الهجرة النيابية: 53 ألف نازح داخل الأنبار يعيشون في هياكل ويعانون الأمراض
كشفت لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية ارتفاع عدد النازحين من العمليات العسكرية والاشتباكات التي تجددت مؤخرا في مدينتي الفلوجة والرمادي الى 53 الف شخص في داخل الانبار وحدها، وفيما اشارت اللجنة الى غموض يلف مصير "10 مليارات دينار" وعد بها مجلس الوزراء لتوزيعها على النازحين، قالت ان العوائل حصلت على 25 الف دينار فقط شهريا، وتعيش اوضاعا مأساوية وسط تفشي الأمراض وحاجة الاطفال الرضع الى الحليب.
في أثناء ذلك، كشف مسؤولون محليون وسابقون في الأنبار عن وجود عوائل نازحة تعيش في "هياكل"، ومشاركة ثلاث وأربع عوائل في شقة واحدة، وتحدثوا عن خطورة الوضع الصحي للساكنين على الحدود في مناطق الرطبة والقائم.
وشهدت مدينة الرمادي وعدد من الاحياء التابعة لها، قصفا بالمدفعية الثقيلة والراجمات إلى جانب اشتباكات عنيفة بين المسلحين والجيش، أسفرت عن خسائر مادية كبيرة. كما سقطت عدد من قذائف الهاون على منطقة الكرمة، شرقي الفلوجة. وسط ترجيحات بصعوبة اجراء الانتخابات في الانبار نهاية نيسان الحالي مع وجود نصف مليون نازح من المحافظة.
وقالت عضو لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب لقاء وردي لـ"المدى" انه "بعد القصف العنيف على الفلوجة، وتجدد الاشتباكات مؤخرا في مدنية الرمادي، ارتفع عدد النازحين في داخل الانبار الى 53 الف شخص"، مشيرة الى ان "الأرقام المسجلة غير دقيقة، وربما تكون اكبر من هذا العدد، بسبب أن "وزارة الهجرة غير قادرة على إحصاء النازحين، وتعتمد على ارقام الصليب الاحمر والسلطات المحلية"، مؤكدة أن "الحديث عن عودة العوائل الى الرمادي والفلوجة، لم يعد له أهمية، مع ارتفاع عدد النازحين، الذين يعيشون أوضاعاً مأساوية".
ولفتت وردي الى ان "6 الاف نازح في ناحية الصقلاوية، القريبة من الفلوجة، يعيشون وسط اوضاع صحية وإنسانية سيئة جدا"، مشيرة الى ان "الحالة اسوأ بالنسبة للنازحين في مدينة الحبانية الذين يصل عددهم الى 2000 شخص".
وتؤكد النائبة صعوبة الأوضاع الانسانية للنازحين في منطقة النعيمية، القريبة من الفلوجة، والنازحون الذين يسكنون في مزارع "بدون دورات مياه" بالقرب من منطقة البغدادي، غربي الانبار، مؤكدة ان "الاطفال يعانون من امراض مختلفة، ويعانون نقصا في الحليب".
وتنتقد وردي ضعف الإجراءات الحكومية لمساعدة النازحين، وقرار الحكومة، بطلب من وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي، بسحب يد وزارة الهجرة والمهرجين من متابعة قضية النازحين، وتحويلها الى المحافظين، وبعضوية وزراتي الهجرة والمالية، مشيرة الى ان "التجربة في الأنبار فشلت، ولم تتوصل السلطات المحلية الى حلول لانتشال النازحين من أوضاعهم المأساوية".
وتكشف وردي عدم معرفة لجنة الهجرة النيابية بمصير "العشرة مليارات دينار، التي وعد بها مجلس الوزراء لتوزيعها على النازحين"، مؤكدة ان وزارة الدفاع تقول ان "المبلغ المخصص للنازحين هو 5 مليارات وليس عشرة"، فيما طلبنا من مجلس الوزراء معرفة حجم المبالغ الحقيقة، لكن –وبحسب وردي- قامت رئاسة الوزراء بإرسال طلبنا الى المحافظين، على الرغم من الحكومة هي من خصصت المبالغ.
وتؤكد وردي ان "اللجنة لم تستطع معرفة مصير المبالغ المخصصة، ولا تستطيع مراقبة آلية إنفاقها"، فيما تلفت الى ان العوائل في الأنبار حصلت على 25 الف دينار فقط، لكل عائلة.
وكانت وردي اتهمت في وقت سابق عددا من أعضاء مجلس محافظة الانبار، بالحصول على مبالغ مالية ضخمة، مخصصة للنازحين، لكنها اكدت ان "المبالغ تنفق بطريقة غير أصولية"، وأشارت الى ان بعض الاموال تذهب الى شيوخ عشائر لشراء الولاءات.
الى ذلك، قال المسؤول المحلي السابق في الانبار سعدون الشعلان لـ "المدى" امس ان عددا من النازحين في ناحية الخالدية، يعيشون في المدارس، فيما تتشارك ثلاث واربع عوائل في شقة واحدة بمنطقة الـ7 كيلو.
ويضيف ان "السلطات المحلية في الانبار، أخلت عددا من العوائل في مدينة هيت يسكنون في المدارس، بسبب متطلبات الدوام، وتم ترحيلهم الى مجمعات سكنية، في اوضاع مأساوية". كاشفا عن وجود ما يقارب "50 عائلة تسكن في هياكل غير مكتملة في المناطق الغربية من الانبار، وعلى الحدود السورية، في قضائي الرطبة والقائم، وهم يعيشون في أوضاع إنسانية سيئة، لاسيما ان المنطقة مفتوحة، ويشتد البرد في المساء.
ويلفت الشعلان الى ان "عددا من الاطفال والنازحين، في منطقة البغدادي القريبة من هيت، اصيبوا بأمراض جلدية بسبب تلوث المياه"، لافتا الى ان "الاهالي يجمعون الاموال في عدد من الجوامع لمساعدة النازحين".
وبخصوص اوضاع طلبة المدارس والجامعات قال الشعلان ان "الطلاب أوضاعهم سيئة جدا، مع اغلاق المدارس مجددا في الفلوجة والرمادي، بسبب تجدد القصف والاشتباكات في المدينتين"، مشيرا الى ضرورة إيجاد حل من وزارة التربية لتمكين الطلاب من تلافي المواد الدراسية الفائتة، بالنسبة للنازحين في مدن اخرى بالانبار.
الى ذلك يقول عضو المجلس المحلي في قضاء راوة، غربي الانبار، مثنى اسماعيل محمود لـ"المدى" ان اوضاع النازحين بالقضاء "هم الافضل في كل الانبار"، مؤكدا وجود 1200 عائلة نازحة، يسكن معظمهم عند الاقارب او يستأجرون منازل، باستثناء عائلة واحدة تسكن في غرفة حارس مدرسة.
ويشير محمود الى ان القضاء فيه الكثير من المنازل، وعدد نفوسه قليل، ويمكن ان يتسع للنازحين، لافتا الى مساعدة الاهالي بجمع الاموال والمواد الغذائية الى النازحين، كما توزع وزارة الهجرة والمهجرين والمحافظة المواد الغذائية.
المدى
|