النجف تشكو عدم تسلمها الأموال المخصصة للنازحين والعتبة العلوية تؤكد : مستعدون لاستقبال المسيحيين
انتقد مجلس النجف، اليوم الاثنين، الإجراءات الحكومية الروتينية التي حالت دون وصول المنحة المالية التي خصصها مجلس الوزراء للنازحين في المحافظة،(160 كم جنوب العاصمة بغداد)، برغم تجاوز عددهم الثلاثين ألف شخص وحاجتهم الماسة للإغاثة، في حين أبدت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة استعدادها لإيواء المسيحيين الذين نزحوا من الموصل، مؤكدة استمرارها في برنامجها الإنساني الداعم لأكثر من 25 ألف نازح.
وقال عضو مجلس محافظة النجف، رضوان الكندي، في بيان تسلمت (المدى برس) نسخة منه، إن "منحة الـ500 مليار دينار التي خصصتها الحكومة المركزية للنازحين لم تصلهم حتى الآن بسبب الإجراءات الروتينية"، مشيراً إلى أن "حصة النجف من تلك المنحة تبلغ 800 مليون دينار".
وأضاف الكندي، أن "المحافظة استقبلت حتى الآن أكثر من 30 ألف نازح"، متوقعاً أن "يزداد عدد النازحين في المحافظة لاسيما أن هنالك أكثر من ألف عائلة عالقة في مطار أربيل فضلاً عن نحو ألفي عائلة عالقة على حدود أربيل كلها تريد المجيء إلى محافظات الوسط والجنوب".
من جانبها أبدت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة في النجف، استعدادها لإيواء العوائل المسيحية النازحة من الموصل.
وقال نائب أمين عام العتبة، زهير شربة، في حديث إلى (المدى برس)، إن "إدارة العتبة أبدت استعدادها لاستقبال الأسر المسيحية النازحة من الموصل بعد تهديدات تلقتها من قبل تنظيم داعش"، مضيفاً أن "مجلس إدارة العتبة العلوية المقدسة شكل غرفة عمليات لتنفيذ برنامج إنساني عاجل ومتكامل لمساعدة الأسر المسيحية النازحة من الموصل".
وأكد شربة، أن "مبادرة العتبة العلوية المقدسة تأتي انطلاقاً من إنسانية صاحب المكان الإمام علي بن أبي طالب ومقولته المشهورة، الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق"، عاداً أن "النازحين المسيحيين بحاجة إلى رعاية خاصة كونهم من طائفة دينية ولهم مواقف تاريخية طيبة مع المسلمين عامة وهم من محبي شيعة آل البيت الأطهار".
وأوضح نائب أمين عام العتبة، أن "العتبة العلوية المقدسة مستمرة في برنامجها الإنساني الداعم لأكثر من 25 ألف نازح توافدوا على النجف الأشرف منذ بدء أحداث الموصل".
وكانت دائرة الهجرة والمهجرين في النجف، قد أعلنت في (الأول من تموز 2014 الحالي)، عن رصد أكثر من 850 عائلة نازحة من المحافظات الساخنة، وفي حين بينّت أن وتيرة حركة النزوح تصاعدت بعد أحداث الموصل، كشفت عن مقترح لإسكانها في المواكب والحسينيات المنتشرة على طريق كربلاء - نجف إذا ما وافق مجلس المحافظة على ذلك.
وكان مجلس محافظة النجف، قد دعا في (الـ29 من حزيران 2014)، المؤسسات الموجودة في المحافظة وأصحاب المواكب الحسينية والمنظمات الإنسانية إلى تشكيل غرف إغاثة خاصة بالنازحين من المحافظات الساخنة الذين يعانون وضعاً "مزرياً".
يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، وامتد نشاطه بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى، ما أدى إلى موجة جديدة من النزوح والهجرة منها.
وكانت مفوضية حقوق الإنسان، أعلنت أمس الأحد،(الـ29 من تموز 2014 الحالي) عن تسجيلها نحو مليون و250 ألف نازح داخل العراق يعانون أوضاعاً متردية، مرجحة زيادة عددهم خلال المدة المقبلة.
كما دعت مفوضية حقوق الإنسان، في وقت سابق من اليوم الاثنين، الحكومة لوضع خطة استراتيجية لمعالجة الأوضاع "المأساوية" للنازحين والمهجرين بالتعاون مع المنظمات الدولية، مبدية استغرابها من عدم تسلم النازحين المنحة المادية التي خصصها مجلس الوزراء لهم حتى الآن.
المدى برس |