كيف يكسب العراق معركة ما بعد داعش في سنجار؟
دعت مجموعة معالجة الأزمات الدولية الثلاثاء السلطات العراقية إلى تعزيز نفوذها بوجه الفصائل المسلحة في سنجار شمالي العراق من أجل ضمان عودة الأقلية الأيزيدية إلى هذه المنطقة.
وقالت المنظمة في تقرير يحمل عنوان "كيف يكسب العراق معركة ما بعد تنظيم داعش في سنجار"، إن بين الخطوات التي يجب على بغداد اتخاذها من أجل عودة الاستقرار الكامل في سنجار هو "وضع حد للتدخلات الأجنبية في هذه المنطقة".
ونبّه تقرير المنظمة غير الحكومية ومقرها بروكسل إلى أن "الجهود المتزايدة لطرد داعش من سنجار، أتاحت عودة السلام لكنها لم تحسن الوضع الاقتصادي والسياسي".
عناصر من حزب العمال في جبل سنجار
وتعرض قضاء سنجار إلى تقلبات عدة خلال السنوات الـ10 الماضية، فالسلطات المحلية هناك كانت تخضع لسيطرة الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني منذ عام 2003.
لكن ظهور داعش وسيطرته على القضاء في 2014 أدى إلى تراجع نفوذ الحزب الديموقراطي الكردستاني لصالح حزب العمال الكردستاني التركي الذي سد الفراغ الذي خلفه انسحاب قوات البيشمركة الكردية من المنطقة.
وتقاسم الحزبان، الديموقراطي الكردستاني والعمال الكردستاني النفوذ في مناطق سنجار إلى حين دخول قوات الحشد الشعبي، المدعومة من إيران إلى المنطقة في تشرين الأول/أكتوبر 2017.
آثار الدمار الذي خلفه تنظيم داعش في سنجار-أرشيف
وترى مجموعة الأزمات الدولية أن على "بغداد استخدام أعضاء الإدارة المحلية التي عينها الحزب الديموقراطي الكردستاني سابقا لأنهم يمتلكون المهارات اللازمة لإعادة عمل المؤسسات في سنجار".
وتعتبر المجموعة أن "الولادة الجديدة" لمؤسسات محلية خاضعة لسلطة بغداد ولكن باستقلال ذاتي كبير يستند إلى الدستور، ضروري لضمان مستقبل الأيزيدين في سنجار.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الأيزيديين في العراق كان يبلغ 550 ألف نسمة قبل دخول داعش، وأن نحو مئة ألف منهم هاجروا خارج البلاد، فيما فر آخرون إلى إقليم كردستان العراق.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد تعرضت آلاف النساء والفتيات من الأقلية الأيزيدية، إلى انتهاكات "مروعة" في المناطق التي سيطر عليها التنظيم شملت عمليات اغتصاب واختطاف والاستعباد الجنسي.
الوثيقة |