هل يقود التصعيد الخطابي إلى حرب إيرانية – سعودية مباشرة؟ وفيق السامرائي يجيب
وضع الفريق المتقاعد والمحلل السياسي وفيق السامرائي، الاحد، رؤيته للاجابة عن الاسئلة التي تطرح حول امكانية حدوث حرب مباشر بين السعودية وايران على خلفية التصعيد الخطابي من الجانب السعودي والرد من الايراني.
وقال السامرائي، في منشور على صفحته في فيسبوك، وتابعته “بغداد اليوم”، إن “ما نشر عن وزير خارجية السعودية قوله إن إيران هي الخطر الأوحد والأكبر ليس فقط بالمنطقة بل العالم يعكس (استحالة) الانفراج وبناء علاقات تفاهم بين البلدين وفق المعطيات الحالية”.
واضاف، “ومنذ سقوط الشاه، الذي كان التفوق العسكري خلال فترة حكمه ساحقا لمصلحة إيران بسبب ضعف موقف الدول الخليجية آنذاك، لم تشهد العلاقات السعودية – الإيرانية تحسنا حقيقيا حتى خلال رئاستي رفسنجاني وخاتمي”.
واستدرك السامرائي بالقول: “التصعيد الخطابي السعودي يعكس خطورة أزمة العلاقات بين البلدين، إلا أن انزلاق الوضع الى حرب عسكرية(مباشرة) واسعة يبدو مستبعدا وغير متوقع (وفق المعطيات الحالية)”.
وتابع، أن “الحرب الإعلامية والدبلوماسية من جانب السعودية مستمرة وبقوة، والحرب النفسية مستمرة من قبل الطرفين، وحرب الاستخبارات تجري على نطاق واسع بين الطرفين، وصراع النفوذ في دول الإقليم تزداد، وتعزيز الجماعات المسلحة مستمر تحت سقف عدم الاحتكاك القوي بالأعصاب الحساسة لمراكز القوى الكبرى، ففي اليمن وسوريا ولبنان والعراق تتراوح النشاطات بين لي الذراع وكسر الإرادة”.
“وفي الوضع الداخلي تبدو علامات التدخل السعودي أكثر من علامات التدخل الإيراني إلا أن الإيرانيين يمتلكون وسائل إنابة (وحليفة) إعلامية كفوءة وغيرها من وسائل إحداث التخلخل تقلق السعودية بشدة، وأكبر الأحلام والطموحات السعودية التي أصيبت بالاحباط كانت في تأمل نجاح الاحتجاجات في إيران التي حدثت أواخر العام الماضي وتوقعنا في حينها إخمادها بسرعة، وجوبهت تدخلات السعودية في الوضع الداخلي الإيراني بتماسك شديد”، بحسب الفريق المتقاعد.
الذي اوضح ان “الإيرانيين يتصرفون خارجيا في (معظم) الحالات بهدوء شديد وكتمان وبأقل التصريحات الدبلوماسية حدة خلاف النمط السعودي الجديد المصاب بغرور وغير المألوف سابقا، وفي المحصلة نرى تراكم الفشل السعودي”.
واختتم بالقول، أن “المنطقة لن ترى الاستقرار وفق مفهوم التعاون الإقليمي على المدى المتوسط، والتدخلات الأميركية لن تتوقف قبل إنقلاب معادلات الطاقة التي تستهلك منها نحو (5) أضعاف نسبتها السكانية، والعراق يبقى مستهدفا من اتجاهات مختلفة خارجية وداخلية، منها وضعه الحزبي غير الطبيعي وموارده الضخمة، لكن بنيته العامة والشعبية أقوى كثيرا من إحتمالات الضعف، وعوامل البقاء والتماسك والتطور والردع متوافرة رغم تزاوج المحاصصة والفساد المطلوب التخلص منهما”.
بغداد اليوم
تعليقات الزوار سيتم حدف التعليقات التي تحتوي على كلمات غير لائقة Will delete comments that contain inappropriate words