبر مشاركة كردستان في الحكومة الاتحادية فرصة أخرى لرئيس الوزراء حيدر العبادي لمعالجة المشاكل بين بغداد وأربيل.
وكان العبادي قد مهد لاقدامه على اجراءات لحل الخلافات العالقة مع أقليم كردستان باعلانه من مدينة السليمانية في 19 من الشهر الحالي انه ستخذ قرارات وصفها بالصعبة على هذا الطريق داعيا سلطات الاقليم لمثلها .. واكد انه "حريص جدا على اتخاذ قرارات اساسية صعبة داعيا ايضا حكومة الاقليم بان تتخذ قرارات صعبة في سبيل حلحلة المشاكل ومنها الاتفاق حول النفط  لمصلحة الشعب العراقي برمته ومن ضمنه ابناء شعبنا الكردي" كما قال .

كتابات