مجلس الأنبار: الجيش أصبح مشجبَ عتاد لا ينضب للمسلحين.. وحصار الفلوجة مُخترق
أفاد مسؤولون في مجلس محافظة الأنبار ان قوات الجيش تحولت الى "مصدر للسلاح ومخزن للذخيرة" بالنسبة للمسلحين المحاصرين في الفلوجة منذ نحو اربعة شهور، وأشاروا الى ان القوات الأمنية لا تمتلك القدرة او الخبرة في تطويق المدن وقطع إمدادات الجماعات العنفية.
وفيما يؤكد مسؤولون محليون في الانبار ان "المسلحين غير محتاجين الى تدفق الأسلحة من خارج الفلوجة، بسبب سيطرتهم على سلاح المراكز الأمنية التي تركها الجيش"، كشفوا عن حصول العكس عبر تهريب للأسلحة من المدينة "المحاصرة" الى مناطق اخرى.
وتقول الحكومة ان الجيش يطوق مداخل ومخارج مدينة الفلوجة، منذ بداية العام الحالي استعدادا لاقتحامها، وتلفت منذ ايام الى إن الهجوم المتوقع لاستعادة السيطرة على المدينة، رهن بإجلاء السكان المدنيين، تجنبا لوقوع ضحايا. فيما نزحت آلاف من العوائل باتجاه غربي الانبار، والى اقليم كردستان وبعض مدن العراق الوسطى.
ويقول نائب رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي لـ "المدى" ان "الأسلحة والعتاد المستخدم من قبل (داعش) في الفلوجة، موجود داخل المدينة". لافتا الى أن المسلحين غير محتاجين الى التمويل من خارج الفلوجة.
ويؤكد العيساوي ان "المسلحين حصلوا على العتاد والأسلحة من مراكز الشرطة، ومواقع الجيش التي تركها الجند في الفلوجة"، مشيرا الى ان المسلحين يحصلون على أسلحة إضافية من "الجيش في الاشتباكات اليومية التي تجري معهم على مشارف الفلوجة، لافتاً الى ان المسلحين "لو كانت لديهم خبرة بقيادة الدبابات والمدرعات لكانوا اخذوا هذه الآليات من الجيش".
ويصف المسؤول المحلي الجيش بـ"مشجب سلاح" للمسلحين، ومصدر تمويل مستمر "من الصعوبة ان ينضب"، مشيرا الى ان القوات الأمنية غير قادرة على ضبط مداخل ومخارج المدنية، وليست لديها القدرة او الخبرة في "تطويق المدن"، مقللا من إمكانية إدخال الأسلحة من خارج الحدود بسبب الانتشار المكثف لقوات الجيش بمختلف الصنوف.
وكانت مواقع على صلة بالمسلحين في الانبار، بثت في وقت سابق، مقاطع فيديو، تظهر استعراضا لأنواع السيارات العسكرية التي استولى عليها التنظيم.
ورفع المسلحون علم الدولة الإسلامية في العراق والشام على دبابات وسيارات نوع همر عسكرية ولوريات نقل الجنود وضعت عليها أسلحة أحادية، الى جانب سيارات السلفادور التي تستخدمها قوات الجيش والشرطة وقد غير لونها المسلحون.
الى ذلك يقول خبراء في الشأن الأمني في المحافظة ان المنافذ الرسمية التي تربط الفلوجة ببغداد والموصل، تسيطر عليها قوات الشرطة والجيش وبعضها يسمح بمرور السيارات والشاحنات بعد تفتشيها، فيما لا تسمح منافذ أخرى بمرور السيارات وتقتصر على المشاة فقط.
ويؤكد خبراء ومراقبون في المحافظة ان مناطق "ساخنة" في وسط وشمالي وغربي الرمادي، تعد نقطة رئيسية في تمرير المسلحين والعتاد الى داخل الفلوجة، مشيرين الى ان مناطق الحوز، وحي الأرامل، والإسكان، وشارع 60، والخمسة كيلو، وجزيرة الرمادي، لم تتم السيطرة عليها بشكل كامل، ولازالت مناطق اتصال مباشرة مع الفلوجة. لكنهم أشاروا الى صعوبة دخول الأسلحة من سوريا، بسبب وجود قيادتي الأنبار، والجزيرة والبادية، وحرس الحدود، وأفواج الطوارئ، ويحتاج المسلحون للمرور في مدن حديثة وراوة والرمادي، وهي مناطق "آمنة نسبيا وتنتشر فيها القوات الأمنية بشكل كثيف".
الى ذلك يقول العضو السابق في مجلس المحافظة والمرشح الحالي عن الانبار مزهر الملا ان "داعش" منظمة إرهابية عالمية، ولديها ارتباطات بدول إقليمية، مرجحا ان يحصل التنظيم على الأسلحة والذخيرة من سوريا، لافتا في اتصال مع "المدى" ان "المسلحين يحصلون على الإمدادات العسكرية من سوريا عبر مدن الانبار والموصل وصولا الى الفلوجة"، لافتا الى ان قوات الجيش غير قادرة على مراقبة الحدود والصحراء الشاسعة التي تربط العراق بسوريا.
ويضيف ان "الجيش لايطوق الفلوجة بشكل كامل، ويمكن للأسلحة ان تمر بطرق مختلفة الى المدينة"، مؤكدا ان "الأسلحة التي يحصل عليها المسلحون اكثر تطورا من اسلحة الجيش، وان لديهم خبرة كبيرة وقدرة على القتال تمتد لسنوات"، مرجحا ان تكون "مخابرات وأجهزة امن من دول اخرى تساهم في دعمهم"، بالاضافة الى ان "حزب البعث يعد الخطط ويرفدهم بالقادة العسكريين".
المدى
|