"داعش" تقلّد اسلوب "صدّام" بالاختباء في الجحور لتفادي الضربات الجوية
يكرر تنظيم "الدولة الاسلامية" الارهابي اسلوب الدكتاتور العراقي صدام حسين، ابان حرب التحالف عليه، في حربي الخليج عبر التخفي بين السكان في المناطق الآهلة، واخفاء مظاهر وجوده في المناطق التي يحتلها.
ودأبت على هذا الاسلوب ايضا حركة "طالبان" في افغانستان، وكذلك تنظيم "القاعدة" في الاختفاء في ثنايا التضاريس والكهوف والجحور لامتصاص الزخمات.
و اختفي تنظيم "الدولة الإسلامية" عن الأنظار في معاقله منذ أجاز الرئيس باراك أوباما توجيه ضربات جوية أمريكية له في سوريا.. فلم يعد يظهر في الشوارع وأعاد نشر أسلحته ومقاتليه وحد من ظهوره الإعلامي.
يأتي ذلك في وقت حث فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على التحرك بحسم ضد خطر تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا.
وقال بان للصحفيين بشأن التنظيم المتشدد "احث المجتمع الدولي ومن لديهم الوسائل على التحرك بحسم بعد تفكير رصين".
واضاف "من الضروري أن نبقي حماية المدنيين في الصدارة."
ولم يذكر بان ما هي الخطوات التي يأمل أن تتخذها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لكنه أشاد بالضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة مؤخرا على مقاتلي "الدولة الإسلامية" والتي استهدفت مساعدة المدنيين المحاصرين في العراق.
ويقول سكان المناطق التي يسيطر عليها في الموصل والرقة، إن الجماعة تنقل معدات كل يوم منذ أشار أوباما في 11 سبتمبر / أيلول إلى إمكانية توسيع الهجمات الجوية على مقاتليها بحيث تمتد من العراق إلى سوريا.
ونشطاء التنظيم الذين كانوا يردون في العادة على أسئلة على الإنترنت أغلقوا صفحاتهم. ولم يبدر رد فعل مباشر من زعماء الجماعة على أوباما ولم يرد ذكر للكلمة التي أدلى بها الأسبوع الماضي في التسجيل المصور الذي بثه التنظيم يوم السبت الماضي لذبح الرهينة البريطاني ديفيد هينز بيد أحد مقاتلي الجماعة.
وبينما تسعى الولايات المتحدة لتجميع تحالف من أجل قتال "الدولة الإسلامية" تحاول الجماعة المتشددة، على ما يبدو أن تحيط استراتيجيتها بأكبر قدر ممكن من الغموض.
وحين واجهوا ضربات جوية أمريكية في العراق ترك مقاتلو "الدولة الإسلامية" الأسلحة الثقيلة التي جعلتهم أهدافا سهلة وحاولوا الاندماج وسط سكان المناطق المدنية. وربما كانت الجماعة تفعل نفس الشيء في سوريا توقعا لغارات مماثلة.
وأخلت الجماعة المباني التي كانت تدير منها شؤونها وأعادت نشر أسلحتها الثقيلة وأخرجت أسر المقاتلين.
وقال أحد سكان الرقة عبر الإنترنت "يحاولون أن يبقوا في حالة حركة." ويفعل المتشددون الارهابيون الامر ذاته في سوريا.
وأضاف الساكن الذي طلب عدم نشر اسمه خوفا على سلامته "لديهم خلايا نائمة في كل مكان... ولا يجتمعون إلا في إطار محدود جدا".
ووعد رئيس هيئة الأركان الأمريكية الثلاثاء بحملة "مستمرة ومتواصلة" على "الدولة الإسلامية" وربما تكون واشنطن ترصد بالفعل مواقع التنظيم. وكان أوباما قد أجاز الشهر الماضي القيام بطلعات مراقبة وأظهرت لقطات صورها نشطاء هذا الشهر طائرة أمريكية الصنع بلا طيار فيما يبدو وهي تحلق فوق المناطق التي تسيطر عليها "داعش".
ومنذ سيطرت الجماعة على مدينة الموصل العراقية في يونيو/ حزيران وسعت سيطرتها على محافظة دير الزور السورية الحدودية المجاورة. وأوفت الجماعة بوعدها بإعادة رسم الشرق الأوسط فأعلنت الخلافة في أرض على جانبي الحدود بين البلدين.
وتولت "الدولة الإسلامية" إدارة شؤون جوانب كثيرة من الحياة المدنية ووضعت يدها على كل شيء بدءا من المرور وحتى المخابز في محاولة لإقامة دولة تديرها وفقا لتفسيرها الخاص المتشدد للإسلام.
المسلّة |