مهمة صعبة لعلاوي في تحقيق المصالحة بالعراق
جاء اختيار زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية لشؤون المصالحة للتأكيد على أهمية هذا الملف بعد فشل كل المحاولات السابقة لإنهاء الصراع المستمر بالعراق، لكن محللين يؤكدون أن مهمة علاوي ليست سهلة.
رغم مرور أكثر من عقد على الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 وبدء عملية سياسية فإن ملف المصالحة الوطنية ظل يراوح مكانه، ما جعل البلاد تعيش وضعاً أمنياً متدهوراً، لا يزال المواطن العراقي يدفع ضريبته.
ولأهمية ملف المصالحة تم منح زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي منصب نائب رئيس الجمهورية لشؤون المصالحة في تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي بعد فشل كل المحاولات السابقة لإنهاء حالة الفراق للمؤيدين والمعارضين للنظام السياسي الجديد، إذ لم يعرف العراق الهدوء منذ سنوات واتسعت الخلافات والصراعات حتى بين المشاركين بالسلطة.
ويقول حاتم حطاب -العضو البارز في ائتلاف الوطنية- أن زعيم الائتلاف إياد علاوي هو "المنقذ الوحيد القادر على جمع كل الأطراف لخبرته السياسية وعلاقاته الدولية وكونه تولى رئاسة أول حكومة عراقية بعد سقوط نظام صدام حسين، إضافة لعلاقاته المتينة مع جميع القوى السياسية، سواءً المعارضة منها أو المشاركة بالعملية السياسية".
|
حطاب: علاوي هو الأكثر قبولا
لقيادة مصالحة وطنية شاملة (الجزيرة)
|
مصالحة وطنية
ويضيف العضو البارز أن علاوي يعد الأكثر قبولا لقيادة مصالحة وطنية شاملة ترسي دعائم الاستقرار وتفتح آفاق التنمية الشاملة لوضع العراق على طريق البناء الحضاري الصحيح وتحقيق الأمن والسلم الاجتماعي ليعود العراق قويا.
وشدد حطاب -في حديثه للجزيرة نت- على أن "جميع الذين شاركوا في العملية السياسية ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع السياسي الحاصل الآن، وبنسب متباينة ويتحملون مسؤولية ما حدث وما زال يحدث إلى أن أصبح الوضع هشا يغلب عليه طابع الفرقة واللامسوؤلية وفقدان الأمن والخوف الذي يلازم الجميع، ما أعطى الإرهاب ضالته في ذلك ودخل ليقتل ويدمر ويفعل ما يفعل، ووضع العراق على حافة حرب عالمية ثالثة قد يكون ميدانا لها".
وكشف حطاب عن اتصالات جرت مع قياديين سابقين في حزب البعث من قبل علاوي، ووجد قبولا لديها في المشاركة بالعملية السياسية، إضافةً إلى فصائل كانت تقاوم الاحتلال وتعارض المشاركين بالعملية السياسية.
وأكد أن علاوي شرع بإعداد البرنامج السياسي للمصالحة وبنود خارطة الطريق والتي سبق أن تقدم بها ائتلاف الوطنية إلى القوى السياسية الأخرى وجاء البرنامج الحكومي متضمنا لأغلب فقراتها.
|
الشمري: لا بد من تعاون الكتل السياسية
مع علاوي لتحقيق المصالحة (الجزيرة)
|
تحديات
من جانبه يصف المحلل السياسي رحيم الشمري ملف المصالحة الوطنية في العراق بـ"الحساس"، مشيرا إلى أن الأطراف الحكومية والضغوط الدولية لم تنجح في تحقيق مصالحة حقيقية على مدى العقد الماضي.
ويضيف أن "الأميركيين فعلوا المستحيل كي يقنعوا جميع الأطراف بالجلوس إلى طاولة واحدة لكنهم فشلوا بسبب سياستهم العشوائية منذ دخولهم العراق، وخرجوا دون تحقيق مصالحة ملموسة، والحكومة على مدى دورتين انتخابيتين لم تنجح بالوصول إلى نتيجة أيضاً، ووصل الحال إلى تشكيل وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية وأيضاً فشلت، وحتى انتهاء ولاية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الثانية كان هناك مكتب لمستشارية المصالحة الوطنية في الحكومة دون أن يحقق شيئاً".
ويرى الشمري في حديثه للجزيرة نت أن إياد علاوي أكثر السياسيين العراقيين المؤمنين بأن طريق المصالحة يمثل الحل الأمثل لمشاكل البلاد، إضافةً إلى شخصيته القوية، وتأكيده المستمر على الضرورة الملحة لتحقيق مصالحة حقيقية.
|
الرفاعي: علاوي لن يحقق المصالحة دون تغيير أسس العملية السياسية (الجزيرة)
|
ويؤكد الشمري أن علاوي "لن يتمكن من تحقيق المصالحة دون الاستجابة والعمل بيد واحدة وإسناده من قادة الكتل في الحكومة والبرلمان والرئاسة وزعماء الأحزاب السياسية".
في المقابل يرى المحلل السياسي والإعلامي موفق الرفاعي أن علاوي لن يتمكن من تحقيق المصالحة دون تغيير أسس العملية السياسية التي أسسها الحاكم الأميركي بعيد الاحتلال بول بريمر.
وقال -في حديثه للجزيرة نت- إن من أهم هذه الأسس "تغيير الدستور وإلغاء المحاصة الطائفية والحزبية، وتشريع قانوني الأحزاب والانتخابات، إضافة إلى إعادة تأهيل الجيش والأجهزة الأمنية على أسس وطنية".
المصدر : الجزيرة |